الأحد الموافق 15 - ديسمبر - 2024م

زعيمة المعارضة الإيرانية:حركتنا تريد تخليص 80 مليون إيرانى من أسر نظام أهلك الحرث والنسل فى بلدنا

زعيمة المعارضة الإيرانية:حركتنا تريد تخليص 80 مليون إيرانى من أسر نظام أهلك الحرث والنسل فى بلدنا

زعيمة المعارضة الإيرانية:حركتنا تريد تخليص 80 مليون إيرانى من أسر نظام أهلك الحرث والنسل فى بلدنا

 

حوار: محمد محسن أبو النور

 

أجرت الزميلة اليوم السابع حوارا مطولا مع السيدة مريم رجوي زعيمة المعارضة الإيرانية أشارت فيه الي نقاط مهمة حول إندلاع موجة إحتجاجات ديسمبر.

وهكذا كان الحوار

 

من يقرأ تاريخ إيران السياسى يعرف أنه ما من حال ظل على ما هو عليه، ففى تلك البلاد المفعمة بالعجائب والتناقضات والواقعة خلف حواجز طبيعية منيعة من جبال فارس، تتحول الأوضاع فى حياة المرء وتتبدل عدة مرات، ولا يبقى مسئول فى المنصب إلى الأبد، كما لا يبقى معارض فى مقاعد المعارضة إلى الأبد، وهذه إحدى حقائق السياسة التى شهد بها التاريخ القريب، فالشاه محمد رضا بهلوى تحول من العرش إلى المنفى ومات فى منفاه، واللخمينى انتقل من المنفى إلى السلطة ومات فى وطنه، وأبو الحسن بنى صدر تقلب بين المنفى والسلطة ثم المنفى مرة أخرى.

ولا تعد السيدة مريم رجوى، استثناء من تلك القاعدة، بل يعتبر تاريخها السياسى المتنقل بين العمل فى منظمة مجاهدى خلق، ثم اشتراكها فى الثورة ضد الشاه، ثم نجاحها فى الإطاحة به، ثم انقلاب الخمينى عليها، ثم نفيها وجلوسها على مقعد رئاسة الجمهورية الإيرانية الموازية، وزعامة المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، علامة على ديمومة تلك الحالة الإيرانية الخالصة، تلك التى لا يبقى فيها المرء على قمة السلطة إلى الأبد، ولا يبقى فيها المعارض منفيا إلى الأبد.

 

“اليوم السابع” باعتبارها وسيلة إعلام تتخذ من مصريتها وعروبتها وقوميتها منصة للرصد والمتابعة والتحليل والاستقراء، ولأنها كانت مراقبة ـ لحظة بلحظة ـ للحراك السياسى الأخير فى إيران، مع اندلاع موجة احتجاجات ديسمبر؛ فقد رأت أنه من الضرورة بمكان الاقتراب من العقلية الاستراتيجية لشخصية سياسية اتهمها النظام الإيرانى على لسان مرشده ورئيسه، بأنها كانت الدافع والمحرك لتلك التظاهرات والأعمال الاحتجاجية، ومحاورتها، لكن قبل الخوض فى تفاصيل الحوار يتعين علينا إجلاء عدد من الحقائق التى تساعد على فهم الحوار بطريقة مثلى، بدون الخوض فى كيفية الوصول إلى أو التواصل مع السيدة رجوى.

أولا: أن الحوار يستمد أهميته ليس فقط من الفعل السياسى الحاشد والمكثف للمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، بل من حركة أصابع الاتهام الرسمية تلك التى وُجِهت إلى المجلس وأعضائه وزعيمته، مريم رجوى.

ثانيا: أن تحليل الأحداث الأخيرة يبين أن للمجلس أعضاء وعناصر بالداخل لديهم القدرة على تحريك السواكن فى السياسة، وحشد الجماهير، والقيام بالفعل الثورى، ونقل ما يجرى إلى الخارج؛ ما يعنى قدرة المجلس على التأثير فى الداخل حتى لو كان يدير العملية الاحتجاجية على البُعْد.

ثالثا: أن العلاقة بين مريم رجوى كزعيمة سياسية التف حولها المعارضون فى الخارج، وخامنئى، تشبه إلى حد التطابق ـ العلاقة المحتدمة التى أدارها الخمينى فى منفاه بضاحية نوفل لو شاتو فى باريس مع الشاه محمد رضا بهلوى حتى تمكن من إسقاطه، وعليه اكتسبت رجوى مكانتها من توحد المعارضة الفارسية وشعوب القوميات غير الفارسية حولها، وأعادت إلى الأذهان أحداث نحو 17 عاما من معارضة الخمينى للأسرة البهلوية.

وإلى نص الحوار…

كيف انضممت إلى مجاهدى خلق فى زمن الشاه، وهل لشقيقك السيد، محمود تأثير على فكرك السياسى ورؤيتك الاستراتيجية لمعارضة الشاه فى السبعينيات؟

إنى كنت فى الوسط العائلى متأثرة بالدكتور محمد مصدق زعيم الحركة الوطنية الإيرانية. كنت أدرس فى جامعة شريف الصناعية فى طهران فى سبعينيات القرن الماضى، وكانت الجامعة فى ذلك الوقت، واحدة من المراكز السياسية التى كان فيها تعاطف كبير مع منظمة مجاهدى خلق. وفى هذه الأثناء، تأثرت بتضحيات حركات التحرير ضد ديكتاتورية الشاه، وخاصة مجاهدى خلق. عندما تم اعتقال شقيقى محمود من قبل سافاك الشاه لارتباطه بالمنظمة، فهذا الحادث حفزنى وحفّز عائلتى أكثر على النضال ضد النظام. وفى هذا الوقت نفسه، قتل نظام الشاه شقيقتى الكبرى نرجس.

