السلاح الفعال دائما لتدمير الدول العربية
محمد العزبى يكتب :_
….الطائفية والتطرف الديني…وكارثية قرار الحرب؟؟؟
هل كانت مصادفة أن يصف بوش -وهو يتحدث عن حرب لبنان- الإسلام بـ”الفاشية” مثلما تحدث سابقا عن “حرب صليبية” أم أنه كان يعبر بذلك عن إستراتيجية بلاده واليمين الصهيو-مسيحي المتطرف الحاكم في التعامل مع المسلمين؟.
ثم هل كانت مصادفة أن يجتمع ممثلو المسيحيين الإنجيليين المتشددين في الولايات المتحدة -الذين سافر المئات منهم لإسرائيل ضمن خطط دعم الدولة العبرية- في عدة مؤتمرات لدعم تل أبيب وإعلان أن النزاع بين إسرائيل والدول العربية هو “حرب بين الخير (إسرائيل) والشر” ، ويتحدثون عن “حرب الحضارة اليهودية المسيحية ضد “قوى الشر” الإسلامية؟. وهل كانت مصادفة أخرى أنه في الوقت الذي يحذر فيه محللون سياسيون من مؤامرة للدولة العبرية -هدفها العودة لزرع الفتن الطائفية في الدول العربية- تنشر المجلة العسكرية الأمريكية المتخصصة “أرمد فورسز جورنال” خارطة جديدة للشرق الأوسط، وضعها الجنرال المتقاعد رالف بيترز، تقسّم فيها المنطقة إلى دويلات سنية وشيعية ومسيحية، إضافة إلى دولة إسلامية تضم مكة والكعبة مستقلة عن دولة السعودية!!!! هل كانت مصادفة ان يعلم اوباما علانية حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها والحفاظ على القدس عاصمة ابدية للكيان الاسرائيلي؟؟
يبدو أنه لا شيء يُعلن أو يقال بدون هدف، وأن المخاوف التي حذر منها مسئولون ومثقفون عرب بشأن فكرة “صدام الحضارات” أو اتخاذ الغرب من الإسلام عدوا جديدا له بدل الشيوعية، هي أمور تتحقق بالفعل وتجد من يؤمن بها في مؤسسات الحكم الغربية الآن، وأن وصول قادة غربيين متطرفين دينيا مثل بوش وجون بيرلسكوني في إيطاليا (حتى صيف 2006) للسلطة ساعد على انتشار هذه المعتقدات ودعم تحالف الغرب مع إسرائيل…ثم الاتيان باوباما الماسوني حتى النخاع وخداع العالم بانه اول رئيس اسود من اصل مسلم؟؟؟
فالتصريحات والمواقف وحتى الرسوم المسيئة والمعادية للإسلام ونبي الإسلام لم تتوقف يوما، بداية من قول القس بيلي جراهام -أحد كبار مسئولي تيار المسيحية الصهيونية في أمريكا- للجنود الأمريكيين المتجهين للحرب في الخليج عام 1991: “إن العراق له أهمية إنجيلية بالغة..” وإن الحرب “تمهيد للقدوم الثاني للمسيح المنتظر”، وحتى قول القسيس “فرانكلين جراهام” ابن الداعية الإنجيلي السابق: إنه “ينبغي علينا الوقوف بوجه هذا الدين (الإسلام) الذي يقوم على العنف”، وإن “الإسلام دين شرير وحقير”، وليس انتهاء بتصريحات رئيس الوزراء الإيطالي السابق بيرلسكوني حول تفوق الحضارة الغربية على الإسلام…ومؤخرا في عشرات الافلام المسيئة لرسول الاسلام وللديانة الاسلامية والمسلمين جميعا..بل وتقرير يوم عالمي لحرق القرآن الكريم.. والغريب أن هؤلاء لا يواجهون أي صعوبة في تبرير حرب إسرائيل على الدول العربية فهم يعتبرون أن من حق الدولة العبرية قبل كل شيء أن تدافع عن نفسها،
وإنما أيضا أن تكون موجودة ضمن “حدودها التوراتية”، وبالتطابق مع قراءتهم الحرفية للتوراة التي تفوق مساحتها مساحة الدولة العبرية الحالية. بل إن هناك منهم -مثل ديفيد بروغ مدير حركة “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل” التي تضم 18 ألف عضو- من يقول إن “إسرائيل تقوم بالعمل الذي يجب أن نفعله نحن وتكافح من أجل الشعوب الحرة”، وإن ما يجري بين اسرائيل وجاراتها “معركة ضمن حرب أوسع هي حرب الحضارة اليهودية المسيحية ضد قوى الشر”!. ونتيجة ان الولايات المتحدة دائما تسعى لتوظيف العدو حتى يكون مبررا للحرب على هذا العدوالذي قامت بوصفه وتحديد ملامحه..يأتي مكمن الخطورة فيظل سيطرة تيارات الإسلام السياسي في دول الربيع العربي، واحتمالية استمرار الحكم في مصر في قبضتهم، وهو ما يشكل برأيي خطرا محدقا بمصر واستقرارها، فمصر في السياق الزمني لم تلتقط أنفاسها بعد من آثار حروب 1956 و1967 و1973 مع الكيان الصهيوني المتأهب دوما لإشعال الحرب،
