الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

اليمن وبلجيكا

اليمن وبلجيكا

بقلم/احمد عبد الرءوف احمد

لعل الجميع الان يتابع ما يحدث فى اليمن من فوضى ودمار وانهيار لكافة مؤسسات الدولة فى هذا البلد العربى صاحب الموقع الاستراتيجى الهام …
ولقد لعبت المخابرات الامريكية والبريطانية دورا مشبوها فى هذه الاحداث حيث طلبت من القيادة اليمنية العاجزة والضعيفة ابعاد الجيش عن ما يسمى بالسياسة لان ما يحدث ما هو الا صراع داخلى بين القوى السياسية وكانت هذه هى الخديعة الكبرى التى صدقها قادة اليمن وادت الى ما نشاهده الان من زوال لدولة عربية هى اصل العروبة وموطن لغتها
ان ما يحدث الان فى اليمن هو نفسه ما كان مخطط له فى مصر تماما حيث طالبت بعض قوى الخيانة المأجورة بضرورة ابعاد الجيش عن السياسة وزعموا جهلا ان مكان الجيش المصرى ووظيفته هى حدود مصر ورد اى عدوان خارجى وكانت تلك هى المقدمة الاولى لانهيار مصر حيث ستتفرغ قوى الشر بالداخل للقضاء على كافة مؤسسات الدولة وهدمها لتعم الفوضى والخراب فى كافة ربوع البلاد ومن ثم تتدخل بعض القوى الخارجية وتعلن فرض الحماية على مصر وارغام الشعب على قبول الامر الواقع تحت تهديد الجوع والارهاب والتشرد عند ذلك تنتهى اسطورة مصر العظيمة ويخبو نورها ويضمحل دورها القومى وزعامتها فى المنطقة كما انتهى دور العراق القوى من قبل…ولتتفرغ تلك القوى الخبيثة بعد ذلك لنشر فوضى التخلف والانهيار فى كافة ربوع الوطن العربى بعد ان يكون قد استقر لها المقام فى مصر واسسوا بها امبراطورية الجهل والتخلف والخيانة تحت شعارات خادعة لا يؤمنون بها فى الواقع..
ولقد فطن الجيش المصرى العظيم لهذه المؤامرة مبكرا وظل يراقب الاحداث وسير الامور لعل ما يشاع يكون غير ما ورد شرحه وما هو الا تخمين ووهم ..
ولكنه تأكد تماما ان المؤامرة صريحة وتسير وفق ما تم التخطيط له بالخارج وان عملاء الداخل ينفذون ما يملى عليهم وفق الترتيب المحدد لهم سلفا…( ابعاد الجيش واستقطابه – هدم القضاء او على الاقل اضعافه – السيطرة على الشرطة المدنية واحتوائها – التخلص من كافة القيادات الوطنية بكافة مؤسسات الدولة واستبدالهم بعناصر تدين بالولاء لهذه الفئات – نشر الشائعات والاكاذيب وتشويه صورة القيادات الوطنية – السيطرة على الاعلام – حرق وتدمير المعالم التاريخية وسرقة ونهب التراث الوطنى….الخ )
كانت كل هذه الامور واضحة تماما للجميع ومصر تترنح بين الموت والانبطاح…
عند ذلك انتفض الشعب الذى ارهقته الاحداث وزكمت انوفه رائحة الدماء التى كانت تسيل فى كل مكان وهنا وجه الجيش القائمين على امر البلاد بضرورة الاستجابة لصوت العقل والنزول على ارادة الشعب….ولكن كيف ذلك وقد كلفهتم تلك المؤامرة الكثير والكثير ….وكيف سيكون مصيرهم بعد ان ارتكبوا كل هذه الجرائم.؟ وقد لا تتكرر لهم هذه الصدفة….
وحدثت الثورة التى طلب فيها الشعب من جيشه الوطنى انقاذ ما تبقى مصر واعادة احيائها من جديد …ولقد استجاب الجيش لنداء الشعب وهذا هو الدور الاصيل لجيش مصر المبارك…والواقع ان هذا هو دور الجيوش فى العالم اجمع اذ انه هو المسؤول عن امن الوطن بالداخل والخارج وخاصة عندما تضعف بعض المؤسسات المنوط بها ذلك او ان يكون العدوان او الاحداث اكثر خطورة على وجود الوطن نفسه….
وهذا ما حدث فى بلجيكا حيث طلبت الحكومة تدخل الجيش ولم نسمع صوتا معارضا لذلك داخل بلجيكا نفسها او خارجها….لان الجميع يعلمون ان هذا امر طبيعى…على الرغم من ان ما حدث فى كل من بلجيكا وفرنسا لا يكاذ يذكر بالذى حدث فى مصر…فلم تحرق كنيسة عندهم او مجمع علمى او وزارة او يسحل مواطن او جنود يقتلون وتجز رؤسهم..او تنتهك حدودهم …الخ
وها هو اليمن السعيد واصل العرب يزول امام اعيننا وتحت اشراف مباشر من السفير الامريكى والبريطانى بعد ان صدق قادته اكذوبة ( الجيش ملوش دخل بالسياسة) فهل ما يحدث الان باليمن سياسة؟
المخطط التامرى واضح ودون ان يفقد الغرب جندى واحد من جنوده بعد ان جند داخل كل دولة عربية فرق وجماعات وطوائف لتنفذ له ما يريد …
واختم مقالى بما قاله احد خبراء اسرائيل ومؤريخهم..
ان القنبلة النووية الاسرائيلية لا تكفى لبقاء اسرائيل وعلينا ان نعمل على تفكيك ثلاث جيوش عربية تحوط بنا ( العراق – سوريا – مصر ) وهذا وحده هو السبيل الوحيد لبقاء اسرائيل ووجودها وليست قنبلتها النووية….وعلينا ان نسخر فى سبيل ذلك كل ما نملك وبالتعاون مع اصدقائنا …
وعموما…….علينا ان نتابع ما يحدث فى اليمن لان القادم اسوأ وخاصة وسط صمت عربى وتردد…مصحوب بانتظار..
واقول لهذا الغرب الاحمق…عليكم قراءة تاريخ مصر جيدا …فمصر اكبر واقوى مما تتصورون ويتخيل خيالكم المريض…بفضل شعبها الواعى وجيشها الوطنى المدعو له بالخير والرباط….

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79612638
تصميم وتطوير