عبدالعزيز محسن
أطلقت إسرائيل نيران مدفعيتها وشنت مزيدا من الهجمات الجوية بعد منتصف ليل الخميس 13 مايو 2021 على النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وسط استمرار إطلاق الصواريخ في عمق المركز التجاري الإسرائيلي.
ومع دخول الأعمال القتالية يومها الخامس، دون أي مؤشر على التراجع، قال الجيش الإسرائيلي في بيان بعد منتصف الليل بقليل إن القوات الجوية والبرية تهاجم القطاع الذي تديره حركة حماس. وسرعان ما تبع ذلك إطلاق قذائف صاروخية من غزة.
وعلى الرغم من أن البيان لم يقدم تفاصيل أخرى إلا أن مراسلي الشؤون العسكرية الإسرائيلية الذين يطلعهم الجيش الإسرائيلي بانتظام على التطورات قالوا إنه لم يكن غزوا بريا وأن القوات أطلقت نيران المدفعية من الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وقال سكان في شمال غزة بالقرب من الحدود الإسرائيلية إنهم لم يروا أي علامة على وجود قوات برية داخل القطاع لكنهم تحدثوا عن إطلاق لنيران المدفعية الثقيلة وعشرات الغارات الجوية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن الحملة “ستستغرق وقتا أطول”.
وصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه يجب توجيه ضربة رادعة قوية لحماس قبل أي وقف لإطلاق النار.
وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة علنية لمناقشة تفاقم العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين يوم الأحد بعد التوصل لحل وسط بشأن اعتراضات الولايات المتحدة على اجتماع يوم الجمعة 14 مايو 2021.
ودوت أصوات انفجارات عبر شمال وشرق غزة. وقال شهود عيان إن أسرا كثيرة تعيش في مناطق قريبة من الحدود تركت منازلها وتبحث أسر أخرى عن مأوى في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة.
وامتد العنف أيضا إلى مناطق يقطنها يهود وعرب في إسرائيل، وهي جبهة جديدة في الصراع الدائر منذ فترة طويلة. وتعرضت معابد للهجوم
واندلعت اشتباكات في شوارع بعض البلدات مما دفع الرئيس الإسرائيلي للتحذير من حرب أهلية.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 109 أشخاص لقوا حتفهم في غزة، بينهم 29 طفلا، خلال الأيام الأربعة الماضية. ويوم الخميس وحده، لقي 52 فلسطينيا حتفهم في القطاع فيما يعد أعلى عدد خلال يوم واحد منذ يوم الاثنين.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة لقوا حتفهم في إسرائيل وهم جندي كان يقوم بدورية على حدود غزة وخمسة مدنيين إسرائيليين، بينهم طفلان، وعامل هندي.
وخوفا من خروج العنف عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو للمنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. ولم تسفر جهود الوساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن عن تحقيق أي تقدم.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس إلى وقف تصعيد العنف، قائلا إنه يريد أن يرى انخفاضا كبيرا في الهجمات الصاروخية.
وأطلق مسلحون صواريخ على تل أبيب والبلدات المحيطة بها، قلب إسرائيل التجاري، حيث اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ العديد منها. كما تم استهداف التجمعات السكانية القريبة من حدود غزة ومدينة بئر السبع الصحراوية في الجنوب.
وأصيب خمسة إسرائيليين بصاروخ سقط على مبنى قرب تل أبيب. وقال نتنياهو إن إسرائيل قصفت ما يقرب من ألف هدف للنشطاء في القطاع.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة اعترضت على طلب للنرويج والصين وتونس لعقد جلسة علنية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة لمناقشة العنف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين إنه سيكون من الأفضل عقد الاجتماع الأسبوع القادم لإتاحة مزيد من الوقت أمام الدبلوماسية على أمل تهدئة العنف.
وقال عامل البناء أسعد كرام (20 عاما) وهو يقف على جانب طريق لحقت به أضرار جراء الضربات الجوية “نواجه إسرائيل وكوفيد-19. نحن بين عدوين”.
وفي تل أبيب، أشار المطرب الإسرائيلي يشاي ليفي إلى شظية سقطت على رصيف خارج منزله.
وقال لتلفزيون واي نت “أريد أن أقول للجنود الإسرائيليين وللحكومة، لا تتوقفوا حتى إنهاء المهمة”.
وبدأت إسرائيل هجومها العسكري بعد أن أطلقت حماس صواريخ على القدس وتل أبيب ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين قرب المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وألغت شركات طيران أجنبية رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الاضطرابات.
التعليقات