يخبرنا التاريخ بأن النظام الحالى بعد نجاح ثورة 1979 انقلب على كل داعميه ولذلك لجأ إلى تصفية واعتقال عدد من أفراد “مجاهدى خلق”، كما لجأ إلى تعذيب وإعدام شقيقتك السيدة معصومة وزوجها.. هل معنى هذا أن لديك ثأر شخصى مع النظام الحالى؟

لا، ليس لدى أى انتقام شخصى من هذا النظام. إن حركتنا تريد تخليص 80 مليون إيرانى من أسر نظام أهلك الحرث والنسل فى بلدنا، ولم يعدم النظام معصومة فقط، بل إنه أعدم مائة وعشرين ألف شخص، وجميعهم هم إخوانى وأخواتى وأولادى، بما فى ذلك ثلاثين ألف سجين سياسى حيث تم إعدامهم فى مجزرة عام 1988، بفتوى من الخمينى وكان أكثر من 90% منهم أعضاء مجاهدى خلق وأنصارها، إن أفراد عائلتى هم جزء صغير منهم، ودمائهم ليسوا أكثر احمرارا من دماء الشهداء الآخرين. إن نضالنا ليس نضالا انتقاميا، بل إنه مقاومة وطنية من أجل إنقاذ إيران والمنطقة من مخالب وحش الإرهاب الحاكم فى إيران باسم الدين.

ماهى القواسم المشتركة بين الثورة ضد نظام الشاه وبين الانتفاضات الحالية.. وهل هناك مفارقات؟

كلاهما مناهض للديكتاتورية. وكلاهما يناديان بالحرية وإسقاط النظام الحاكم، واللاعب الرئيسى فى كليهما هم الشباب. هناك جوانب متفاوتة كبيرة بين الانتفاضتين. نحن نواجه نظاما اليوم أكثر إجراما من نظام الشاه مئة مرة.

فى ثورة عام 1979 ولدت سلطة متطرفة دينية تحت اسم الإسلام فى إيران، ولكنها خذلت فى انتفاضات عام 2018.

لم تكن ثورة 1979 منظمة. لكن الانتفاضة الحالية منظمّة إلى حد كبير من قبل المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدى خلق.

قمت بتأليف عدد من الكتب المتعلقة بالمرأة والإسلام منها “الإسلام والمرأة والمساواة” و”النساء قوة التغيير” و”النساء ضد التطرف”، وتعتبرين أول امرأة فى تاريخ إيران السياسى بالكامل يتم انتخابها رئيسا من المعارضة وهو المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية.. ما دلالة ذلك من وجهة نظرك؟

بالنسبة لي، الكفاح ضد الاضطهاد وعدم المساواة بحق المرأة الإيرانية، والدفاع عن حقيقة الإسلام الذى رسالة الحرية والرحمة، ليس منفصلا عن النضال من أجل الحرية والديمقراطية فى إيران.

إن القمع، ومقارعة النساء، والدجل المذهبى، إلى جانب تصدير الإرهاب والتطرف إلى المنطقة، كلها تشكل عناصر استراتيجية لبقاء النظام، ومقاومتنا تقاوم وتناضل ضد النظام فى الموضوعات نفسها بالضبط. بما يتعلق الأمر بالنساء فإننى أمثّل جيلا من النساء اللاتى قاومن نظام الملالى منذ اليوم الأول واعتُقلت وعُذّبت واُعدمت عشرات الآلاف منهن وقادت جزء كبير منهنّ المقاومة فى مخيمى أشرف وليبرتى ضد النظام. المرأة الإيرانية رائدة فى مقاومة نظام معاد لإيران ومعاد للإسلام والمرأة وها هى المرأة التى أبرزت مرة أخرى فى الانتفاضة الأخيرة ضد النظام الدينى إرادتها لإسقاط هذا النظام.

فى عهد الرئيس الإيرانى محمد خاتمى (1997 ـ 2005) نجح النظام الإيرانى من خلال تفاهمات مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية فى إدراج المنظمة على قوائم الجماعات الإرهابية، وتحديدا فى العام 2002م، قبل أن تتمكن المنظمة من رفع اسمها من هذه القوائم، بين عامى 2008 و2012 هل هذا يعنى أن هناك علاقات سرية وقنوات اتصال غير معلنة بين طهران وواشنطن وطهران وبروكسل فى العقود الماضية؟

كان النظام الإيرانى فى تلك الفترة، فى تبادل مع العواصم الغربية على شكل اتصالات ولقاءات وتبادل الرسائل سواء سرا أو علنا، ولمرات عدة، على سبيل المثال، فى ولاية جورج بوش الإبن، تفاوض الجانبان 28 مرة فى العراق. وكان فى الاجتماعات والتعاملات العلنية وغير العلنية، الطلب الأول والأهم للنظام الإيرانى هو ممارسة الضغط وفرض القيود على منظمة مجاهدى خلق الإيرانية، وحتى استرداد قادتهم. وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال فى 7 مايو، نقلا عن دبلوماسيين غربيين، أن أولوية النظام الإيرانى فى أى مفاوضات هى قمع مجاهدى خلق، واستمرت هذه المسألة حتى اليوم. وفى مطلع يناير من هذا العام، نقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن مسئولين فى قصر الإليزيه قولهم إنه لم يكن هناك أى حوار بين النظامين الإيرانى والفرنسى إلا وكانت قضية منظمة مجاهدى خلق الإيرانية على طاولة المفاوضات.

