الثلاثاء الموافق 24 - ديسمبر - 2024م

فتنة ” أبو تريكة “هل ستتحول إلى انتصارللعواطف أم إلى انتحار لدولة القانون ؟!!

فتنة ” أبو تريكة “هل ستتحول إلى انتصارللعواطف أم إلى انتحار لدولة القانون ؟!!

بقلم :  جرجس بشرى

 
هوجة عارمة سيطرت على قطاع لا بأس به من الجماهير على خلفية إدراج محكمة جنايات القاهرة يوم الثلاثاء الماضي 17 يناير 2017 لاعب كرة القدم السابق ” محمد أبو تريكة” على قوائم الإرهابيين .

 

حيث استندت المحكمة في حيثيات الحُكم على أن قيادات وكوادر الجماعة ومؤيديها مولوا اعتصامي رابعة والنهضة وحشدوا عناصر الجماعة لتنفيذ العمليات العدائية التي تمثلت في حرق الكنائس وقطع الطريق وتعطيل المؤسسات العامة واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة وأنه في 21 يونيو 2013 اعتصم انصار الرئيس الأسبق محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية دعما له بعد مطالبات بسحب الثقة منه من قبل حملة تمرد وقوى مدنية أخرى إلى ان فضته السلطات في 14 أغسطس بذات العام ” .

 

إلى هنا انتهى الإقتباس من حيثيات الحكم ؛ ولعل هذه الهوجة كادت الآن تتحول إلى فتنة تبث سمومها في مؤسسة القضاء المصري الشامخ والعادل في محاولة بائسة من قبل البعض للنيل منه والتشكيك في نزاهته واحكامه ، مع أن هؤلاء المشككين في حكم إدراج محمد ابو تريكة على قوائم الإرهاب هم أنفسهم أوالغالبية الكاسحة منهم من هللوا للقضاء المصري مضطرين بعد حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية جزيرتي تيران وصنافير وبطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية الشقيقة !! .

 

وهناك من هاجوا وماجوا وشاطوا على الحكم تحت قوة العاطفة من العامة والبسطاء الذين كانوا يشاهدون ابو تريكة وهو يُحرز اهدافا ويحقق انتصارات كروية هائلة لمصر ، غير مدركين الحقائق والمستندات والأدلة التي استندت إليها النيابة العامة والقضاء المصري الصامد الذي هو أحد أهم أعمدة صمامات الأمان للدولة المصرية .

 

والذي تكون عينيه معصوبة عن أي توجه سياسي أو عاطفي عند النطق بالحكم ، وتكون مفتوحة فقط ومتوجهة صوب العدالة ، وأنا شخصيا ً أرى أن اللاعب محمد أبو تريكة علما بل ورمزا من رموزا الكرة المصرية وحقق انجازات وانتصارات كروية هائلة لمصر على المستوى المحلي والإقليمي ، كما أنه شخص دمث الخلق ، و من الذين دافعوا وساندوا اهل غزة ، بل وهو الذي نظمت شركته وباعتراف موثق له في حوار نشره موقع جريدة الاهرام الالكتروني بتاريخ 14 مايو 2015 رحلات عمرة خاصة لأسر ضحايا رجال الجيش والشرطة .

 

وقال وقتها أنه يمتلك المستندات الرسمية التي تؤكد على ذلك ، وأوضح في نفس الحوار وانه كان ضحية لصفحات مزورة على صفحات التواصل الإجتماعي وهو ما اضطره لتوثيق حسابه الجديد ، بعد الشائعات التي ترددت بأنه مول اعتصام رابعة ونشر صورة له مع سيدة ادعى البعض انها مع لوالدة احد المتهمين في احداث كرداسة ، وبغض النظر عن كوني مع أو ضد محمد أبو تريكة إلا أنني أرى أن مصلحة مصر هب الباقية وأن دولة القانون يجب أن يكون لها الغلبة على كل العواطف.

 

، فلا محمد أبو تريكة ولا الرئيس الاسبق مبارك ولا قيادات الجماعاة الإرهابية الذين هم الآن خلف القضبان بل ولا أي سلطة ولا الرئيس السيسي نفسه فوق القانون ، ويجب أن نعمل ونؤسس لهذا الفكر لان الأفراد زائلون ومصر باقية ، والعدل لم ولن يموت ولم ينعس وإن كان معصوب العينين ، فمن حق ابو تريكة أن يطعن على الحكم أو ينقضه ومن حق الدولة المصرية ومؤسساتها وجهات التحقيق أن تحكم في النهاية ببراءة او إدانة ابو تريكة فلا يجب أن يعلو صوت في مصر على صوت العدالة والقانون .

 

 

كما أطالب السلطات المصرية بسرعة كشف الحقائق والأدلة التي اعتمدت عليها جهات التحري والبحث وقدمتها للقضاء في هذه القضية واطالبها بالرد على ما قاله ابو تريكة في الحوار ودحضه أن كان ما قاله خطأ وإدعاء ، وأطالب محامو ابو تريكة ايضا بتوضيح كافة الأدلة التي تؤكد ما لا يدع مجالا للشك براءة موكلهم ، حتى يهدأ الرأي العام وعند صدور الحكم النهائي والبات بالبراءة او الإدانة فليصمت الجميع لان وقتها سيكون الحكم بالإدانة أو البراءة انتصارا للوطن وليس لابو تريكة أو لعواطف الناس .

 

وفي النهاية ليس أبو تريكة ملاكا أو إلها منزها عن الشرور والمعاصي والآثام وإن كان إخوانيا ولكنه لم يضبط متلبس بجريمة تحريض ضد الجيش او الشرطة او مؤسسات الدولة او وحدة مصر ولم تتلوث او تتلطخ يداه بالدماء فسيظل مصريا في أعين كثير من قطاعات الشعب إلى ان يثبت العكس .

g[email protected]

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78710862
تصميم وتطوير