الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

الإرهاب الأكبر

الإرهاب الأكبر

بقلم : وليد أحمد

بالأمس القريب كانت القاعدة التي أرهبت العالم واليوم داعش وكلتاهما ينسبا للإسلام ،ويلي ظهورهما عمليات تصنف على أنها إرهابية وتنال تغطية إعلامية واسعة ومن ثم ينتفض العالم لمحاربتها ومن بينهم العرب والمسلمين فتقوم القائمة وتجيش الجيوش وتعقد التحالفات لضربها أينما وجدت وبالطبع لا توجد إلا في دول إسلامية أو عربية ويقوم التحالف بإقناع هذه الدول أنه جاء لتخليصها من هذا الإرهاب ويطلب مساعدتها له وبالطبع توافق بل تتوسل إليه ألا يدعها وحدها في مواجته مذللة له كل إمكانتها المادية والبشرية وما أن تنتهي الحرب فيقوم التحالف بإقناع هذه الدول بإن يبقى مدة زمنية حتى تستقر الأمور ليقوم بتميدها فترة بعد أخرى ويكون على هذه الدول دفع تكلفة الحرب وأيضا تكاليف فترة بقاء قوات التحالف على أراضيها .

ليس هذا فحسب وإنما حينما تنسحب القوات تظل هذه الدول طوع إرادة دول التحالف نتيجة لأنها لا تنهي تماما على هذه التنظيمات بل تترك لها ذيولا حتى تستطيع أن تروع بها قادة هذه االدول وتجعلهم دائما طوع إردتها .

وإذا نظرنا لهذا التحالف نجد أن من تسيطر عليه وتقوده أينما تشاء هي القوى العظمى الأولى في العالم أمريكا مملية إرادتها على التحالف بما يحقق مصالحها ولنا في الحرب الأولى على العراق المثل فقد كان العالم كله يرفض التدخل العسكري بحجة وجود نووي في العراق إلا أن أمريكا لم تستمع لأحد ونفذت ما تريده ولم تخرج من العراق إلا بعد عشر سنوات مخلفة ورائها الدمار والخراب مستمتعة بالنفط الذي نهبته منها تاركة ورائها صراعات وحروب أهلية لم تنقطع حتى الأن .

فهل جنت العراق خيرا نتيجة هذه الحرب ؟ بالطبع لا فاللعبة باتت واضحة لكل ذي عينين أن أمريكا تصطنع إراهابا ترهب به دولا غنية غارقة في الترف فتأتي لتخلصها لتصبح الإرهاب الأكبر حيث تستولي على مقدرات هذه الدول وتبقي على تبعيتها لها وأيضا تشوه صورة الإسلام محققة بذلك المكاسب الكثيرة .

وليس أدل على ذلك من أنها أول من يعلن عن وجود هذه التظيمات ثم نفاجأ بأن السلاح الذي تستخدمه هذه التنظيمات أمريكي الصنع إذن هي من تصنع الحرب وهي من تنهيها .

وهذا يؤكد صحة مقولة أحد المسؤليين الكبار الأمركيين بأنه على أمريكا أن تخوض حربا كل عشرة سنوات على الأكثر لتغطي تكلفة صناعة السلاح التي تقدر بثلث إنتاج العالم حتى تضمن أمريكا دوام التقدم والهيمنة على العالم .فياليتنا نتعلم ولا نكرر الخطأ وليس معنى ذلك أن نترك مثل هذه التنظيمات بل يجب علينا مواجتها ولكن نفطن للدرس ونعتمد على أنفسنا .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79615454
تصميم وتطوير