الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

حسن خلقه فمس القلوب !!!

حسن خلقه فمس القلوب !!!

كتب:حازم محمد سيداحمد

 

يقول الله تعالى (( وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ. فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ. بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ. إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ))
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ((إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أحلاقا ، والموضؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ،وأبعدكم منى منازل يوم القيامة أرازلكم أخلقا الذين لا يألفون ولا يؤلفون والراجون للبراء العيب )) صدق رسول الله صلى الله ععليه وسلم .
كنت متوقف عن الكتابة نهائيا وذلك لظروف أراها أنا شخصيا معيبة ، ولم رأيت المؤتمر الوطنى للشباب بالعريش والذى حضره السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى زادنى فخرا واعتزاز بمصر ورئيسها ونجاح هذا المؤتمر وأن مصر على الطريق الصحيح ، ورغم أختلافى على البعض الذى تكلم بطريقة وكأنه هو الأوحد الذى يفهم فقط ، وما زادنى حسرة على ما سمعته من أمين منظمة التعاون الخليجى وبعد تطاوله على أسياده خلال كلمته فى حفل افتتاح مؤتمر وزراء التربية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ((الإيسيسكو)) يوم الخميس الماضى من إساءة وتطاول على الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، يؤكد فشله فى وظيفته فى تمثيل العالم الإسلامى، حيث أن ما قاله يتنافى مع مبادئ الدين والسياسة والأخوة وعليه أن يتوارى خزى.
ففكرت أعود إلى قلمى واكتب عن مكارم الأخلاق وعفة اللسان ، فقلت لقلمى إكتب عن أحلامى فى زمانى ، وكيف تكاسرت أوهامى الزائفة ومللت بالدموع الصامتة ، وضاعت البسمة ولو بيدى لمزقت عمرى من إنعدام الأخلاقى ، سادتى إن الأخلاق هى الضامن الوحيد لا ستمرارية الحياة على سطح هذه الأرض وبسلام ومودة ومحبة ، والأخلاق هى الضامن لا ستمرار النهضة والتعمير والبناء ، وانعدامها يعنى دمار وخيبة وخسران ، ليس على الإنسان فقط بل تنعكس آثارها السلبية على المجتمع كله ،وهي عملية تراكميّة بامتياز، متنوّعة مصادرها، فقد يستمد النّاس أخلاقهم من العادات والتقاليد والأعراف المتّبعة، وقد يقوّم الدّين أخلاق النّاس، من خلال إضافة الأخلاق الحميدة، ومحو الأخلاق السّيئة التي نشؤوا عليها، لهذا فالأديان ضرورية جداً للنواحي الأخلاقيّة، إضافةً إلى وظيفتها الرّئيسية الأخرى، والمتمحورة حول تعريف النّاس بخالقهم وربّهم المعبود، وكذلك فإنّ التّفاوت الأخلاقي بين النّاس موجود، نظراً لاختلاف البيئات التي ترعرعوا فيها، ونظراً أيضاً لاختلاف أهمّيتها عند النّاس، فبعض النّاس يضربون بها عرض الحائط ويعتبرونها معيقاً للطموح والتقدّم والنّجاح، فهم بذلك يدوسون على إنسانيتهم وعلى من حولهم، حتى يستطيعوا الوصول إلى أهدافهم وغاياتهم الدّنيئة الرّخيصة، والتي ستسبّب لهم ولمن حولهم الهلاك والخسران، ومن مكارم الأخلاق العفة والعفة ليست قاصرة على عفة الجسد فقط بينما تشمل أيضا عفة الحواس من نظر وسمع ولمس. وكذلك عفة القلب, وعفة اليد, وعفة اللسان, وعفة الفكر والقلم.