وعلى مر هذه السنين، كانت السياسة السائدة فى الغرب استرضاء الدكتاتورية الحاكمة فى إيران. وكان العنصر الأساسى فى سياسة الاسترضاء، إدراج اسم المنظمة فى قائمة الجماعات الإرهابية، ولعبت سياسة المهادنة والاسترضاء دورا هاما فى الحفاظ على النظام وفتح نفوذه لإشعال الحروب والتدمير فى الشرق الأوسط، ومع أن هذه السياسة فشلت اليوم، غير أن آثار هذه السياسة، لا سيما فى أوروبا، مازالت تغذى ماكينة التطرف والإرهاب الخاص بملالى طهران.

فى العام 1987 دشنت المنظمة ذراعا مسلحة وهى “جيش التحرير الوطنى الإيرانى”، وقد قامت بعدد من العمليات النوعية فى الداخل الإيرانى، هل ما يزال هذا الجيش يقوم بأعماله حتى الآن؟ هل صحيح أن مقاتلى المنظمة تمكنوا من خلال معركة “الثريا” من السيطرة على عدد من البلدات منها “مهران” قبيل انتهاء حرب السنوات الثمان؟

فى العام 1980 أدانت منظمة مجاهدى خلق بشدة احتلال العراق للأراضى الإيرانية وشاركت فى صفوف مستقلة فى الحرب ضد القوات العراقية، وفى هذه المعارك قتل عدد من أعضاء مجاهدى خلق ومؤيديهم، وتم أسر عدد منهم، وبقوا فى مخيمات العراق حتى حلول عام 1990، حين تم تبادل الأسرى، لكن منذ حزيران 1982 عندما ترك الجنود العراقيين الأراضى الإيرانية، لم يعد يبقى دليل لاستمرار الحرب، ولكن الخمينى أصرّ لمدة ستة أعوام على مواصلة الحرب. فيما رفعت المقاومة الإيرانية خلال هذه الفترة راية السلام، وفى مارس عام 1983 وافق المجلس الوطنى المقاومة الإيرانية على خطة سلام فى الحرب الإيرانية العراقية حيث أعلنت الحكومة العراقية رسميا أنها أساس مقبول لمفاوضات السلام، وأكثر من خمسة آلاف من الشخصيات والأحزاب الأوروبية والأمريكية أعلنت دعمها فى بيان مشترك لخطة السلام التى قدمها المجلس الوطنى للمقاومة.

ولأن هذه الحرب كانت ضد مصالح الشعب الإيرانى استطاعت المنظمة داخل البلاد شنّ حملة ضد الحرب الخيانية، وإفشال محاولات الملالى لتحشيد القوى لمواصلة الحرب، وبشكل متدرّج فقدت الحرب شرعيتها بين المواطنين الذين أرادوا عدم قتل أبنائهم فى الحرب التى كانت تؤمن فقط مصالح الزمرة الحاكمة.

وفى عام 1986، نقلت منظمة مجاهدى خلق الإيرانية مقرها المركزى إلى العراق. وكان وجود مجاهدى خلق فى العراق ضربة قوية لمحاولات الملالى المثيرة للحرب. لأنه أظهر للشعب الإيرانى أن السلام فى متناول اليد، وعلى العكس من ترويج النظام ليست هناك حاجة إلى حرب لزيارة مراقد الأئمة الشيعة فى كربلاء والنجف. وفى وقت لاحق، تم تشكيل جيش التحرير الوطنى الإيرانى على الحدود الإيرانية العراقية، وكان جيشا مستقلا تماما عن العراق، وعندما قام هذا الجيش بتحرير مدينة مهران غربى إيران، وهزم فرقتين للنظام وأخذ 1500 أسير من قوات النظام وحصل على ما يعادل مليارى دولار من الغنائم الحربية من الأسلحة الثقيلة أو دمرها، أدرك الخمينى أن استمرار الحرب يؤدى إلى إسقاطه، وبالنتيجة، وبعد أقل من أربعة أسابيع من تحرير مدينة مهران الحدودية، أعلن عن تجرعه كأس السم، حسب تعبيره.

وبخصوص استقلال عمل مجاهدى خلق فى العراق بين عام 1986، حيث انتقلت المنظمة إلى هذا البلد، حتى عام 2003، عندما احتلت الولايات المتحدة العراق، هناك قدر كبير من الأدلة تؤكد هذه الحقيقة.

وقد أكد وفد انموفيك (الأمم المتحدة) الذى زار العراق فى وقت لاحق وزار مقر منظمة مجاهدى خلق رسميا أن المواقع ليس تحت سيطرة العراقيين وتشبه المراكز الدبلوماسية فى العراق.

الجميع يعلم أن الفائز الرئيسى من الاحتلال الأمريكى للعراق كان ملالى إيران، وللأسف، وفى سياسة خاطئة تماما، فتح الأميركيون أبواب العراق على النظام الإيرانى منذ عام 2003، وأرسل هذا النظام مئات الآلاف من مرتزقته إلى العراق وسرعان ما تحول البلد إلى ساحة لصولات وجولات قوات الحرس.

وخلال هذه الفترة، لم يتمكن الملالى ووكالات الاستخبارات الخاصة لهم، ورغم أنه كانت لديهم جميع الوثائق المتعلقة بالحكومة السابقة فى العراق، من العثور على ورقة ضدنا.

