بقلم/ سميحة المناسترلى
كان من باب أولىَ ان يتم تصوير مسلسل “غرابيب سود” داخل أروقة قصور ثقافة مصر بالمحافظات المختلفة (خاصة محافظة دمياط ).. وهذا لسببين السبب الأول لأن وهذا منشور(على صفحات الصحف والمواقع الإليكترونية بكل مكان )،أن قصر ثقافة دمياط قد تحول إلى مبني مهجور آيل للسقوط فكل غرفه وقاعاته وصالوناته، أضحت مخازن للكتب التي أصبحت في خبر كان ، وعلى بعد عدة أمتار يوجد أكبر مقلب للقمامة والمخلفات المتنوعة بمدينة دمياط .. أما السبب الثاني فهو اندساس العناصر الإخوانية التي تتحكم في وقف الأنشطة المنوط بقصور الثقافة القيام بها لاحتواء الشباب ، وتنمية الإبداعات والحس الفني لديهم ، والاستفادة من طاقاته ،
وتوجيهها فيما يفيد الدولة والوطن ، وتنمية الوعي الثقافي ، والانتماء لهويته ، والشعور بعظمة ثقافته، و بالتالي يصله اهتمام الدولة به ، وبما يمتلكه من طاقات، بعيدا عن استقطابه من خلال المقاهي والسايبر، لتقوم عصابات الدواعش وقوى الشر باستغلاله ضد مصر، وغسل عقولهم .. وتفريغ فكرهم ، وانتمائهم لبلدهم، وزرع ما يريدون داخل عقولهم !!! نقيس على هذا ما يحدث بباقي قصور الثقافة بمحافظات مصر والتي ظهرت فكرتها بالخمسينات ، ثم انتشرت بالستينات والسبعينات، و قد صممت علي مستوى عالمي مُشرف، كان لها أكبر الأثر – حينذاك – في استيعاب الشباب واحتوائه ، وبالتالي تنمية روح الانتماء والوطنية بداخله ، وتطوير مواهبه ، واستغلال طاقاته الإبداعية ، وقد عاصرت ذلك بنفسي ، كان أخوتى من ضمن ذلك الجيل الذي استفاد أكبر استفادة من تجمعات قصور الثقافة ومراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب.. حينها كانت الثقافة هي القوة الناعمة التي أفادت مصر، وكل من حولها من دول شقيقة ، وساهمت مساهمة حقيقة في تقدم الوطن من خلال شباب يمتلك الصحة والوعي والقدرة على الإبداع.
لقد تم إهمال قصور الثقافة، وغلقها عن عمد بعد ان تم صرف ميزانيات بالملايين عليها، وهذا من ضمن خطة نشر الفساد والمخدرات بين الشباب ، الانفلات الإعلامي وجذب الشباب من أمام المواقع الإباحية والشوارع ، لكي يتم تفريغ عقولهم وأتساءل : ..
لمصــلحة من يتم غلق وتخريب قصور الثقافة بمحافظات مصر؟ !! إلا (من رحم ربي) ؟ !! ومن رحم ربي هم الذين يعتمدون على جهود شخصية ، ومحاولات شاقة مستمرة ليظل النشاط بها متواجدا وأبوابها مفتوحة ، لاستيعاب شبابنا، مثل قصر ثقافة السويس وبعض القصور التي تُعَد على أصابع اليد الواحدة .. إلــى متى ستظل هذه المهزلة وهذا التخريب المتعمد ؟ !! إلى متــى سيظل التلاعب بمقدرات الوطن تحت أي مسمىَ أىً كان ( إهمال/ تقصير/تواطؤ ، ولا أريد ان اضع مسمى آخر، حتى لا ألقي بالتهم جزافاً .. إلى متى سيظل هناك استفزاز لمشاعر شبابنا ؟ !! عندما لا يجد الابن أو الابنة من يحتويهما في بيتهما، هنا يفران لأقرب مكان ، ولأى شخص .. ونحن نعلم إلى أين يريد العدو أن يفر منا أبناء مصر، وشبابها الواعد .. حفظ الله شبابنا . صرخة أطلقها للمرة الألف .. افتحوا قصور الثقافة وطهروها من ” الغرابيب” لينعم بها أبناء مـــصر . العالم كله يعلم أننا في حرب غايتها ابتلاع ثقافتنا ، وهويتنا وضياع ثرواتنا من شباب مصر عصب الأمة و قوتها ، للأسف الشديد (إلا .. مسئولي قصور الثقافة المصرية ) ..
التعليقات