الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

الإصلاح الديني والحفاظ على الثوابت بقلم شريف حمادة

الإصلاح الديني والحفاظ على الثوابت بقلم شريف حمادة

بقلم / شريف حمادة
زاد الحديث اليوم فى مصر عن تجديد الخطاب الدينى خاصة بعد أن ردد الرئيس السيسى هذه المقولة فى الكثير من حواراته الصحفية ولقاءاتة الاعلامية ونحن نتفق مع مثل هذه المطالب بالاصلاح الدينى بعد تشويهة من قبل جماعات التكفير والارهاب مثل داعش وغيرها ولكن هل يعنى ذلك أن ندمر كل تراثنا ونحرقة كما ينادى أمثال إسلام بحيرى والقمنى وغيرهم ؟ الاجابة أننا اليوم بحاجة الى حركة اصلاحية عارمة فى مؤسسات الدين وعلماء الدين الذين خربوا الاسلام وعقولنا بخزعبلات المذهبية والاعتماد على أحاديث ضعيفة أو مختلف على صحة متنها ويتم أستخدامها فى تنفيذ جرائم كبيرة تشوة الدين الاسلامى أمام العالم الخارجى . تعتقد الغالبية من المتعلمين وحتى بعض المثقفين، ان كل التراث العربي الاسلامي مقدس لا يخترق، واختراقه سوف يدخلنا في مأزق فكري كبير مع المؤسسة الدينية الاسلامية الحالية بفروعها المذهبية المختلفة وانا أعتقد أن هناك كتب جيدة رددت على بعض ماجاء فى إجتهادات العلماء السابقون من السلف لكن بشرط الحفاظ على هيبة هؤلاء العلماء وما قدموه من إجتهاد محمود لا أن نسفههم ونقلل منهم كما لا ندع المجال مفتوحا أما إعمال العقل بصورة تعيد للذاكرة الجماعات المنحرفه السابقة مثل المعتزلة فى القرن الثاني للهجرة، حين اعطت تفسيراعقليا للنص الديني، وطرحت افكارا في غاية الاهمية، عندما جعلت الحرية المنطلق الاساس للتفكير فخرقوا المآلوف الخاطىء الذي بدأوا به بتقديس التراث، حين شككوا بنظرية النقل، وأصروا على نظرية العقل، وقالوا : ان القرآن محدث ومخلوق، ولا يقصد بالخلق هنا الانتحال وانما الانية الزمنية التي تتماشى وحاجة الدعوة اليها، لكونه نزل تعاقبيا في أكثر من عشرين سنة. والتقوا مع الامام علي في نظرية العقل حين قال (كل شيء يستدل عليه بالعقل، والعقل هو الحجة)، لكن انتصار الفقهاء عليهم منذ عهد المتوكل العباسي المتخلف 232للهجرة) وجاء من بعدهم مدرسة أخوان الصفاء وخلان الوفا، في البصرة وبغداد. ولابد من معرفة وجوب التمييز داخل «الخطاب الدينى» بين سياقين يتشكل فيهما؛ أحدهما هو السياق الفقهى وأما الآخر فهو العقيدي. وانطلاقاً من أن الخطاب يتضمن داخله وحداتٍ خطابية أصغر، فإنه يجوز الحديث عن خطاب فقهى وآخر عقيدى يندرجان معاً تحت مظلة «الخطاب الدينى» الذى بادر شيوخ الأزهر إلى الإعلان عن تصديهم لمهمة تجديده الآن. ولابد وأن نعرف أن هناك مرونة جلية مع مفهوم “الحداثة الدينية” ومتفرّعاتها، ولا يوجد داعياً لما يُثار ضد المفهوم من إشكالات واعتراضات بين الحداثة والدين. لقد مثلت حركة الإصلاح الديني مرحلة حيوية في تاريخ الإسلام الحديث والمعاصر, وبعثت في الأمة روح اليقظة والنهضة, والتطلع إلى الإصلاح والتغير, وتجديد الحضارة الإسلامية, وتحريك العالم الإسلامي نحو التمدن. ومن هنا اكتسبت حركة الإصلاح الديني أهمية وعظمة تجلت في عناية واهتمام الدارسين والباحثين بدراسة هذه الحركة, وتأكيد الحديث عنها بشكل دائم ومستمر, وبالعودة إليها, والنظر في مسيرتها وتجربتها. والسبيل الفعال للخروج من هذا المأزق على المدى البعيد يتحدد في رفع المستوى الفكري للناس, وتطوير الوعي الثقافي في المجتمع, وتشجيع الناس على التعليم العالي, وتحريض الناس على إعمال العقل, والتخلص من ذهنية القصور في الفهم, حتى لا يقول الناس بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا, أو حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا لكن هناك ثوابت لابد من الحفاظ عليها حتى لا نجد أنفسنا فى جدل عقيم حول الاعتماد على ماجاء بالقرآن فقط مع أن عدد من الايات التى تشدد علينا أن نأخذ من نبينا وأهم ماجء فى السنة تفصيلا فريضة الصلاة حيث جاءت فى القرآن بشكل عام .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79615198
تصميم وتطوير