كتب دكتور:رضا عبدالسلام
من ينظر إلى خارصة مصر من أعلى يستطيع ان يدرك ان الجزء الخصب فقط هو الشريط المحيط بنهر النيل والدلتا…أي أن ارض مصر مصر في الحقيقة أرض رملية،
ولولا النيل والطمي الذي كان ياتي سنويا مع الفيضان على مدار آلاف السنين لبقيت مصر صحراء جرداء …ولهذا مقولة مصر هبة النيل لم تأتي من فراغ.
بمضي الوقت، توقف الفيضان وانحصر النيل في الشريط المعروف لنا جميعا الأن، بل وبسبب السدود التي أقيمت على النيل توقف الطمي، ومع بحيرة ناصر الموجودة خلف السد العالي لم يعد هناك مجال للحديث عن طمي…وبالتالي توقف الخير الذي كان ياتينا محمولا في مياه النيل.
إذا الطمي هو سر الخصوبة وجودة الارض وصلاحيتها للزراعة…على أثر توقف الطمي، وترسب ما بقى منه في بحيرة ناصر التي تتعدى مساحتها ال٥٠٠٠ كيلو متر، اي تفوق في مساحتها مساحة محافظة الشرقية البالغة نحو ٥٢٠٠ كيلو متر.
يترسب في هذه البحيرة (الواقعة بين مصر والسودان وثلثيها في مصر) مليارات الأطنان من الطمي، الذي هو وقود الزراعة…
السؤال هنا: في ظل جهودنا لاستصلاح مليون و خمسمائة الف فدان وفي ظل تصحر وتراجع خصوبة أغلب الاراضي في الدلتا.. وباتت غير قادرة على العطاء، لولا المخصبات الصناعية (وما لها من اضرار) لتوقفت…
السؤال: ألسنا بصدد مشروع قومي ضخم؟
نعم…هذا مشروع قومي يمكن ان نستخدم فيه نفس فكرة حفر قناة السويس الجديدة بذات الامكانات والأهم يمكن انشاء شركة بأسهم ومساهمات شعبية مصرية، تتولى استخراج الطمي من البحيرة وتجفيفه وتعبئته في شكائر او في عبارات تتحرك في النيل او عبر سكك حديد مصر، تباع هذه الشكائر وهذا الطمي لمن يرغب في رفع خصوبة ارضه او للمستثمرين في المناطق المستصلحة حديثا؟!!!
المشروع ضخم ومجدي، وسيعوض توقف الفيضان وتدفق الطمي…سننقله للناس سواء لتطوير المليون فدان او لاعادة الحياة لما بقي من ارض الدلتا….خير كثير سيفيد الجميع…بأموالنا سنستثمر خيراتنا وستعود علينا بالخير…بسبب التلوث والمخصبات الصناعية فقدنا الجودة والتميز في كافة منتجاتنا الزراعية…أليس كذلك؟
هذه الشركة التي سنساهم فيها، ستربح وسيربح حملة الأسهم، وسيربح الفلاح من خلال زيادة خصوبة ارضه…وستعود الجودة والرئحة العطرة لمنتجاتنا الزراعية…أتمنى ان ارى هذا المشروع القومي قريبا، ليعيد الحياة الى مصر…هبة النيل…دمتم بخير
التعليقات