انتقالا إلى السنوات الطويلة التى قضاها أعضاء المنظمة فى معسكرى “أشرف” و”ليبرتى” بالعراق.. كيف استطعتم العبور من هذه المرحلة الصعبة خاصة وأن العراق كان بيد الملالى ومن يعمل معهم؟

لمدة 10 سنوات فى أشرف وأربع سنوات فى مخيم ليبرتى، كانت مجاهدى خلق معرضة لضغوط قاسية من قبل نظام ولاية الفقيه وأزلامه فى العراق، وخاصة المالكى رئيس وزراء العراق العميل للنظام، بما فى ذلك الحصار الطبى الطويل، والتعذيب النفسى بالصوت المدوّى لمدة 677 يوما مع 320 مكبرة صوت عملاقة تعمل على مدار الساعة، واغتيال العشرات من العراقيين من المتعاطفين مع مجاهدى خلق، والعديد من الهجمات باستخدام المدرّعات وعجلات هاموى على أشرف، وستة حملات قصف صاروخى على ليبرتى، والتى أسفرت فى مجموعه عن استشهاد 141 من أعضاء مجاهدى خلق وإصابة ما يقرب من 1500 شخص منهم وفقدان 27 شخصا أرواحهم جراء الحصار الطبى بطريقة الموت البطىء.

هناك عوامل عدة ساهمت فى إفشال المخططات العديدة للنظام للقضاء على هذه الحركة وهى:

تضحيات أعضاء مجاهدى خلق الذين قاوموا المضايقات والضغوط والهجمات من قبل العدو.

التلاحم والاتحاد الداخلى لهذه الحركة والحملة السياسية الضخمة التى قامت بها المنظمة على المستوى الدولى بمساعدة أبناء الجالية الإيرانية أنصار المنظمة فى الدول الغربية حيث تمكنوا من كسب دعم برلمانات أوروبية والكونجرس الأمريكى ومؤسسات فى الأمم المتحدة وجبهة واسعة من الحقوقيين والمحامين لصالح المقاومين فى أشرف وليبرتى، وتوفير حماية دولية لهم.

الموقع الرسمى لمجاهدى خلق والموقع الرسمى لكِ فضلا عن كل البيانات الرسمية عنكِ، يصدر باللغات الإنجليزية والفارسية والعربية والفرنسية فضلا عن اللغات الأخرى، ماذا يعنى حرصكم على إصدار البيانات باللغة العربية؟ هل هذا يعنى استهدافكم للشعوب العربية ومحاولة استخلاص مواقف منها مناهضة للنظام الإيرانى الحالى؟

إن إخواننا وأخواتنا العرب فى جميع الدول العربية حلفاء شعبنا فى النضال ضد نظام ولاية الفقيه، لأن هذا النظام هو العدو الرئيسى لجميع شعوب المنطقة. إنهم يعانون نفس المعاناة التى نحن نعانى منها. وفى البلدان العربية، دعم العديد من البرلمانيين والحقوقيين والطلاب وأساتذة الجامعات والمثقفين والكتّاب وبعض كبار المسؤولين الحكوميين مقاومتنا وهم أصدقاء لحركتنا. فى المؤتمرات السنوية للمقاومة، تشارك عدة وفود من الدول العربية كل عام.

لأنك تنقلت فى العمل السياسى بين نظام الشاه ونظام الخمينى، ما هى أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين السياسيين؟ وأيهما أفضل لك وللشعب الإيرانى؟

كان النظام السابق نظاما استبداديا تابعا للغرب. ولكن هذا النظام هو نظام استبدادى دينى له خصائصه تبرز فى التمييز الدينى وتصدير الإرهاب وقمع المرأة.

لقد ارتكب نظام ولاية الفقيه بطبيعة الحال جرائم ومجازر ضد الشعب الإيرانى مئة مرة أكثر من النظام السابق، ونخر الفساد والنهب والكذب فى جسده. وكان نظام الشاه هو العامل الرئيسى لظهور نظام الملالي. نظام الشاه وبعد الاطاحة بالحكومة الوطنية للدكتور مصدق فى الانقلاب الأمريكى الإنجليزى فى العام1953، قمع الأحزاب والحركات الوطنية والليبرالية، عندما خرجت الجماهير إلى الشوارع كان قادة الحركات الديمقراطية والشعبية إما فى السجن أو أعدموا قبل ذلك وباتت الساحة فارغة للخمينى والملالى الموالين له. ولم يتم الإفراج عن قادة منظمة مجاهدى خلق الإيرانية إلا بعد أربعة أيام من هروب الشاه من إيران وعشرة أيام قبل وصول الخمينى إلى إيران، فى ظروف مسك الخمينى جميع آليات السلطة، حقيقة كانت حكومة بهلوى هى من مهّدت الأرضية لظهور الخمينى الذى سرق قيادة الثورة.

بالحديث عن الانتفاضة التى نشبت فى نهايات ديسمبر الماضي، فى رؤيتك للأمور، ما سبب انفجار الشارع الإيرانى ضد النظام، ولماذا طالب برحيل على خامنئى وردد شعارات “الموت لخامنئي.. الموت للديكتاتور”؟

هذا الانفجار ناتج من تراكم كبير للغضب الشعبي: بطالة أكثر من 10 ملايين نسمة (أكثر من 40٪)، وحوالى 20 مليون نسمة يقطنون فى عشوائيات المدن، وثلث السكان جياع، وأزمة المياه التى أجبرت بعض الناس على النزوح داخل البلاد (نازحى المياه)، والتناقض السكانى الحاد بالملايين بين النساء والشباب المثقفات والواعيات وبين الظروف التى فرضها عليهم الملالى حيث لم يتركوا لهم أى نصيب فى السياسة والاقتصاد فى البلاد، وأخيرا الغضب العام الناجم عن أجواء الكبت والخناق وعدم وجود حريات.

هذه العوامل والعديد من العناصر الأخرى من العوامل الاجتماعية والاقتصادية للانتفاضة.

