الجمعة الموافق 20 - ديسمبر - 2024م

خبير زراعي محذراً من التحولات المناخية علي مصر : إنها ليست “سحابة صيف ؛ إنها “أمطار يونيو !

خبير زراعي محذراً من التحولات المناخية علي مصر : إنها ليست “سحابة صيف ؛ إنها “أمطار يونيو !

بوسي جاد الكريم

في تعليق وتفسير علمي لما يحيط بملف الزراعة المصرية في ظل التحولات المناخية الصارخة التي تهدد العالم كله،

صرح الدكتور محمد علي فهيم – خبير المناخ الزراعي والمدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ – أن من الامثلة المعروفة والتي تقال مجازاً عند حدوث أزمة لا تخلّف مشاكل، انها “سحابة_صيف” عن قليل تقشّع أي غيمة غير ممطرة، عالم بلا عمل كسحاب بلا مطر … ولكن مع توقع هطول أمطار على أجزاء متفرقة من مصر وخصوصاً مناطق من جنوب مصر والوادي الجديد وسلاسل البحر الاحمر بداية من اول يونيو وطوال الاسبوع الأول من يونيو وهذه الأمطار ملازمة للسحب المتكاثرة على مناطق شاسعة من البلاد … فى ظاهرة مناخية غريبة وجديدة على مناخ مصر ..!!

وأوضح”فهيم” أن ذلك يعني ان هناك تغيرات كبري ودرامية لمناخ إقليم البحر المتوسط (الذي يتبعه مناخ مصر) والذي كان على مدار آلاف السنين من أكثر مناخات أقاليم العالم وضوحاً واستقراراً ، فهو (( حار جاف صيفاً معتدل دافيء ممطر شتاءً )) . وهذه الخاصية المناخية تعود إلى كتلتين هوائيتين مختلفتي الخصائص المناخية والمصدر في رسم صورته المناخية. فالكتلة المدارية البحرية القارية هي المسئولة عن حرارة الصيف وجفافه ، في حين أن الكتلة القطبية البحرية تعود إليها أمطار واعتدال ودفء الشتاء .

واشار “فهيم” انه عند انتقال الكتلة المدارية البحرية والقارية إلى العروض دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية إلى مدار السرطان شمالاً في فصل الصيف فان هذه الكتلة تصل إلى منطقة ابرد نسبياً فيحصل للجزء السفلي لهواء هذه الكتلة ركود واستقرار هوائي (Very stable Air) وعدم تصعيد بسبب برودة الأرض ، وفي مثل هذه الظروف لا تتشكل السحب فتكون السماء صافية فترتفع الحرارة ولا يسقط المطر صيفاً . أما في فصل الشتاء فتتحرك الكتلة القطبية البحرية المحملة بالرطوبة وبخار الماء جنوباً إلى المنطقة دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية أثناء انتقالها إلى الدائرة الاستوائية ومدار الجدي جنوباً . هذه الكتلة الهوائية الباردة تصل إلى منطقة ادفأ نسبياَ فيحصل لهوائها السفلي تسخين فيتمدد ويصعد إلى أعلى (تكوَن الضغط المنخفض للبحر المتوسط) ويحصل له ما يسمى بعدم استقرار ( Unstable Air ) فتتشكل السحب ويسقط المطر الشتوي . وتعمل الرياح العكسية الغربية على نقل هذا المنخفض الجوي باتجاه الشرق إلى حوض البحر المتوسط وبلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية .

واكد” فهيم”ان مع حدوث ما يطلق عليه #تغير_المناخ وحدوث انقلابات مناخية “حادة” فى العوامل المناخية المميزة للمنطقة وفي قلبها “مصر” يبدأ حدوث تغيير أكثر تشتتاً وأقل استقراراً فى العوامل المناخية وسيادة حالة من التقلبات المناخية الحادة مثل شتاء قارس البرودة وربيع قصير بخماسين أكثر شراسة وصيف طويل شديد الحرارة وأمطار غير موسمية تمتد وتتوغل داخل أشهر الصيف ويزيد توغلها مع مرور السنوات ….

