القطاعات الدفاعية فى الإقتصاد تحقق نمواً يتجاوز 5,5% خلال العام المالى الجارى
كتبت تقى محمود
شهدت الصناعات الغذائية خلال الفترة الماضية طفرة فى المكاسب والأرباح خاصة منتجات الجبن والألبان ؛حيث تقوم القطاعات الدفاعية في أوقات الكساد الاقتصادي بقيادة النمو نيابة عن باقي القطاعات.؛ والقطاعات الدفاعية هي القطاعات التي لا تتأثر عادة عند حدوث أزمات اقتصادية، مثل الصناعات الغذائية والدوائية.؛ وعندما مر الاقتصاد المصري بحالة ركود في النصف الثاني من 2013، حافظت هذه القطاعات على قليل من النمو، خاصة صناعة منتجات الألبان، التي استفادت من تزامن شهر رمضان مع نفس الفترة.
لكن بعد قرار التعويم في نهاية 2016 واجهت هذه القطاعات أزمة شديدة، نتيجة تراجع القوى الشرائية للمواطنين؛ ومنذ قرار التعويم تراجع دور الاستهلاك عمومًا في قيادة النمو الاقتصادي، وحل محله الاستثمار المحلي الخاص والتصدير والإنفاق الحكومي، واضطرت الصناعات الغذائية لاتخاذ عدة تدابير لتجاوز أزمتها، كان من أهمها تثبيت الأسعار، أو رفعها بوتيرة منخفضة، للحفاظ على الحصة السوقية، واستهداف أسواق خارجية، لتعويض ضعف الطلب في السوق المحلية، واستغلال زيادة تنافسية البضائع المصرية نتيجة انخفاض سعر صرف الجنيه، ونتج عن ذلك انخفاض ربحية الصناعات الغذائية في العام المالي 2016/ 2017…..
طفرة فى أرباح شرگات منتجات الألبان…
خلال الفترة الماضية، شهدت الصناعات الغذائية خاصة منتجات الجبن والألبان طفرة في الأرباح، حيث قفز صافي أرباح شركة “جهينة ” للصناعات الغذائية، في الربع الثاني من العام الجاري، بنحو 483%، ليصل إلى 159.1 مليون جنيه، مقابل نحو 27.3 مليون جنيه فقط في الربع المماثل من 2017.
وقالت الشركة، في بيان، إن هذه الزيادة في الأرباح ترجع إلى زيادة مبيعاتها، مع “تحسن القوة الشرائية”.
وأعلنت شركة الصناعات الغذائية “دومتي” أنها حققت أرباحا قياسية خلال الربع الثاني من العام الجاري، نتيجة عودة حجم المبيعات لقرب مستوى 2016.
وأوضحت الشركة، في بيانها، أنها حققت خلال الربع الثاني من 2018، صافي ربح بقيمة 57.7 مليون جنيه، مقابل صافي ربح 12 مليون جنيه في الربع المقابل، بنسبة زيادة 380.8% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 42% لتحقق مبيعات بقيمة 693.4 مليون جنيه.
وقال “محمد الدماطي”، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، “استطعنا الوصول إلى حجم مبيعات 2016 لنفس الفترة في أغلب المنتجات، وتطوير هامش الربح الإجمالي ليصل إلى نسبة تزيد على 25%، نتيجة زيادة مبيعات الشركة الأكثر ربحية، مع الإبقاء على حجم المصروفات”…..
خبراء ومحللون..
منتجات الألبان قاطرة النمو الإقتصادى..
أجمع المحللون الاقتصاديون على تعافي قطاع الصناعات الغذائية بشكل شبه كامل من آثار التعويم وبرنامج الإصلاح الاقتصادي، بل وإضافته طاقات إنتاجية وتحقيقه هوامش ربح مرتفعة.
وأكد الخبير الإقتصادي “خالد الشافعي ” ..ان النمو القطاعى فى الاقتصاد بالطبع يدفع عمليات النمو التى يشهدها الاقتصاد المصرى والذى من المتوقع أن يحقق نموا بنسبة تتجاوز 5.5 % خلال العام المالى الجارى، فأى قطاع اقتصادى يشهد انتعاشة وتوسع في استثمارات أو زيادة فى إنتاجه من شأنه يعزز معدلات النمو التى نسعى إلى تحقيقها.
وفي سياق متصل أكد ان هناگ زيادة ملحوظة فى انتاجية قطاع الألبان؛ وعلي الرغم أنه لا يوجد رقما معلنا حول استثمارات شركات الألبان فى مصر، إلا انني الاحظ نشاط كبير لهذه الشركات وتوسعات جديدة وكذلك دخول منتجين جدد لهذا القطاع القطاع خاصة مع توسعات لإحدى الشركات السعودية مؤخرا .
وتابع .. أنه وفقاً الارقام المعلنة فى عام 2017 نجد أن استثمارات قطاع الألبان فى مصر سجلت قرابة 8 مليار جنيه موزعة بين عدة شركات وهو رقم إذا ما قسنا كمعدل استثمارى هو ليس كبيرا لكن إذا قسنا استثمارات قطاع الألبان على قطاع المنتجات الغذائية سنجدها جيدة جدا ولذلگ أتوقع خلال السنوات المقبلة نمو الاستثمارات فى قطاع صناعة الألبان ومنتجاتها وذلك لأن السوق المصرى استهلاكى فى المقام الأول، ومكاسب الصناعات الغذائية فيه أو الأغذية عموما مرتفعة جدا ، لذلك نتوقع توسعات استثمارية جديدة للشركات القائمة وكذلك شركات جديدة قد تدخل لهذا القطاع بالفترة المقبلة…
ولذلك نؤكد أن عودة القطاعات الدفاعية للنمو والتعافي مؤشر مهم على تعافى الاستهلاك والقوى الشرائية عمومًا، التي ستنعكس على باقي القطاعات الاقتصادية المعتمدة على الاستهلاك المحلي قريبًا، لتعود القطاعات الدفاعية إلى موقعها الطبيعي كصناعات مستقرة النمو، وليست قائدة.
التعليقات