وهناك عامل آخر هو تغيير الظروف الدولية، ومع انتهاء ولاية أوباما، انتهت سياسة مساومة أمريكا مع النظام. وكانت السياسة الأميركية بشكل عام وخاصة فى السنوات الست عشرة الماضية، عملت بمثابة يد العون لخامنئي. لكن نظام ولاية الفقيه الآن فقد هذا الدعم.

والعامل المهم الآخر هو دور مجاهدى خلق، خاصة بعد نقل واسع النطاق ومنظم من العراق. المنظمة وبتأسيسها معاقل للعصيان، تمكنت من لعب دور حاسم فى إثارة وتوجيه وقيادة الانتفاضة.

فى أثناء الانتفاضة طلب الرئيس الإيرانى حسن روحانى من السلطات الفرنسية اتخاذ إجراءات ضد أنشطة مجاهدى خلق لأنها “ضالعة فى تفجير الأوضاع”.. ما تعقيبك على ذلك؟ وما هى دلالة الاعتراف الإيرانى الرسمى بقدرة المنظمة على تحريك الشارع؟

هذه علامة دالة على مرحلة إسقاط نظام الملالي. وعادة ما يخفى الملالى الحاكمون كلما استطاعوا دور مجاهدى خلق وقاعدة هذه الحركة فى قلب المجتمع الإيرانى وينكرون ذلك، ولكنهم اضطروا إلى الاعتراف بذلك هذه المرة. لأنهم امتلكهم الذعر من دور المجاهدين فى إثارة الانتفاضات وتوسيعها.

وكما أشرت ، كتبت صحيفة «فيغارو» الفرنسية فى 4 يناير 2018: يقال فى قصر الإليزيه” لم نجر أى محادثات مع المسئولين الإيرانيين، إلا وأن طرحوا فيها قضية مجاهدى خلق».

على خامنئى اتهم صراحة أيضا، المنظمة بأنها هى التى خططت لهذه المظاهرات فى البلاد برفقة أمريكا وإسرائيل.. ما تعقيبك على هذا الاتهام الرسمى؟ وفى حال نجاحك فى الصعود إلى السلطة، ما هى رؤيتك الاستراتيجية للعلاقات مع إسرائيل؟

قال خامنئى إن المجاهدين كانوا على رأس مثلث كان وراء الانتفاضة، وفى توضيح أكثر أضاف أن المنظمة هى من وجهت نداءات لهذه الاحتجاجات وكذلك من قامت بتنظيمها وقد أعدت الخطة لعدة أشهر من قبل.

أبعاد وحجم الانتفاضة أجبرت خامنئى على الاعتراف بهذه الحقيقة، ولم يعد بامكانه التكتم على دور المجاهدين. كما أوضح مسئولون آخرون، من بينهم قادة قوات الحرس، جوانب أخرى من ارتباط المنظمة بالانتفاضة.

لكن اتهام المجاهدين بالتعاون مع الدول الأجنبية هو تخرّصات لا قيمة لها ولا يهتم بها أحد داخل إيران وفى الخارج.

وفيما يتعلق بقضية فلسطين وإسرائيل، نحن كنا دائما إلى جانب سياسات منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها، واحترمنا سياساتها بهذا الشأن، بما فى ذلك إنشاء دولتين ودعونا إلى سلام عادل ودائم. وهنأنا جميع الأطراف الثلاثة على معاهدة السلام فى عام 1993 حيث شارك ياسر عرفات. إن الدكتاتورية الإرهابية الدينية التى تحكم إيران هى الوحيدة التى تضرّ بالسلام فى الشرق الأوسط، وهو الطرف الأكثر استماتة لوضع عراقيل أمام السلام، والسبب الرئيسى للانقسام داخل فلسطين.

كانت نقطة الضعف الهيكلية فى الانتفاضة الأخيرة عدم وجود قائد ميدانى يتوحد خلفه المتظاهرون، كما أن المتظاهرين لم ينتخبوا قائدا من بينهم.. فى تصورك السياسى ما أسباب عدم اتفاق المتظاهرين على قائد لانتفاضتهم؟ ولماذا لم يقم المتظاهرون بتسميتك أنت قائدة لهم من باريس كما كان الالخمينىقائدا للمظاهرات فى السبعينيات من باريس أيضا؟

ان الفوارق التى تتميزبها انتفاضة ديسمبر 2017 عن مثيلاتها ( انتفاضة 2009 على سبيل المثال) هى الحالة المنظمة لها هذه المرة بنسب متقدمة. وهذه الحقيقة اعترف بها خامنئى ايضا. وقد اشار النظام فى إعلامه كرارا إلى الأشخاص الذين كانوا يوجهون المظاهرات ميدانيا واطلق عليهم صفة ” ليدر= قائد”. كان للمتظاهرين توجّه سياسى موحّد فى جميع مناطق ومدن إيران، حيث كانوا يطالبون بإسقاط النظام برمته. وقد اعربوا عن رفضهم فى هتافاتهم الجناح المتشدق بالاصلاحات من داخل النظام، شعارهم المحورى هو الموت لخامنئي. ان المتظاهرين استهدفوا اهدافا مماثلة فى جميع المدن ومنها عدداً من مقرات قوات التعبئة (البسيج).، هذا يعنى بان أسلوب عملهم والسياق الميدانى وهدفهم السياسى كان مماثلا فى 142 مدينة. وهذا هو برهان فاصل بان المظاهرات كانت موجهة. وقد أعترف مؤخرا الملا المجرم “علم الهدى” وهو ممثل خامنئى فى مدينة مشهد بانه تم اعتقال أثناء الإنتفاضة 850 شخصا فى مدنية مشهد فقط وفى إشارة منه إلى منظمة مجاهدى خلق قال بأن 40 إلى 50 من المعتقلين كانوا من قادة الشبكات التنظيمية.