وحذر “فهيم”من أن توابع هذه التغيرات المناخية علي الزراعة المصرية كما يلي؛
1- ارتباك فى مواعيد الزراعة لمعظم الحاصلات الحولية (محاصيل حقلية وخضر وطبية عطرية) ودي بالذات خارج خبرة المزارع تماماً لانها لا تعتمد على سوابق الخبرة بقدر اعتمادها على امكانية حساب وتقدير والتنبؤ بالعوامل المناخية خلال موسم الانتاج … وللاسف معظم الخسائر فى الانتاجية خلال هذا العام (2019) كانت بسبب عدم مناسبة المناخ السائد فى فترة نمو معينة للمحصول أ ومناسبته تماماً لانتشار الامراض والآفات مثل المحاصيل الشتوية (انتشار الصدأ الاصفر على القمح وضعف نمو تأخر تزهير وعقد الخضر وخصوصاً البطاطس والطماطم والقرعيات والفراولة وغيرها). اما المحاصيل الصيفية فحدث نضج المحاصيل فى توقيتات واحدة وزيادة العرض منها على حساب الطلب مما أدي إلى انخفاض كبير فى اسعارها لا يتناسب تماما مع التكاليف او هامش الربح المتوقع (البطاطس الصيفية والكوسة والخيار والطماطم ….الخ) واخيرا ما حدث للفاكهة الصيفية من دمار واسع (المانجو والزيتون).

واستطرد “فهيم” واضعا بعض الحلول كالتالي

اضطلاع المراكز والهيئات العلمية والبحثية بمهامها “الأصلية” في حسابات الاحتياجات المناخية اللازمة للنمو الامثل للمحصول وعمل خريطة مناخية متراكبة مع خريطة التركيب المحصولي بشقيه الموسمي والجغرافي. والخريطة دي هتبين ايه المناطق المناسبة لكل محصول ولكل صنف وتوقيتات ميعاد الزراعة والعمليات الزراعية ومواعيد الحصاد.

– الظروف المستجدة (التقلبات الحرارية الحادة وزيادة الرطوبة الحرة الناتجة عن امطار الصيف بصفة خاصة) فى معظمها اصبحت مناسبة تماماً لقيام دورات مرضية سريعة على النباتات والحيوانات على السواء واشتداد وطأتها ومقاومتها للمواد الفعالة من المبيدات والعلاجات (وهذا ماسيحدث مع امراض البياض الزغبي والدقيقي على معظم المحاصيل وامراض الندوات المبكرة والانثراكنوز وموت الاجنة فى المانجو وعفن السرة فى الموالح وكذلك امراض نيوكاسل على الدواجن والحمى القلاعية وحمى الثلاث ايام والجلد العقدي على الحيونات وكذلك امراض التسمم الدموي على الاسماك).

– بخصوص انتشار الافات الحشرية وظهور آفات جديدة فى مناطق لم تكن موجودة بها .. وتحول قطاع كبير من الافات “الثانوية” الى آفات “رئيسية” سببت مشاكل كبيرة فى الانتاج والجودة (ذبابة الفاكهة وذبابة الخوخ وحشرات المن والتربس وحفارات النخيل وغيرها).

_ تفعيل انظمة الانذار المبكر والتنبؤ بحدوث الافات واعداد برامج مكافحة متكاملة “ذكية” ومراجعة شاملة لتقييم تأثير المواد الفعالة من المبيدات والعلاجات وروافع المناعة على هذه الآفات والامراض و#المراقبة_الصارمة على سوق تداول المبيدات فى مصر من قبل الجهات المعنية.

لافتا ان بعداعلان”وزارة”الزراعة”عن وجود”دودة_الحشد_الخريفية” المدمرة فى المناطق المتوقع هطول امطار صيفية فيها …

طالب خبير المناخ الزراعي باشد العبارات اتخاذ كافة الاحتياطات الصارمة ضد هذه الحشرة … مؤكدا علي ان اتخاذ كافة الاحتياطات هي مسئولية المؤسسات فى المقام الاول …

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78628515
تصميم وتطوير