السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

التميز رؤية وإستراتيجيه

التميز رؤية وإستراتيجيه

سألني صديقى موظف الاستقبال

 
بقلم_ محمد عبد المجيد ( باحث فى مجال التميز والمواصفات العالمية) 

 

 
بينما كنت أقود سيارتى مُتجهاً إلى اجتماع صباحى مبكر فى إحدى الشركات الكبرى , وما أن وصلت الى بوابة الاستقبال حتى استوقفنى موظف الاستقبال رغبة منه فى التحقق من هويتى وسلامة السيارة .
موظف الاستقبال : افتح الباب الخلفى إذا سمحت .
أنا : تفضل , ثم فتحت له الباب الخلفي .
أننى دائماً أعتاد أن أحمل كل أغراضى في حقيبة , أضعها فى المقعد الخلفى من السيارة, وعادة ما تكون هذه الحقيبة ممتلئة وتبدو كبيرة الحجم , مما أثار فضول موظف الاستقبال متسائلاً ” إيه الشنطة الكبيرة اللى معاك دى .. إنت طفشان من البيت ولا إيه” !
ابتسمت فى وجه صديقى موظف الاستقبال وقلت : ” لا يا أخى مش للدرجة دى يعنى” .. ثم أطلعته على هويتى ليتحقق منها .و
ارتسمت ابتسامة على وجه موظف الاستقبال ( انت متجوز كمان !!) قلت : نعم , فرد قائلاً : يبقى أكيد طفشان من البيت .
إن هذه ليست فقط نكتة أو أضحوكة, بل هى إضافة على ما تحويه من هزل وسخرية تُعتبر مثالاً لبعض الحالات التى يرى فيها الناس الأمور ويحكمون عليها ظاهرياً دونما تحقق وتحليل وتقييم , ولو سألني صديقى موظف الاستقبال لأخبرته أن الله قد منحنى زوجة أحسبها صالحة وأسأل الله أن يجازيها عنى خير الجزاء .
إنك عندما تمر بإحدي مواقع العمل بمصنع كبير قد امتلأ نشاطات وصخب وعمال وأدوات وماكينات , وما أن تتوقف عند هذا العامل البسيط – عامل القطع واللحام – والذى ملأ الموقع عملاً ونشاطاً وحيوية فتسأله متعجبا ” لماذا صديقى لا تلبس هذا القفاز الواقى من تلك الشُرر المتناثرة هنا وهنالك !! ” , فإذا به يرد عليك متعجباً وقد ألقى بناظريه إلى تلك الشُرر شاعرا تجاهها بألفة غريبة قائلا لك ( انها ليست خطرا , انها لا تؤذينى ولا تضرنى , ولم تضرنى أصلاً من قبل “.
لقد حكم صديقنا العامل البسيط على ما يراه ظاهرياً متبعاً فى ذلك سيرة صديقنا موظف الاستقبال , حكماً بالظاهر دون تحليل وتدقيق , ولو تفكر صديقنا العامل لبعض الوقت لعلم أن هذا الشُرر يمثل خطراُ عليه وعلى صحته ومكان عمله وزملائه , ناهيك عن ما قد يمتد إلى أسرته من أضرار ومفاسد ناجمة عن إصابته بموقع عمله لا قدر الله أثر هذا الشُرر .
إن بعض التصرفات الخاطئة قد تُنجم عنا أحيانا بموقع العمل والتى قد يترتب عليها حوادث وأخطار جسيمة لا يحُمد عُقباها , لذا أدرك أهل الاختصاص ذلك ووضعوا لنا أصولاً وعلماً أفنوا فيه أعمارهم وأوقاتهم رغبة منهم فى حمايتنا ضد هذه الأخطار الظاهرة والكامنة , أنه علم تحديد وتقييم وتحليل الأخطار .
ودعونا نبدأ من خلال هذا المقال الموجز نعرج إلى معنى الخطر , ومن ثم ومن خلال مقالات قادمة بحول الله سوف نعرج إلى أنواع الأخطار وآليات تقييم وتحليل والتحقق من تلك الأخطار والتعامل معها والحماية منها ومن أضرارها بإذن الله تعالى.
إن الخطرهو ذلك النشاط أو الأدوات والماكينات أو الحالات الخطرة والتصرفات الخاطئة والتى قد تُسبب تأثيراً سلبياً على صحة الفرد سواء كان هذا التأثير جسدياً أو ذهنياً ، مما يستلزم أن نحقق وندقق ونقيم تلك المخاطر ولا ننظر إليها بشكل سطحى أو ظاهرى , فكلنا معرضون لها أثناء تنفيذ أعمالنا اليومية المختلفة , الرجل فى موقع عمله , المرأة فى بيتها , الطفل فى مدرسته , كلنا معرضون للخطر ويلزمنا أن نقيمه ونأخذ بالاعتبار كافة الاحتياطات اللازمة للحماية منه , وأن نذكر أنفسنا وأصدقائنا وزوجاتنا , ونعلم أولادنا كيف يحمون أنفسهم مما قد يواجهونه من أخطار لا قدر الله
أسأل الله أن يحفظكم ويحميكم بعين حفظه وعنايته , وانتظرونى فى مقال قادم إن شاء الله نعرُج فيه إلى أنواع تلك المخاطر التى قد نتعرض لها بأماكن أعمالنا , كيف نحددها ونقيمها ونحمى أنفسنا منها .
وتذكروا دوماً أننا بحاجة أن نقيم ونتحقق ونعى تلك الأخطار، ويجب علينا أن نتميز ونهتم بحماية أنفسنا أينما كنّا ونجعل للتميز فى حياتنا رؤية واستراتيجية
أترككم فى الله وأمانه.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79666955
تصميم وتطوير