بالرغم من العلاقات الوثيقة بين طهران وباريس، والزيارات المتبادلة بين الجانبين على أعلى مستوى، آخرها زيارة وزير الخارجية الفرنسى جون إيف لودريان المرتقبة (5 مارس المقبل) لماذا تسمح السلطات الفرنسية لك وللمجلس الوطنى بممارسة نشاطك بحرية؟

كان نشاط المقاومة الإيرانية يجرى ضمن إطار القوانين الفرنسية، ولمقاومتنا علاقات واسعة مع المجتمع الفرنسى، مع البرلمانيين ومع المنتخبين المحليين، مع المثقفين والمواطنين ومنهم 14 ألف عمدة مدن فرنسية ومنتخبى الشعب لهذا البلد الذين اعلنوا دعمهم لنا.

من جهة أخرى لقد اكتشفت الدول الغربية إلى حد كبير – وبعد خوض تجربة طويلة- بان سياسة المهادنة والمسايرة مع النظام الإيرانى ستؤدى إلى نتائج كارثية بالنسبة للغرب نفسه.

فى اجتماع مجلس الأمن الدولى لبحث الانتفاضة الإيرانية يوم 6 يناير الماضى امتنع أعضاء الاتحاد الأوروبى وفرنسا على سبيل التحديد، عن إصدار قرار يدين القمع الإيرانى للمتظاهرين وقالوا أن “هذه المظاهرات لا تشكل تهديدا على السلم الدولي”، كيف تقيمين هذا الموقف؟

الأمر الذى يعد أمرا مهما هو عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى لمناقشة انتفاضة إيران. وفى الحقيقة أن عقد هذه الجلسة كان الانجاز السياسى الذى حققته الانتفاضة وثمرة دماء العشرات من شهداء الانتفاضة وثمرة معاناة الآلاف من المواطنين الذين اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب. لأن هؤلاء هم الذين حولوا سحق حق الشعب الإيرانى فى اختيار حكمه من قبل نظام ولاية الفقيه، إلى ملف للمناقشة فى مجلس الأمن الدولى، وذلك فى الوقت الذى كانت قد غمضت فيه الدول الكبرى فى العالم العين على هذا القمع الهمجى الذى يتعرض له ابناء شعبنا وعلى إعدام مائة وعشرين ألف من المجاهدين والمناضلين.. وفى الردّ على السؤال أنه لماذا تحفظّت بعض الدول الأوروبية من إصدار قرار ضد النظام فيعود السبب إلى المصالح التجارية فهى لا تريد أن تتدهور علاقاتها مع نظام الملالى.

فى المظاهرات تركزت أغلب الشعارات الاحتجاجية على التنديد بسياسات طهران الخارجية ومنها مثلا “لاغزة ولا لبنان.. روحى فداء إيران” و”اترك سوريا وفكر فينا”.. فى رأيك لماذا ركز المتظاهرون على انتقاد السياسات الخارجية، وهل ستؤدى تلك الشعارات إلى تغيير النظام من سياساته التدخلية فى اليمن وسوريا والعراق ولبنان على سبيل التحديد؟

بالنسبة للشعب الإيرانى فان ذلك لا يعد أمرًا خارجيًا بل هو أمر داخلي. لقد ادرك الشعب بصورة جيدة بان تصدير التطرف الدينى والإرهاب إلى الشرق الأوسط ومنه الحرب الإجرامية ضد الشعب السوري، عبارة عن جزء من عملية الحفاظ على النظام كى يبقى بمنأى عن خطر السقوط. لقد أكد خامنئى وقادة قوات الحرس مرارًا وتكرارًا بانهم إن لم يقاتلوا فى سوريا والعراق فعليهم أن يجعلوا من طهران وسائر المدن الإيرانية، الخط الأمامى لهم. وهذا هو يعنى رسم خط المواجهة لانتفاضة الشعب الإيراني. إضافة إلى ذلك، ان الشعب بات يشاهد بانه وفى الوقت الذى سادت فيه حالة الفقر والمجاعة داخل البلاد كله فان خامنئى ينفق جزءًا كبيرًا من العائدات السنوية للبلاد على عمليات الدمار والحروب والمجازر بحق شعوب الشرق الأوسط. وحسب مشروع الموازنة العامة للعام الجديد، تم تخصيص ميزانية للشؤون العسكرية والأمنية وتصدير الإرهاب، قدرها 26،8 مليار دولار وهذه الميزانية هى غير 27،5 مليار دولار التى يتم تأمينها من العايدات المتعلقة بالمؤسسات الخاضعة لسيطرة الولى الفقيه وقوات الحرس من أجل تسديد التكاليف العسكرية. وبالإضافة إلى كل ذلك، لقد أمر خامنئى مؤخرا بتخصيص 2,5 مليار آخر من صندوق التنمية للتكاليف العسكرية.

هناك تحليلات ترى أن الانتفاضة تم تحريكها من جانب قوى قريبة من على خامنئى وعلى رأسهم آية الله أحمد علم الهدى ممثل خامنئى فى مشهد ووالد زوجة رجل الدين إبراهيم رئيسي، وذلك نكاية فى حكومة الرئيس حسن روحاني، هل تتفقين مع هذه الرواية التفسيرية للأحداث؟

لقد اظهرت الإنتفاضه بان هذا التحليلات عارية عن الصحة تماماً. لقد اتجهت الإنتفاضة منذ ساعتها الأولى ضد النظام برمته حيث كان الشعار المحورى للإنتفاضة الموت لخامنئى والموت للدكتاتور وتعبر عن رفضها الشديد لكلا الجناحين للنظام. وفى الوقت نفسه تعاون كلا الجناحين للنظام وتساعدا بعضهما البعض فى قمع الإنتفاضة. إن مثل هذه الحركة لا يمكن ان تكون وليدة لأجنحة الحكومة الداخلية.

