صفاء عويضة
عندما يحتضن ليل القاهرة هتاف رياض محرز وزملائه “قسما بالنازلات الماحقات،والدماء الزاكيات الطاهرات، والبنود اللامعات الخافقات، فى الجبال الشامخات الشاهقات”.
تذكر أن الكلمات للشاعر مفدي زكريا واللحن للفنان المصري الراحل محمد فوزي ولا شئ أبلغ من ذلك كي يكون الدم واحد لهذه الأسباب أدعم الجزائر – قامت مصر خلال الخمسينات والستينات بتبني قضية الجزائر وتدعيمها؛ .
حيث أكد كريستيان بينو (وزير خارجية فرنسا وقتئذ) أن التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية -دعمت مصر ثورة الجزائر بالسلاح والخبراء، فكانت مصر الداعم الأول والأهم لها.
الأمر الذي دفع بن جوريون (أول رئيس وزراء لإسرائيل) إلى قول: على أصدقائنا المخلصين في باريس أن يقدّروا أن «عبد الناصر» الذي يهددنا في النقب، وفي عمق إسرائيل، هو نفسه العدو الذي يواجههم في الجزائر -كانت القاهرة مقر الحكومة الجزائرية المؤقتة التي تأسست في 19 سبتمبر 1958، فكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر، وانطلقت من القاهرة معظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة -في عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جزائري في أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم.
ومن ثم إرساله إلى مصر -امدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 -كان دور الجزائر في حرب أكتوبر أساسيا وقد عاش بومدين –ومعه كل الشعب الجزائري- تلك الحرب بكل جوارحه بل وكأنه يخوضها فعلا في الميدان إلى جانب الجندي المصري. اذا فلتحيا مصر وتحيا الجزائر رغم أنف الموتورين
التعليقات