سوهاج / عبدالعزيز محسن

تحدث فى الندوة الشيخ عبدالرحمن اللاوي مدير المساجد قائلا إن خلق المواساة يعرفه أهل الإيمان الذين تحيا في نفوسهم الإنسانية إحساسا وشعورا بالآخرين لينفعلوا معهم مشاركين ومشاطرين إياهم ما يعانونه من متاعب ومصاعب وآلام.

وأضاف قائلا : ومشاركة الأخرين ألامهم ومتاعبهم خلق الكبار الكرام من العارفين فمما يروى أن جماعة دخلت على سيدنا بشر الحافي في يوم شديد البرد وقد تجرد وهو ينتفض , فقالوا: ما هذا يا أبا نصر؟ فقال: ذكرت الفقراء وبردهم , وليس لي ما أواسيهم به , فأحببت أن أواسيهم في بردهم، ولما اتصف الأشعريون بهذا الخلق الكريم وهو خلق المواساة بالمساواة كافأهم رسول الله صلى الله عليهم وسلم قائلا : “فهم مني، وأنا منهم” فعن سيدنا أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو ، أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني، وأنا منهم”

وأشار الشيخ اللاوى إلى أن المجتمع اليوم يحتاج إلى هذا الخلق الكريم أو إلى خلق قريب منه لينهض أولا إنسانيا ثم تسهل بعد ذلك نهضته و تنميته في كل المجالات الطيبة التي تساعده على التطور والتنمية و التقدم والرقي، فلو عاد المجتمع اليوم إلى مثل هذا الخلق الكريم الكبير لأصبح مجتمعا حضاريا و إنسانيا بمعنى الكلمة غاية في الرحمة والمودة والإيثار والحب بعيدا عن جميع ألوان الأنانية والطمع وحب النفس التي تفتك بالمجتمعات فتجردها من إنسانيتها وإحساسها بالآخرين.
وكانت مديرية أوقاف سوهاج قد نظمت مساء اليوم الندوة الدينية بمسجد العارف بالله بمدينة سوهاج بعنوان ” المواساة بالمساواة من شيم الكرام الأكابر” بحضور عدد من قيادات المديرية .