من الواضح أن الحرس الثورى والنظام تمكن من إخماد الانتفاضة، ولذلك نريد أن نعرف تقييمك لأسباب نجاح النظام فى إعادة المتظاهرين إلى منازلهم؟ وهل تعتقدين أن تلك الانتفاضة قابلة للتكرار فى وقت قريب؟

هذا ما يتحقق بصورة حتمية لان الموجبات التى اوجدت الإنتفاضة، قائمة بالوتيرة نفسها فالانتفاضات ستستعيد صخبها مرة أخرى. هذا وقد عمّت مئات من الإحتجاجات والإضرابات من قبل العمال والطلاب فى أجزاء من المجتمع خلال الأسابيع الأخيرة. ان هذه الإحتجاجات تؤكد بان جدار الخوف فى المجتمع الإيرانى قد تصدّع وان المقوّمات لمواصلة الإنتفاضة موجودة فعلا. خاصة وانه لا توجد هناك حلول لدى الملالى الحاكمين لا فى الساحة السياسية ولا فى المجال الإقتصادى لحلحلة الأزمة القائمة.

ما هى حقيقة التنسيق بين مجاهدى خلق والجماعات القومية المعارضة للنظام بالداخل والخارج وعلى رأسها بطبيعة الحال القوى الكردية والأحوازية؟

إن دعم مواطنينا الأكراد والبلوش والعرب والآذريين والتركمان وغيرهم كان ومازال يشكل جانبًا من نضال مجاهدى خلق. وكذلك دعم أخواتنا وإخواننا من أهل السنة. لأنهم مكونات مختلفة من الشعب الإيرانى وكونهم كالفرس من المكونات الرئيسية للمجتمع الإيرانى حيث ان الأعضاء ومسؤولى منظمة مجاهدى خلق – سواء فى السابق او فى الوقت الحاضر- هم تشكيلة من مختلف القوميات. نحن نكن احتراما دوما لجميع الاشخاص الذين ناضلو ضد نظام الملالى ويطالبون بإسقاطه وتربطنا بهم علاقات الصداقة.

مؤخرا عرضت فكرة الحكم الذاتى للشعوب غير الفارسية بإيران الآن كخطة عمل حال إسقاط النظام ونجاحك فى الوصول إلى السلطة، وهو أحد الأسباب التى تجعل من خطابك السياسى مرفوضا لدى قطاعات كبيرة من القوميين الإيرانيين لأنهم يرون فى مشروعك تفكيك للدولة وليس تجميعا لها من وجهة نظرهم.. ما مدى اتفاقك أو اختلافك مع هذا الطرح؟

استنادًا إلى البرنامج المقدم من قبل المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية لمستقبل إيران تم التأكيد على ” حكم الذاتى الهادف لإلغاء اللاضطهاد المزدوج المفروض على جميع المكونات والقوميات المختلفة فى وطننا وتحقيق جميع الحقوق والحريات الثقافية والإجتماعية والسياسية لها ضمن إطار الوحدة والسيادة الوطنية ووحدة التراب غير قابل للتجزئة للبلاد”. وقد نشر هذا البرنامج عام 1981 وقد حظى منذ ذلك الوقت بتأييد مواطنينا دوما. ليست هناك جهة وما زالت سوى النظام الإيرانى تتهم مجاهدى خلق والمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية بالانفصالية، وهو نظام أوقع أكبر الضربات على الوحدة الوطنية وتماسك المجتمع الإيراني. وفى المقابل تماما، لقد سالت دماء أعضاء مجاهدى خلق فى جميع المحافظات الإيرانية وهم فى رؤيهم وبرامجهم يبتغون توفير الحقوق لجميع مكونات المجتمع الإيرانى ضمن إطار وحدة التراب غير قابل اللتجزئة للبلاد فبذلك انهم ضمان لوحدة إيران وسيادتها الوطنية.

***

ما هى رؤيتك الاستراتيجية للعلاقات الإيرانية ـ العربية وخاصة العلاقات الإيرانية ـ المصرية حال نجاحك فى إسقاط النظام واعتلاء قمة السلطة؟ وكيف تنظرين إلى السياسات المصرية الحالية تجاه إيران؟ ولماذا ترفض القاهرة حتى الآن تطبيع العلاقات مع طهران بالرغم من المحاولات الإيرانية المتواصلة لاستعادة العلاقات مع مصر؟

نحن سواء اليوم او غداة سقوط النظام نتطلع بكل التأكيد إلى علاقات الصداقة المسالمة الأخوية والتضامنية مع الجيران والشعوب والبلدان العربية.

من وجهة نظرنا ان التنمية فى بلدان المنطقة مرهونة بالتلاحم بين جميع الأطراف وذلك بحاجة فى خطوته الأولى إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه. ومن الواضح بمكان بان لمصر موقع خاص فى المنطقة وكذلك فى العالم العربي. ان الابتعاد عن إقامة العلاقات مع نظام ولاية الفقيه، يعد توجها حكيما يؤمّن مصالح جميع دول المنطقة. مما يدعو إلى مطالبة جميع الدول المسلمة والعربية وسائر دول العالم ايضا بالابتعاد عن إقامة إى نوع من العلاقة مع هذا النظام الذى هو عدو لشعوب المنطقة ويعد خطرا رئيسا للسلام والأمن فى العالم. ان دكتاتورية الإرهاب الحاكم بإسم الدين فى إيران قد أغرق حتى الآن كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان فى دوامات من الدماء والدمار والتفتت، وإذا لم يكبح جماح هذه الدكتاتورية فانها ستجرّ سا‌ئر الدول فى الشرق الأوسط والشمال الافريقى ايضا إلى مهلكة الحروب والدمار والخراب.