فعفة اللسان تعنى تعنى أنه يبعد عن كل كلمة رديئة. , وإنما أيضًا كل كلمة بلا نفع, أو كل كلمة ليست للبنيان، والإنسان العفيف لا يلفظ كلمة شتيمة أو إهانة أو تهكّم, ذلك لأنه يحترم غيره, ولا يسئ إلى أحد بكلمة جارحة, ولا بكلام استهزاء أو احتقار أو ازدراء, في أي حديث أو في أي عتاب ،ولا يلزم من بيان الحق ، أو المخالفة فى الرأى أن يتعصب الإنسان لرأيه، أو أن يستعدي مخالفيه بكل حال، أو أن يستسلم لعوارضه النفسية وقت الكتابة أو المناقشة؛ فالإنسان كلما زاد عِلمه، وتقدّم سِنُّه اتسعت رحمته وحِلْمه، وذلك بأن ينظر الإنسان في عواقب أمره، وأن يستحضر أن الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلا شانه، وأن عِفَّةَ اللسانِ والقلمِ نعمةٌ يهبها الله لمن يشاء من عباده، والراحمون يرحمهم الرحمن.
ولهذا فكل الذى يستخدم ألفاظا جارحة ومسيئة وقاسية ، وكأنها كالطوب ، ليس هو بإنسان عفيف اللسان ، لأن اللسان العفيف هو لسان مؤدب يزن كل كلمة يلفظ بها ولا يحتاج إلى مجهود لكى يتكلم كلاما عفيفا ، لأن هذا هو طبعه وقد تعوده ، واللسان العفيف قد تعوّد أيضًا عفة التخاطب. كما أنه قد تعوّد على أدب الحوار. فهو لا يقاطع غيره أثناء الحديث معه, ولا يوقفه عن الكلام لكي يتكلم هو. ولا يعلو صوته في الحوار. ولا يحاول أن يقلل من شأن غيره في حواره, لكي يثبت رأيه هو. ولا يهين غيره أثناء المناقشة. فكل هذه الأمور وأمثالها مما لا يسمح به أدبه،واللسان العفيف لابد أن يكون موضوعيًا في حواره, ولا يتعرض إلى الجوانب الشخصية في من يتحاور معه. وإنما يكون منطقيًا في ما يقوله. لا يمكن أن يصف محدثه بالجهل أو عدم الفهم. ولا يكشفه في هذه النواحي. بل يركزّ على موضوع النقاش، وكذلك عفة اللسان ترتبط بعفة اللقلم ،وأعنى القلم الذى يراعى كل ما ذكرناه فيما يكتب فلا يشهّر بأحد, ولا يجرح أحدًا. ولا يعمد إلى الإهانة. ولا يشيع عن إنسان ما ليس فيه. بل يحرص على أعراض الناس, ويرى أن سمعتهم أمانة لا يمكن لقلمه أن يتجاوزها. بل القلم النزيه لا يكتب إلا بموضوعية تتفق وعفته…ولأن ما يجرى الآن فى الساحة الإعلامية والصحافية ، يتطلب وقفة للتأمل ، ومراجعة كل طرف لذاته وأفكاره ومنطلقاته وأهدافه،لأنه في رأيي لا معنى لأن يبدأ الداعية في إطلاق العنان للاتهامات لأشخاص معينين بلا حجة خاصة إذا ذكر أسماءهم أوالصفات التي تدل عليهم بلا أدنى شك. كما أنه لافائدة من أن يثور الصحفيون و المراسلون من هذه الاتهامات إن لم تكن موجهة لأشخاص بأسمائهم أو صفات تدل عليهم، وأخيرا العفة تكمن فى العقل الباطن للإنسان ، والعقل الباطن يعمل عن طريق المخزون فيه من أفكار ومن رغبات وصور ومشاعر, فإن كان المخزون في العقل الباطن غير عفيف, حينئذ يصدر ذلك في أحلام غير عفيفة, وفي ظنون وأفكار من نفس النوع. كما هو معروف أن كل شجر ينتج ثمرا كجنسه.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79652269
تصميم وتطوير