كتب: جرجس بشرى
قال الفنان والمخرج المسرحي ” اميل شوقي ” أن إسكتشات أشرف عبد الباقي بوَّظ المسرح المصري ” على حد تعبيره ” ، لأن القضايا المطروحة فيه ما هي إلا بعض الإفيهات من ولاد طالعين أصلا ً من عرض محترم بمسرح الشباب اسمه ” شيزلونج ” ، ولكن أشرف عبد الباقي أخذهم وعملهم نجوم لمجتمع ذوقه هابط من خلال قناة تبنتهم ، مؤكداً أن بعض ما يقدم على مسرح مصر أو تياترو مصر نوع من الفن الهابط وكان موجود زمان في مسارح روض الفرج وفرقة العطار.
وقال شوقي في تصريح خاص لــــــ ” البيان” أن الفن يجب أن يعطي أمل حتى ولو الواقع مرير ، موضحا أن له حوالي اربعون مسرحية والبعض منها تم تصويره تليفزيونيا ، ولكنه لم يذاع ، ولكنهم اكتفوا بـ” اسكتشات ” أشرف عبد الباقي .
وأكد شوقي أن التوجه العام في مصر ضد الثقافة ، والدولة لا تريد مسرح جاد ، ولا تريد تنوير ، وأن تليفزيون الدولة لم يعرض مسرحيات له مثل ” العسل عسل ” و ” حفلة أبو عجور” و سيدة الماضي الجميل وغيرها ، وتساءل شوقي : لماذا لم يصور التليفزيون مسرحيات الدولة مع أنه تليفزيون الدولة ، وأين مسارح الدولة بخلاف المسرح القومي والطليعة والسلام والكوميدي والعرائس ؟!
وهل تعلم أن ، فالخاسر الوحيد هو الشعب دافع الضرائب وهو المنتج الحقيقي للأعمال الفنية وغير مستفيد منها ، حيث أن المسرح في القاهره فقط ومسرح واحد في الإسكندريه ، وباقي المحافظات لاتري مسرح الدولة ، والمسرحيات لا يتم تصويرها وإذا صُورّت لا تذاع .
وطالب شوقي ” وزارة الثقافة وهيئة المسرح بعقد بروتوكول مع التليفزيون لعرض الأعمال المسرحية حتى تصل إلى العامة ، هيئه المسرح ليس لديها بروتوكل مع التليفزيون المصري ، فالدولة تصرف وتنتج على أعمال لا ترى النور ، وهو ما يعد إهدارا للمال العام ، ومطلوب أن يعلن التليفزيون عن الأعمال المسرحية ويخصص برامج تتكلم عنها ، مطالبا الدولة بالتوسع في بناء المسارح في باقي مدن القاهرة والجيزة وتعميم المسارح على مستوى الجمهورية لمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب وتسليط الضوء على القضايا الوطنية ، والإهتمام بالمسرح المدرسي ودوره ، بحيث يدرس الطالب أدب المسرح مثله مثل القصة ويتم تدريس هذه المواد عن طريق متخصصين ، مطالبا بوزارة التربية والتعليم وكل القيادات التعليمية المسئولة بضرورة وجود برتوكول تعاون بين الوزارة ووزارة الثقافة وقطاع المسرح ، لأن المسرح أبو الفنون وهو من يستوعب الفن التشكيلي والموسيقى والسينما والإضاءة والمكياج وغيرها ، لتربية جيل مستنير واع بقضايا بلده ، ومن مارس الفن لا يمكن أن يكون إرهابيا .
وأشار ” شوقي ” إلى أنه كان قد طرح فكرة ” المسرح النقال ” من قبل على وزير الثقافة ولكنه لم يرد على الفكرة ، مطالبا الدولة الآن بتبني فكرة المسرح النقال لكي يصل التنوير للجميع في كل مكان ، وقال أن فكرة المسرح النقال تكمن في وصول الفكر والفن المسرحي والرسالة التنويرية لاكبر قطاع من المصريين عبر سيارات كبيرة مثل سيارات الجيش الكبيرة المتهالكة على أن يتم إعادة اصلاحها لتكون مسرح صغير مجهز ومكيف وبه غرفة للفنانين وتغيير الملابس والأدوات الخاصة بالاضاءة والاخراج ، وهذه الفكرة موجودة في المغرب وتفعيلها في مصر ضرورة مهمة وعلى الدولة أن تستجيب لهذه المبادرة لتوصيل الرسالة التنويرية في كل مكان في مصر وهي غير مكلفة ، فالفن أحد أخطر وأهم الأدوات لمحاربة التطرف والإرهاب ، واستنكر شوقي حالة التعتيم على مسرحية ” العسل العسل ” التي قام بإخراجها ، وعن رأيه في أفلام السبكي الذي يرى كثير من المصريين أنها نوع من الفن الهابط لانها تقدم العري والبلطجة .
قال ” شوقي ” أن أفلام السبكي معبرة عن الواقع المصري المعاش ، وطالما الدولة رفعت يدها عن إنتاج أفلام بناءة فالساحة أصبحت مباحة ، فإن كانت الدولة تريد فن بناء لفعلت ، لأنه لا يقل أهمية عن أكشاك الأمن الغذائي ، فالدولة لم تتنبه لأهمية القوى الناعمة في المجتمع مثل الفن البناء للآن .
التعليقات