Site icon جريدة البيان

كتب / حازم محمد سيد احمد

يقول الله تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ﴾
إن شر الناس ذو الوجهين…الذي يأتي هذا بوجه، وهذا بوجه، وينقل كلام هذا لذاك على سبيل الإفساد بينهما، وقد يتقوّل على أحدهما ما لم يقل، فيجمع بين النميمة والبهتان،إن شر الناس ذو الوجهين…الذي يأتي هذا بوجه، وهذا بوجه، وينقل كلام هذا لذاك على سبيل الإفساد بينهما، وقد يتقوّل على أحدهما ما لم يقل، فيجمع بين النميمة والبهتان،والوشاية يالها إن شر الناس ذو الوجهين…الذي يأتي هذا بوجه، وهذا بوجه، وينقل كلام هذا لذاك على سبيل الإفساد بينهما، وقد يتقوّل على أحدهما ما لم يقل، فيجمع بين النميمة والبهتان،والوشاية يا لها من خلق ذميم.. وسلوك مشين.. فكم تقطعت من أواصر، وتفرقت من قلوب، وتهدمت من بيوت، بسبب المشائين بالنميمة، الساعين بالإفساد بين الناس، المفرقين بين الأحبة، المتتبعين للعورات،

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.

غير أن بعض الناس ينسى قيمة اللسان ويتناسى أخطاءه ومساوئه فيطلق له العنان بالوشاية، وما ذلك إلا لمرض في القلب حيث (…إنما جُعل اللسان عن الفؤاد دليل)، فنجد الواشي ساعياً بالغيبة والنميمة محاولاً الوقيعة بين الأصدقاء والإخوان، فلا يروق له بال، ولا يطمئن له حال إلا إذا قطع الأوصال، وفرَّق بين الناس فإذا بالصداقة تصبح عداوة وإذا بالتفاهم والود يتحول إلى حقد وبغضاء، والتقارب والتعارف يستحيل إلى تباعد ونكران، وكل ذلك جرَّاء الوشاة الذين في قلوبهم مرض يحرك ألسنتهم بالنميمة غير عابئين بما ينتج عن أقوالهم وأكاذيبهم من نتائج سيئة وأفعال مشينة في العلاقات بين الناس.

وما أكثر الوشاة الذين يحاولون تزيين أقوالهم للوقيعة وكأنهم يحاولون المحافظة على المعنى اللغوي للفعل الذي اشتقت منه الوشاية، لأن وّشِيَ الثوب معناه طرَّزه وحلاه وحسنه، فالواشي يستخدم من أساليبه الدنيئة ما يُحسِّن به بضاعته السيئة ومساعيه المسمومة للدسِّ والخديعة ويجعل من اللسان أداة طَيِّعه لمآربه الدنيئة الخادعة التي توعز الصدور وتباعد بين الناس في مختلف مجالات الحياة.كما حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على حفظ ألسنتنا فقال: (مَنْ كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) كما جعل من يمسك لسانه عن إيذاء المسلمين من أفضل المسلمين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال قلت: يا رسول الله أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده)إن مَنْ يسعون بالوشاية في حاجة لأن يمسكوا ألسنتهم عن الوقيعة وبث الضغينة بين الناس، أمَّا من يسمعون لمن يسعى بالوشاية فليراجعوا ويتفهموا قول الحق تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (سورة الحجرات آية 6) وليتذكروا دائماً تلك الأسوة الحسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحدٍ شيئاً فإني أُحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر) رواه أبـو داود والتـرمذي.

ما أحوجنا نحن المسلمين إلى محاربة هذا السلوك القبيح والأخذ على أيدي المشائين بين الناس بالوشاية والنميمة حتى تسلم مجتمعاتنا من أحد أهم أسباب الفرقة والبغضاء وخراب البيوت ويدميرها وحتى يحيا الجميع في أمن وسلام فلابد من اجتثاث هذه الأمراض من جسد الأمة.

Exit mobile version