يقال إن خامنئى زعيم النظام الحالى كان منذ عهد الخمينىخلف المخططات الإرهابيه والاغتيالات خارج إيران، هل تويدون هذه المعلومات وماذا كانت الملابسات؟

نعم هذا صحيح. لقد كلف الخمينىعام 1982 خامنئى بتشكيل العصابات الإرهابية فى العراق كما وان خامنئى ذلك الوقت تولّى مسؤولية تشكيل عصابة حزب الشيطان الإرهابية فى لبنان أيضا. وفى الوقت الحاضر ان جميع الجرائم الإرهابية التى تقترفها قوة القدس التابعة لقوات الحرس، وكذلك العمليات الحربية لقوات الحرس فى سوريا فضلاً عن إدارة الجماعات الإرهابية والميليشيات التابعة للنظام فى العراق ولبنان واليمن و… يجرى تخطيطها واتخاذ قرارها فى مكتب خامنئى وتحت إشرافه بشكل مباشر.

لماذا لا يغيّر النظام اسم شارع قاتل السادات «خالد الإسلامبولى» من الشارع فى طهران؟

هذا الواقع المرّ يشير إلى أن نظام الملالى لا يستطيع التراجع ولو خطوة واحدة من الإرهاب والتطرف. فالنظام ومن أجل طمأنة الإرهابيين التابعين بأنه يبقى دائما مؤيداً ومسانداً لهم فيجب عليه أن يؤكد على هذه التسمية.

إضافة إلى ذلك، لهذه التسمية ميزة رمزية حيث يريد النظام من خلال ذلك أن يوحى بأن مصر تبقى دائما ساحة من ساحات تصدير تطرفه وإرهابه.

ومن الخطأ لو اعتبر أحد عملية تصير الأزمات إلى الخارج بأنها توسيع الامبراطورية ومؤشر لقدرة الملالي، بل العملية هى من أجل هدم دول الشرق الأوسط وايغالها فى الدماء. سوريا تعتبر نموذجاً كاملا لسياسة الملالي.

وهذه العمليات الشريرة فى المنطقة، شأنها شأن القمع داخل إيران، سيواصلها الملالى حتى سقوطهم. إن الرهان على أوهام بإمكانية اعتدال هذا النظام من خلال إعطاء الامتيازات، وتعليق الآمال أنه سيهدأ من خلال التراجع أمام ولاية الفقيه، او التوقع بتغيير أسلوب عمل الملالي، او أن بمرور الوقت سيصبح هذا النظام أكثر منطقيا فى تصرفاته، أوالمراهنة على معتدلين مزعومين داخل النظام، كلها ناتج عن عدم معرفة هذا النظام. أمام نظام ولاية الفقيه طريق حلّ واحد فقط وهو سقوطه بيد الشعب الإيرانى والمقاومة الإيرانية.

أنتم حركة مسلمة وأنت إمرأة مسلمة ومتحجبة فكيف بإمكانكم الدفاع عن فصل الدين عن الدولة؟

نحن نطالب بنظام جمهورى مبنى على الفصل بين الدين والدولة. هذا هو مطلب الأغلبية الساحقة من الشعب الإيرانى ويريدون القضاء على الاستبداد الدينى. وهذا ليس معناه اطلاقا عدم احترام الدين أو معاداة الدين، بالعكس هذا معناه أن كل شخص حرّ فى اختيار دينه ومذهبه، وفى الوقت نفسه ليست هناك هيمنة لأى دين على الحكومة والدولة بشكل عام. وليس لأتباع أى دين امتياز خاص.. وتطبيقا لقرارات المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية سيتم إلغائه جميع القوانين اللاإسلامية التى سنّها الملالى تحت اسم الإسلام. «ولا يحق لأى مواطن أن يتمتع بأى حق أو يحرم من أى حق بسبب اعتقاده أو عدم اعتقاده بدين أو مذهب خاص».

وفى رأيى هذا هو الدين المحمدى الطاهر وما يقوله القرآن الكريم فى آيتى « لا إكراه فى الدين» و«كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله».

ومن الواضح أن تبنى مثل هذا المشروع لا يمكن أن يكون ناجحا وفاعلا إلا إذا كان من قبل حركة متمسكة بالإسلام جذرياً وتحظى بتأييد اجتماعى قوى، لهذا السبب الإعلان عن هذه المبادرة من قبل مجاهدى خلق حظيت بإقبال جماهيرى واسع.

وبناءا على تقارير مسئولى النظام تم استهداف ستين مكتبا من مكاتب أ‌ئمة الجمعة فى مختلف المدن خلال الانتفاضة وكذلك استهداف مظاهر الدجل الدينى الخاص بالملالى، وهذا يشير إلى عزيمة الشعب الإيرانى بإنهاء الاستبداد الدينى فى إيران.

وما ننشده لمستقبل إيران مجتمع مبنى على احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، ويتمتع فيه جميع آحاد الشعب من الفرص الاقتصادية المتكافئة، وإيران خالية من النووى تعيش مع جيرانها فى سلام وتعايش أخوى، وتحقيق الحكم الذاتى لمختلف القوميات الإيرانية فى إطار السيادة الوطنية الموحّدة، هذه بعض محاور خطوطنا العريضة للمستقبل.

إن إسقاط نظام الملالى ضرورة لتخليص إيران من التخلف والفقر ولإنهاء جميع المظالم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78512043
تصميم وتطوير