والمنطقة العربية من الهشاشة بمكان أنها لا تتحمل حربا بعد أن استنزفتها المؤامرات الصهيونية الأميركية وحروب مثل الحرب العراقية الإيرانية والعراقية الكويتية واللبنانية الإسرائيلية والثورات العربية في الدول الآتية مصر وسوريا وتونس وليبيا وما يمكن أن يأتي. يضاف إلى ذلك عمليات تخليق بؤر إرهابية في سيناء، والتي كشفت الأحداث الأخيرة عن تمكن عناصر من جماعات التكفير والهجرة والجهاد السلفية وخلايا القاعدة المزروعة عن قصد وغيرها جنبا إلى جنب مع حركات المقاومة الفلسطينية من المنطقة التي تعلم وتدير مداخلها ومخارجها وجبالها وكهوفها، لتصبح سيناء شوكة في حلق مصر وجيشها. .. إن المتابع لتصرفات وسلوكيات وأقوال وأفعال هذه التيارات يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قرار الحرب إذا آل لها، فإن مصر عائدة بقوة لدوامة حرب لن تنتهي سواء مع دولة إسرائيل أو غيرها، فالمتهور الأحمق لن يبالي أو يفرق بين إعلان الحرب على إسرائيل أو أي دولة يختلف معها فكريا. ..فإذا كانوا أعلنوا الحرب على الكتاب والمثقفين والفنانين واتهموهم بالإباحية والزنا والخروج من الملة، وإذا كانوا أهدروا دم المخالفين والمعارضين لهم وكفروهم، وهذا مشابه بل مطابق تماما لقرار الحرب. إذا كانوا أعلنوا الحرب على المصريين أنفسهم ودعوا لقتل المعارضين منهم، فماذا ننتظر؟ لن يعلنوا الحرب ضد إسرائيل فقط بل سيعلنونها ضد كل معارض لتوجهاتهم عربيا وإسلاميا. ألم يخرج محمود غزلان مهددا الإمارات بتحريك الإسلاميين ضدها؟ إن الذين دخلوا على الجنود المصريين أثناء إفطارهم في رمضان الماضي وأطلقوا عليهم الرصاص وشوهوهم كانوا يصرخون “الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. خونة خونة”، وهذا الذي خرج ليقول إن المجلس العسكري المصري والجيش المصري صهيوني (الشيخ وجدي غنيم وغيره)، واليوم الشيوخ الذين جندوا في الداخل لاشعال الفتن المتتالية بجهلهم بامور دينهم ودنياهم…كمثل الشيخ ابو اسلام الذي اعلن ان الانجيل الذي قام بتمزيقه امام الاعلام هو انجيل امريكا؟؟؟
والشيخ برهامي المشارك في لجنة تأسيس الدستور الذي اعلن بمنتهى الجهالة في دفاعه عن زواج الاطفال من البنات ان السيدة مريم العذراء تزوجت من يوسف النجار وهي بسن الثانية عشر؟؟ في نفس الوقت الذي ترفع به الرايات السوداء داخل البلد وفي ارض سيناء استعدادا لاشعال الحرب القادمة بينما تسود مصر حاله من الفوضى الداخلية والسفاهة والتطرف؟؟؟ فهل قرار الحرب يترك لشخص يكفِّر مصر والمصريين ويرى أن مجتمعها مجتمع جاهلي؟ ويجهل باساسيات دينه..بينما هو بالاصل من يشوه اساسيات الدين ويشعل الفتن الداخلية؟؟؟ إن خطر ذهاب القرار إلى الرئيس في هذه الفترة تحديدا التي تسيطر فيها تيارات الإسلام السياسي على الرأي العام المصري وتحشده معها عبر منابر المساجد والجوامع والزوايا والقنوات الفضائية التي تبث ليل نهار فتاوي التحريم وإهدار الدم والتكفير…بينما الغرب يحشد للكراهية والحرب على العالم الاسلامي امر كارثي في غياب العقلاء وذوي الخبرة والمحنكين سياسيا، مما يهدد مصر بخوض أكثر من حرب على جبهات متعددة ليست إسرائيل أولها ولا آخرها، فهؤلاء كما وضح وتجلى لا يفقهون لما يطلقون من فتاوى ولا يحسبون لردود فعل ونتائج ما يقولون به، بالاضافة الى ما تمر به مصر من ازمة اقتصادية مدمرة واغراق بالديون وحصار من كافة اطرافها!!!! إن هذا القرار أيضا في سياق دستور تسيطر على صنعه في الجمعية التأسيسية للدستور أغلبية إخوانية سلفية، سوف يعمد إلى تكميم الأفواه وتقطيع الألسنة والرقاب وغلق نوافذ الرأي، سيصبح قرارا كارثيا، فمن يجرؤ على معارضة الرئيس ومجلس شعبه في حال اتخاذهما قرار الحرب سوف يتهم بالاتهامات الجاهزة لدي جيش الشيوخ المتأسلمين،
وأهمها الكفر والخيانة وما شابه. لكن يظل السؤال هل بقي دور للجيش المصري بعد تغيير قياداته؟ هل يقبل أن يتم تحييده وتجاهله في أمر يخصه ويخص قياداته واستعدادات أفراده بالدرجة الأولى؟ هل يقبل أن تورطه فتوى لهذا الشيخ أو ذاك في حرب ربما ليس مستعدا لخوضها؟ أو في حرب مع دولة عبرية اوعربية أو إسلامية تعارض توجهات الرئيس وتياره وجماعته؟ والسؤال الاهم…اليس هذا موافق تماما مع ما خططه الغرب لاشعال الحرب القادمة وتقسيم الدول العربية في عز حالات انهاكها؟؟؟؟