الجمعة الموافق 20 - ديسمبر - 2024م

عروس الصعيد تبكي في عيدها القومي بسبب تجاهل التاريخ لها ” 100 ” عام دليل علي طرد الإنجليز من المنيا

عروس الصعيد تبكي في عيدها القومي بسبب تجاهل التاريخ لها ” 100 ” عام دليل علي طرد الإنجليز من المنيا

رئيس قسم الجغرافيا بالمنيا : المنياوية أخــوال المسلمين جميعاً
لويس المنياوى 18 مارس بالمنيا بهرجة وافتتاح المفتوح من المشروعات
أحمد رجب رشدى
 
المنيا مهبط التوحيد في العصـر الذي قضى فيه “أخناتون” على الشركاءِ ، والرمز رأسك يــا “نفرتيتي” يــا منبع الحب ومـــورد الإنــشاءِ ، ومقوقسٌ أهدى النبي بزوجـــــةٍ هي أم “إبراهيم” فخــر أبـــائي ، قالو مرضتُ وما بي من عــــلةٍ بل أنتِ فيّ وأنتِ مصـــــلُ الداءِ لكِ التحية ، فما صنيعك هينٌ فتكرمي وتقبلي منــي الثنـــــاءْ .
محافظة المنيا لم تلقب ب “عروس الصعيد” من فراغ وإنما بما لديها من مقومات وكنوز أثرية وحضارية وشاهدة على جميع الحضارات التي مرت بمصر وتعد واحدة من اكبر المحافظات من ناحية الاثار فهى الثانية بعد محافظة الاقصر فى عدد الاثار على مستوى مصر ، ولعبت المنيا دوراً هاماً فى تاريخ مصر القديم والحديث ولكن “عروس الصعيد” تبكى فى ليلة عرسها وعيدها القومى بسبب تجاهل التاريخ والجغرافيا لحضارتها العظيمة وبما قدمته لمصرنا الحبيبة وليس التاريخ والجغرافيا فقط هو من ينسى ولكن أبناء المنيا لا يعرفون أن 18 مارس عيداً قومياً لهم بل وطلاب المدارس أيضاً .
وفى تصريح خاص لــ “البيان “قال الدكتور محمد البدري نبيه رئيس قسم الجغرافيا بجامعة المنيا : تحتقل المنيا يوم 18 مارس بذكرى مرور قرن من الزمان على هذا اليوم الذي شاركت فيه مع ثورة 19 تحت قيادة سعد زغلول باشا ، بهدف مواجهة الاحتلال الانجليزي والمطالبة برحيله ورفع الحماية عن مصر ونقل السلطة للشعب المصري .
وأكد “البدرى” : أن الشرارة انطلقت من ديرمواس الباسلة حيث أوقف الثوار القطار المقل لضباط وجنود الاحتلال وساعدهم في ذلك ضباط الشرطة الشرفاء ، وهجم الثوار على القوات الأجنبية وقتلوا غالبية الجنود والضباط الانجليز وعلى رأسهم القائد “بوب” مفتش السجون أنداك .
وأوضح “البدرى” : أن هذه خدمت جغرافيا التاريخ الحديث مثلما خدمت عبر التاريخ كله فمن هذا المكان أدار إله التوحيد “سيدنا اخناتون زوج جميلة الجميلات نفرتيتي التى جعلتها المنيا وجامعة المنيا شعارا لها و حيث كان اختيار سيدنا اخناتون لتل العمارنة شرق النيل بدير مواس لأنها البقعة التي لم يعبد فيها إله وثني من قبل حيث كانت طاهرة أرضاً وسكاناً .
وأشار أن المنيا قدمت عبر تاريخها ما تفتخر به فمنها يقال خرجت السيدة هاجر أم المسلمين وزوجة نبى الله إبراهيم وأم نبى الله إسماعيل فنحن أخوال المسلمين جميعاً أما المؤكد خروج السيدة “مارية القبطية” زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وأم ولده “إبراهيم” من بعد بضعة كيلومترات شمالاً من الشيخ عبادة بمركز ملوي وأيضا شرق النيل. وتبركت أرض المنيا بمشى سيدنا “عيسى ” وأمه السيدة مريم البتول في مسار العائلة المقدسة .
ونوه “البدرى” أنه حين توسطت الآية الكريمة في سورة البقرة قال تعالى ” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) صدق الله العظيم
كأنت تشير إلى اهمية الوسطية والاعتدال والتوسط ” فأوسط الشيء أعدله” ، والمنيا في وسط مصر هندسياً يفصلها عن البحر شمالا خمس محافظات ويبعدها عن البحيرة جنوبا خمس محافظات أيضا . ومصر وسط عالمها العربي ووسط عالمها الإسلامي ووسط العالم القديم وعند التقاء قاراته ، فهي موضع خاص وموقع متميز. وحتى في عصر الكشوف الجغرافية حينما اكتشفت أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية في الغرب اكتشفت استراليا في الشرق حافظت مصر على وسطيتها ، إذن المنيا في قلب القلب وفي صميم الوجدان المصري والعربي والعالمي ، وهي خاصرة الدولة يمر عليها تجارة الجنوب للشمال وتجارة الشمال للجنوب ، ولابد لكل أبناء المنيا أن يرفعوا رؤوسهم لفوق لأنه مصري ومنياوي .
 
