محمد على شبل

إن ما شهدته البلاد من أحداث وآلت اليه الأوضاع لخير شاهد على الفشل الزريع فى إختيار حكومة لا تعنى سوى مناصب سيادية فقط , وأن ما يحدث الآن ما هو الا خراب المؤسسات بتصريحات الوهم والسراب التي تقوم الحكومة ليل نهار بتلاوتها على المواطنين .

بل وأصبح الكذب على المواطن من الشعارات الأساسية لدى كثير من الوزارات تحت مسمى ( مزيد من الإصلاح ) وواقع الأمر ان مؤسسات الدولة تعمل على إعطاء المسكنات للشعب وتتجاهل أن كثرة المسكنات تضر كثيرا بصحة المواطن بل وتصل به أحياناً الى الوفاة , لقد عدنا الى العصر البائد وهو قهر المواطن وإذلاله والتعامل معة على أنه دمية يتم اللعب بها والتخلص من إرادته متى شاءت الحكومة .

لقد تم العزف على وتر فشل الحكومات السابقة للوصول بنا الى ما نحن فيه الآن وعدم التمييز , حتى وصل الأمر الى التحميل على المواطن وزيادة الأعباء على كاهلة إمتداداً للسياسات السابقة وخروجنا من فشل الى فشل , وما زلت أكرر : لقد أهدرت كرامتنا تحت شعارات كاذبة وآراء مغرضة وأصبحنا فى عصر لا نعلم فيه من المُصلح ومن المُفسد .

بالأمس البعيد كان هناك رجالٌ لهم من الحكمة السياسية لإدارة البلاد ما جعل لهم ذكرى عظيمة تروى على مر العصور ولكن ما نحن فيه الآن هو الفساد والإنحطاط السياسى الذى جعل للصغار كلمةً تعلو على عظمة الكبار , أين هى الإدارة الحكيمة التى تتيح التوازن بين كافة الشعب وطوائفه ؟

للأسف الشديد بأنها لم تُنتج سوى الفُرقة بيننا جميعاً , نريد التعامل بحكمة مع الشعب بكافة طوائفه حتى يتم إرساء العدل والإستقرار داخل الوطن فليس هناك وقت للتسلط والعجرفة فوطننا ليس وطناً لفرد وانما وطناً للجميع , أطالبكم برفع القناع الزائف عن وجوهكم والتعامل مع الأمور بحكمة وموضوعية .

لقد أصبحت عقولكم بالية لا تقدر على المواكبة والإبداع ونريد أن يتذكر الجميع ممن بيدهم مقاليد الحكم فى البلاد بأن لنا أبناء وأحفاد نريدُ لهم المعيشة الكريمة وعدم الهوَان فى مستقبل مضيئ , ليس فيه فساد ولا سلبيات وأن تجعلوا من أنفسكم ذكرى للإفتخار وليس حديثاً للإحتقار ..