أضواء على حديث الرئيس السيسي مع أسامه كمال على القاهرة والناس
كتبت/سماح الصاوي
تناولت أغلب الصحف والقنوات التلفزيونية الحوار التلفزيوني للرئيس عبد الفتاح السيسي مع الإعلامي أسامة كمال. وتناول اللقاء كافة القضايا من المشروعات العملاقة إلى الفساد، والبيروقراطية، وعلاقة الرئيس الإعلام.
تناول الرئيس السيسي فترة توليه وزارة الدفاع في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقال إن نظام الحكم السابق “دخل في صراع كبير مع مؤسسات الدولة والرأي العام، ووضع الدولة في مشكلة كبيرة”. وأضاف أن نظام حكم الإخوان وضع الدولة في مأزق كبير مع جميع المؤسسات، متابعا “الناس دول ما يعرفوش إن الشعب المصري واعي”.
وأشار إلى أن هناك محاولات كثيرة جدا لتأليب الناس خلال العامين الماضيين، ولكن وعي الشعب المصري منع ذلك، مضيفا “أهل الشر هم كل من يسعوا إلى الإساءة لمصر، ويحاولون عرقلة مصير مصر كدولة وشعب”. وأوضح السيسي، أن المصريين يعرفون جيدا من هم “أهل الشر”، سواء بالداخل أو الخارج، رافضا تحديد اسم هذه القوى أو الكيانات.
وأكد أن المصريين تغيروا كثيرًا خلال السنوات الماضية، فأصبحوا أكثر قدرة على فحص من أمامهم قبل التعاطف معهم، وأكثر قدرة على الفرز والتفرقة بين الخير والشر، قائلا: “المصريون أصبحوا لا يتعاطفون مع أي شخص يتحدث باسم الدين، إلا بعد فرزه جيدًا”.
المشروعات القومية والاستثمار المحلي:
واعتبر الرئيس السيسي أن التكلفة العالية لمشروع قناة السويس الجديدة كان الهدف منه هو رفع الروح المعنوية للشعب مهما كان الثمن، وقال الرئيس “المصريون هم من أنجزوا المشروع ولست أنا.. إنهم المصريون.. هناك كثيرون من الشعب بسطاء يعملون ليل ونهار لإنجاز المهمة المكلفين بها”.
وأضاف الرئيس أن هناك أكثر من 1000 شركة ومليوني مصري يعملون في المشروعات التابعة للدولة، موضحاً أن ذلك منذ عامين وسيستمر العامين المقبلين وقد يزيد، موضحاً أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقوم بدور إشرافي وتنظيمي ورقابي، ولكن لا يمكن أن تقوم القوات المسلحة بكل المشروعات. وأشار السيسي، إلى أن الشركات عبارة عن مواطنين مصريين من شركات مقاولات مصرية، وليس جيش، لأن الجيش يشرف ويدير ويراقب ويتابع ليكون هناك جهة نطمئن لما تقول عليه من مواصفات ومدة يتم إنجازها.
وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمشروعات التنموية التي يتم إنشاؤها الآن في سيناء، مضيفا “ما إديناش سيناء الاهتمام الكافي سابقا، لكن هناك تغيير كبير بيتم الآن، النشاط الإرهابي ينحصر في منطقة محدودة للغاية في سيناء، أمامنا عامين للوصول إلى المأمول في سيناء”، مضيفًا “دلوقتي بنتكلم عن تغيير كبير بيحصل، مثل المدن الجديدة والأراضي الزراعية والمصانع وغيرها”.
لكن بالرغم من كل هذه المشروعات القومية، يبدو أن الرئيس السيسي ليس راضيا عن الأداء فقد قال “علينا أن نبذل جهدا أكبر …نحن ما زلنا متأخرين وعلينا العمل بسرعة“.
ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الانتقادات الموجهة لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي طالبت بتأجيله لأن العائد منها لن يجني إلا بعد سنوات طويلة، قائلا: “قولي إيه اللي قصرت فيه.. أنا عملت إسكان اجتماعي في مشروع غير مسبوق.. وقلت كل من يتقدم ويطلب شقة هنعطيها له طالما تنطبق عليه الشروط..”. وقال الرئيس إنه أنشأ المفاعل النووي لخدمة المصريين ومستقبلهم، مؤكدا أنه لم ينظر أن ينسب إليه المشروع، فلا يهم إذا انتهى في عصره أو في عصر رئيس آخر المهم أنه ينتهي لصالح المواطنين خلال 8 سنوات. وأضاف السيسي: “اللي قبلنا زرعوا عشان إحنا ناكل… وهو ده اللي لازم كلنا نعمله للمستقبل“.
وتابع الرئيس “إننا نعمل على حل مشكلتي التعليم والصحة”، مشيرا إلى أن قضية التعليم “هتاخد مدى زمني بعيد، ومش هنحقق اللي بنتمناه من تقدم في التعليم قبل 13 سنة“. وعن ملف الصحة قال: “إحنا بنحسب المتاح وبنعظم القدرات من خلال ضبط الموارد بتاعتنا”، مضيفا “محتاجين وقت وجهد علشان نعمل نظام صحي يرضينا”.
الإنفاق الحكومي:
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن ملف التسليح المصري، قائلا: “لا بد من امتلاك الدولة القوة للردع، عشان محدش يفكر يؤذيها ولا يؤذي أشقاءنا”، وأن “برنامج التسليح المصري أساس لامتلاك القوة في إقليم يعاني من فراغ قوة”. وأكد أن صفقات التسليح تأتي كي تكون مصر في مصاف الدول القوية، في ظل الفراغ الإقليمي، قائلا: “حدث فراغ في المنطقة بسبب عدم قدرتنا في الفترة الأخيرة، وحتى يحدث توازن يجب أن نكون قادرين”. وشدد الرئيس أن مصر ليس لديها أي أجندة عدائية ضد أي دولة، ولكن امتلاك القدرة يكون سبب لمنع أي مشكلات وردعها، سواء تستهدف مصر أو الأشقاء العرب.
وطالب الرئيس المصريين بعدم الشكوى من ارتفاع الأسعار، وقال إن التكلفة التي يدفعها المواطن مقابل خدمات الدولة أقل بكثير من تكلفة الخدمة الحقيقية المقدمة لهم، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن تكلفة بناء الوطن وتعميره كبيرة جدًا، موضّحًا: “ومنذ سنوات لا نريد دفع هذه التكلفة”.
وعن مشكلة الدولار، قال السيسي: “نقتحم مشكلة الدولار بالفعل، نحن نستورد برقم ضخم، والقضية أكبر من حجمها لأن الدولار تحول لسلعة، وعلينا أن ننتبه كي لا نحوله لسلعة.. وعلينا أن ندرك أن العالم يمر بأزمة اقتصادية وموسم السياحة الذي قدرنا أنه سيكون من أفضل المواسم خلال الـ 5 سنين أفسده أهل الشر”.
الفساد والبيروقراطية:
قال السيسي إن امتلاك نظم المعلومات المتقدمة وتوفر المعلومات لأجهزة الدولة، هو أحد محاور مكافحة الفساد، وأنه يجب إشاعة ثقافة تدخل المسؤولين للعمل على سد ثغرات الفساد، ولابد من إطلاق الأجهزة الرقابية والوثوق فيها حتى ننجح في مكافحة الفساد.
وأكد الرئيس أنه لم يغضب من رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية، قائلًا: “مزعلتش من رد البرلمان لقانون الخدمة المدنية، هذه سلطة طبقا للقانون والدستور، ونحترمها. وأوضح الرئيس أن قانون الخدمة المدنية كان محاولة لتنظيم الجهاز الإداري للدولة، موضحا: “يعمل في الدولة 6 ملايين موظف، وزاد 900 ألف بعد الثورة.. وهو المفروض يشتغل
التعليقات