جمال مهدى

أبدى “طه اسماعيل” خبير كرة القدم، انزعاجه من المستوى الهابط لأندية الدورى المصرى، واعتبر بطولة الموسم الحالى فى أسوأ حالاته، وجاءت البداية مفاجأة والتى شهدت جولاتها الثمانى، حيث أداء متخاذل من اللاعبين ومدربون بلا وعى خططى ولا فكر تكتيكى، وهذا يفقد هيبة المسابقة كما يضر ولايخدم المنتخب الوطنى الذى يلاقى بعد أيام منتخب غانا فى اطار تصفيات كأس العالم.

قال “طه” المعروف بشيخ المدربين، لم يعجبنى مستوى فارسى الترشح للقب الدورى، وظهر الأهلى والزمالك أى كلام، لاسيما فى الأسبوع الثامن، قبل توقف المسابقة بوقت كاف من أجل الاعداد لمباراة غانا، وأرى أن فوز الأحمر على طنطا وفوز الأبيض المصرى،  غير مستحق وان اختلف شكل الفريقين وفقا لمستوى الفريقين المنافسين، وظهور اللاعبين المختارين للمنتخب بهذا الأداء المتواضع من الناحية الفنية وأيضا البدنية، شئ مقلق للغاية ومحير فى آن واحد، فقوام المنتخب أو الغالبية العظمى به من لاعبى القطبين الكبيرين،  ومن المفترض أن المدير الفنى للمنتخب “كوبر” سيعتمد عليهم كثيرا ليكون لهم دور فى لقاء غانا وبقية المباريات، لحسم مقعد المجموعة المؤهلة للمونديال القادم بروسيا.

واصل “الشيخ طه” كلامه، لكن الفارق بين الفريقين، الأهلى والزمالك،  أن الأول لعب مع  فريق ضعيف بلا طموح، فقدم عرضا هزيلا وبغرور واستهانة  وأنهاه بفوز هزيل من ضربة جزاء، كاد “اسلام طارق” حارس طنطا أن ينقذها لولا انزلاقها من تحت يديه فتهاوت للمرمى، وحصل على ثلاث نقاط بالعافية كما يقولون، فى الوقت الذى أهدر عدة فرص تهديفية برعونة لاعبيه، وبخاصة “مؤمن زكريا” الذى أصبح مستواه لغزا محيرا فى الفريق الأحمر، وأيضا تراجع مستوى “عبدالله السعيد” أحسن لاعب فى مصر الموسم الماضى، ولكنه لم يستعد حتى الآن مستواه العالى المعروف ويعد من ركائز المنتخب، وفى اعتقادى الشخصى أن هناك شئ غلط فى الأهلى، وعلى “حسام البدرى” المدير الفنى أن يدركه قبل فوات الأوان، لأن المسألة تتعلق بالمصالح الوطنية، ومباريات المنتخب فى التصفيات الأفريقية، هى الأهم والدورى خير اعداد للمنتخب بغض النظر عمن سيفوز بدرع البطولة، سواء كان الأهلى أو الزمالك.

أما الفريق الثانى وهو الأبيض، فقد حقق ثلاث نقاط غير مستحقة بالمرة مع منافس طموح، المصرى، هاجم بضراوة من الدقيقة الأولى، وأضاع الفرص السهلة بالجملة ولم يمنحه الحكم  “جهاد جريشة” ركلة جزاء صحيحة، كانت من الممكن أن يكون هدفا فارقا فى المباراة، ولو تعرض الزمالك لما تعرض له المصرى فى تلك المباراة، لسمعنا ما لذ وطاب من توجيه اتهامات للحكام والمسئولين عن اتحاد الكرة، كما تعودنا فى السنوات الأخيرة، وربما قد يمتد الأمر الى اتهام السحر بالتدخل لمنع الحكم من اصدار قرار عقوبة ضربة الجزاء،  وهى “اللزمة” التى تأتى طرفا فى كل مباراة على لسان أحد الأشخاص المسئول عن الزمالك فى مبارياتنا المحلية، بعدما كنا نسخر من الأفارقة.

أضاف “الشيخ طه”، الزمالك بلا مبرر، غير جهازه خمسة لاعبين دفعة واحدة ممن شاركوا فى مباراة انبى،  ووضع بعض اللاعبين وعلى رأسهم “حسنى فتحى” فى غير مركزهم، فى  الوقت الذي ضغط فيه المصرى بكل خطوطه، وشكل خطورة بالغة على مرمى “جنش”، والملاحظ أن المصرى الذى لا يوجد به لاعب دولى آخر غير “حمادة طلبة”، تفوق بدنيا كما نقوق فنيا على الزمالك، حيث سيطر لاعبوه تماما على مجريات اللقاء، وهناك مشكلة ليست فنية فى الزمالك، المشكلة التي أراها في الزمالك الآن ليست فنية، لكنها ادارية لأى جهاز فنى لأنه دائما مهدد بالرحيل بين لحظة وأخرى، و”مؤمن سليمان” المدير الفنى لو عمل فى مناخ ملائم سينجح بكل تأكيد،  فالادارة متسلطة ولا تترك الفرصة بدون هجوم على الجهاز، وأعتقد أن المدربين الأجانب لن يقبلوا تولى مهمة الزمالك، لأن مصير كل الأجانب الذين حضروا فى السنوات الثلاث الماضية معروف، ويعلمه أى مدرب قادم.