الغاز القبرصي في الطريق إلي مصر لتأمين احتياجات أوروبا
كتبت تقى محمود
تسعى مصر وقبرص لإتمام اتفاق على مد خط أنابيب عبر البحر المتوسط لنقل الغاز القبرصى إلى مصر، وسط توقعات بأن تصل التكلفة إلي 800 مليون إلي مليار دولار، وفقا لتصريحات وزير البترول طارق الملا.
وقال” الملا ” فى مؤتمر صحفى مشترك عقده مع نظيره القبرصى “يورجوس لاكوتريبيس”، أمس، إننا “نعمل حالياً على الانتهاء من الاتفاق الحكومى بين البلدين، وذلك بعد توقيع مذكرات التفاهم خلال الفترة الأخيرة”
ويزور لاكوتريبيس، مصر حالياً، فى إطار المباحثات والتشاورات والتنسيق فى التعاون بين مصر وقبرص، من أجل ربط حقول الغاز المكتشفة فى قبرص بمحطات الإسالة المصرية.
وأوضح «الملا»، أن المباحثات تضمنت التأكيد على سرعة تنمية حقل الغاز القبرصى أفروديت، فى ظل تنسيق تام وتعاون بين مصر وقبرص والاتحاد الأوروبى من أجل تحويل مصر لمركز إقليمى للطاقة.
وقال وزير البترول إن “جزءاً من إمدادات الغاز القادمة من قبرص سيكون للسوق المصرية، والباقي لإسالته وتصديره إلى أوروبا”.
وأوضح الوزير، أن شركاء حقل أفروديت سيكونون مساهمين في إنشاء الخط.
ويستهدف المشروع الذي يتفاوض عليه البلدان نقل الغاز من حقل أفروديت القبرصي الذي تقدر احتياطياته بما بين 3.6 تريليون وستة تريليونات قدم مكعبة.
وكانت مصر وقبرص وقعتا في 21 نوفمبر الماضي، اتفاقاً مبدئياً لنقل الغاز الطبيعي من قبرص إلى مصر.
وتسعى مصر إلى أن تكون مركزا لتصدير الطاقة في المنطقة بعد بدء الإنتاج من حقل ظهر، وتوقعات تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز. وفي أواخر الشهر الماضي وقعت الحكومة مذكرة تفاهم حول “الشراكة الاستراتيجية فى مجال الطاقة مع مفوّض الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي.
وقال مجلس الوزراء إن مذكرة التفاهم تأتي في إطار توافق كل من مصر والاتحاد الأوروبي، وتطوير علاقاتهما وتعاونهما في قطاع الطاقة خلال الفترة 2018 – 2022.
واعتُبرت تلك الخطوة من جانب الاتحاد الأوروبي تحركا استباقيا قبل أشهر من وصول مصر لخطوة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وبعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق بين شركة “دولفينوس” المصرية و”ديليك” الاسرائيلية يتم بموجبه تصدير الغاز الاسرائيلي وتسييله في مصر، في صفقة يعتقد كثيرون أنها ستحول مصر إلي مركزا إقليميا للطاقة.
وفي فبراير الماضي قالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن وجود مصر كمركز في شرق البحر المتوسط لتصدير الغاز يعد أمراً جاذباً للدول الأوروبية التي تتخوف من تراجع إنتاج الغاز من بحر الشمال، وكذلك من الاعتماد المتزايد على روسيا”.
وتعتمد أوروبا بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث تورد شركة “غازبروم” الروسية أكثر من ثلث كميات الغاز التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي، في وقت دعت فيه المفوضية الأوروبية مطلع العام الدول الأعضاء في الاتحاد إلى تقليص الاعتماد على الطاقة الروسية، بعد أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في العام 2014 من أوكرانيا.
التعليقات