وقال الاستاذ أحمد السيد عبدالجواد” باحث ومدرس تاريخ بمغاغة ” : أن المنيا لعبت دوراً هاماً فى الوقوف فى وجه الاحتلال الانجليزى فى حين أن بعض الدول الكبرى لم تستطيع الوقوف أمام تتار الانجليز ، بالرغم من هذا الدور الكبير للمحافظة في 18 مارس 1919 إلا أن كتب التاريخ لم تذكر هذا وكأن المنيا ساقطة من صفحة التاريخ المصرى بل القيادات السياسية بالمحافظة تتجاهل أيضاً تخيلاً منهم بصغر هذا الدور ولم يتم اعتباره على الأقل ” يوم أجازة ” .
وقال المدير العام باستديو قسم الاعلام بالمنيا‏ أ/ لويس المنياوى : كلما اقترب ١٨ مارس كلما اهتمت قيادات محافظة المنيا عبر العصور بالبهرجة وافتتاح المشروعات والتي احيانا نسميها افتتاح المفتوح فحقاً البعض منها يكون سبق افتتاحه ولا مانع ان يصاحب ذلك تطوير كوزنيش النيل الذى شبع تطوير أو دهان الارصفة ولكن القصور منتهي القصور الذي اراه اهم من كل ما سبق هو تنمية وعي شباب واطفال المنيا بعيدها القومي وكيف انتفض رجال ملوي وديرمواس انتفاضة رجل واحد للتعبير عن رفض الاحتلال الانجليزي فقاموا بقص شريط السكة الحديد ليسقطوا القطار الذي كان يركبه (بوب) مفتش السجون الانجليزية ويحرقوا القطار بمن فيه ، تلك الملحمة لا يعرفها الكثير من شباب الجيل الحالي فجميل ان تفتتح وان تجمل ولكن الاجمل ان تعمق روح الوطنية من خلال كتيب صغير مصمم بشكل شيق ويوزع علي الشباب والاطفال في المدارس وان يتم تخصص الخمس دقائق الاولي من الحصص فى هذا اليوم يشرح خلالها المدرسين والمدرسات عظمة التاريخ المنياوي وعظماء المنيا في كافة المجالات وعلي كافة العصور .
وعلى صعيد أخر قال رئيس مركز الحريات والحصانات لحقوق الانسان أ/ محمد الحمبولى : للأسف المنيا محافظة مظلومة فى كل شئ حتى فى عيدها القومى الذى لا يعرفه اغلب أبنائها فكل محافظه تحتفل بعيدها القومى بافتتاح مشروعات كبيره تساهم وتساعد ابنائها الا محافظة المنيا منسية فى كل شيء .
وأكد ” الحمبوبى” : أن الكثير من أهالي المنيا لا يعرفوا ان حقبة من حكم الفراعنة كان من المنيا فهل سيعرفون عيد المنيا القومى وسبب اختيار 18 مارس .
 
من جانبه قال اللواء قاسم حسين محافظ المنيا إن الاحتفال هذا العام سيكون مختلفاً ومتميزاً ، نظراً لمرور 100 عام على العيد القومي، حيث ستكون مئوية تليق بتاريخ ومكانة المحافظة، وتعبيراً حقيقياً عن حب المنيا، مقدماً خالص تهانيه لأهالي المنيا ، وداعياً المولى عز وجل أن يعم الخير والنماء على كافة ربوع مصر .
وبالرغم من الحوادث المتكررة التي تحدث في المنيا من وقت لأخر إلا أن لو تحدثت عن المنيا وتاريخها وحضارتها لن أوفى بكلامى عظمتها وأخيراً وليس أخراً نطالب المسئولين فى المنيا باعتبار يوم 18 مارس أجازة رسمية للمعرفة الجميع بالعيد القومى للمحافظة وفى النهاية نستلهم من عظمة الماضى الذى عطرته الامجاد بإشراقة الحاضر والمستقبل الواعد للمنيا بإذن الله ..

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78630575
تصميم وتطوير