Site icon جريدة البيان

السؤال الان كيف احتفظت حماس بالاسري احياء تحت الارض طوال فترة الحرب

 

 

كتب ابراهيم عارف

مع تفكيك اسرائيل قواعدها العسكرية في محور نستاريمو اقتراب التوافق علي صفقة تبادل الاسري الفلسطينيين و الاسرائيليين بالاضافة الي الاعلان عن مسودة الاتفاق النهائي لوقف اطلاق النار واعادة اعمار القطاع و انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة

يبقي السؤال الاهم و هو كيف تمكنت حماس من الاحتفاظ بما يقرب من ٦٠٠ اسير اسرائيلي ومن جنسيات اخري تحت الارض و تحت القصف و علي مدي ٤٦٠ يوما من القصف و الدمار المتواصل و الجوع و انهيار البنية الاساسية و الطبية لقطاع غزة .. كيف حافظت حماس علي ارواح تلك الاعداد الكبيرة من الاسري و في النهاية تفاوض علي التبادل 

مع اختلاف وتغيُّر الأرقام الصادرة عن حركة حماس وإسرائيل بشأن عدد الرهائن الذين تم نقلهم إلى قطاع غزة منذ اشتعال الحرب في السابع من اكتوبر العام قبل الماضي، فإن الأكثر غموضا هو ما يخص أين تم إخفاء الأسرى.

 

وفي الوقت الذي تبذل عدة دول جهودا لإبرام صفقة لتبادُل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خاصة النساء والأطفال، ومنها مصر وقطر  

في أحدث إحصائية، تحدَّث الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدّثين العسكريين في الجيش الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي، الإثنين، بوجود ١٩٩ أسيرا، وتم إبلاغ عائلاتهم بذلك. 

وسبق أن تحدَّثت إسرائيل عن ١٥٥ أسيرا، بينما أعلن المتحدث باسم كتائب “القسَّام”، أبو عبيدة، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الإثنين، أن إجمالي عدد الأسرى في غزة، يتراوح ما بين 200 إلى 250، قُتل 22 منهم في قصف إسرائيلي استهدف القطاع. 

ولم تقدِّم السلطات الإسرائيلية بعد تفاصيل محدّدة بشأن هويات الأسرى القتلى، لكنّ مسؤولين عسكريين قالوا إنَّ بينهم كبار سن وأطفالا، وتم أسر معظمهم من بلدات حدودية إسرائيلية صغيرة. 

 فمن المرجّح أن بين الاسري جنسيات عديدة أخرى، خاصّة أن عددا من الدول، مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، تحدّثت عن فقد مواطنين لها في إسرائيل. 

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، فريقا صغيرا من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في الاستخبارات والتخطيط للمساعدة في تحديد مكان الرهائن وإنقاذهم. 

وعلى الأرجح، لا يتم احتجاز الرهائن جميعا في نفس الأماكن، خاصّة الأنفاق، وفي نفس الوقت، وربما تكون لدى حماس مدن سرية تحت الأرض وفقا لما تظهره صور أنفاق الصواريخ التي نشرتها كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحماس.

يتمركز مقاتلو حماس على عمق يصل إلى ٣٠ أو ٤٠ مترا تحت الأرض، وينتشرون بعيدا عن نطاق الضربات، ويمكن لبطاريات قاذفات الصواريخ المخبّأة على عمق بضعة أمتار أن تخرج من خلال نظام الباب المسحور لتطلق النار وتختفي مرة أخرى.

مِن المرجَّح أن حماس استخدمت متاهة الأنفاق الخاصة بها لإدخالهم إلى غزة والمتصلة بالمداخل السرية إلى المساكن العادية أو المستشفيات حيث يوجد مقر حماس الرئيسي أو مناطق أخرى.

مع وجود أكثر من ٦٠٠ شخص، كثير منهم من المعاقين أو الأطفال وكبار السن الذين لا يمكن نقلهم بسهولة، تواجه حماس معضلة العثور على أماكن أخرى لنقلهم، خاصة أنه مهم لها أن تحتفظ برهائن في مواقع مختلفة حتى لا تفقدهم جميعا، ولتحافظ على موقف تفاوضي قوي، وأيضا لتعقيد أي ضربات جوية أو عمليات برية للجيش الإسرائيلي.

لهذا السبب، مِن المحتمل أن يقوموا بإحضار بعضهم تحت الأرض، وأولئك الذين لا يحتاجون إلى رعاية طبية شديدة، أما القادرون على المشي بمفردهم، ربما يتم نقلهم إلى السطح في مناطق مختلفة.

Exit mobile version