إنتاب البعض شعورا من اليأس واﻹنتعاض حينما رأو مجلس النواب وقد سيطر عليه غالبية مؤيدة للحكومة وخاصة بعد الصورة السلبية التي بعث بها المجلس في جلساته اﻷولى وأداء رئيس المجلس في طريقة إختيار لجان المجلس وكذا لائحته الداخلية دون مشاورات مع أعضاء البرلمان وأيضا عدم العدالة في إعطاء حق الكلمة لكافة اﻷعضاء دون تمييز وفي تمرير مجموعة من القوانين بدعوى ضيق الوقت وبالرغم ذلك كله لكنني متفائل لوجود مجموعة من النواب الشباب المستقلين فبرغم قلة عددهم إلا إنهم إعترضوا على كل هذه السلبيات وأعلنوا عنها بكل شجاعة وكانوا وراء رفض قانون الخدمة المدنية اﻷمر الذى كان مفاجأة للجميع وخاصة رئيس المجلس الذى تحسن أدائه بفضل هؤلاء النواب .
كل ذلك يبعث برسالة أمل بوجود معارضة قوية ناجحة تضع مصلحة الوطن نصب عينيها ولا تلبي إلا مطالبة الشعب غير عابئة بإرضاء أحد لذا أهيب بذاك النائب المحترم أن يجعل هذان المعيران (مصلحة الوطن ومطالب الشعب ) مرجعيته فقط تحت القبة وأن يقوم بدوره الرقابي والتشريعي وكذا مناقشة الموازنة العامة بكل شجاعة ولا ماذا أفعل وحدي فلكمة الحق قوة فقطرات المطر تشق الصخور وتصنع سهولا وسط الجبال والجدار الشاهق يبنى حجرا حجرا فكن أنت اللبنة اﻷولى .
ولا يلزم النائب ليؤدي هذا الدور أن يكون منعزلا عن باقي النواب بل من اﻷفضل أن يدخل في تحالف مع باقي النواب الشباب داخل البرلمان في ضوء تلك المعايير فهذا سيعطي قوة وتأثيرا أكبر من أن يعمل كل بمفرده بهذا الطريق وحده نستطيع ترسيخ قواعد الديمقراطية عبر أطرها الشرعية من أجل بناء بلدنا ولا يستبطئن أحدا ذلك ما دام الهدف واضحا فلأن نسلك طريقا واضح المعالم ونصل وإن طال خير من أن ننجرف في آخر غير معروف وإن قصر .