السبت الموافق 14 - ديسمبر - 2024م

هل الزكاة تتيح للغنى فرصة عند الله أفضل من فرصة الفقير ؟

هل الزكاة تتيح للغنى فرصة عند الله أفضل من فرصة الفقير ؟

هل الزكاة تتيح للغنى فرصة عند الله أفضل من فرصة الفقير ؟

 

 

 

 

حازم سيد احمد يكتب 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
لقرب حلول شهر رمضان المبارك، وما به من نفحات فأرد أن أكتب عن الزكاة وأكتب طول شهر رمضان الكريم فى موضيع تخص تخصصى وبكل يسر ولايس عسرا ..
تعد الزكاة فى الإسلام أول ضريبة نظامية فى تاريخ الإقتصاد فى العالم ، فالذى كان يحدث قبل ذلك هو أن الحكام كانوا يفرضون الضرائب حسب آهوائهم ، وبقدر حاجتهم ؛إلى الأموال تحقيقا لأغراضهم الشخصية ، وكان عبء هذه الضرائب يقع على كاهل الفقراء أكثر مما يقع على كاهل الأغنياء ، أو يكاد يقع على كاهل الفقراء وحدهم ، ولما جاء الأسلام بسماحته ووسطيته وفرض الزكاة قام بتنظيم جمعها وحدد لها نسبة معينة ، وجعلها تقع على عاتق الأغنياء والمتوسطين وأعفى منها الفقراء ، وتشريع الزكاة ليس فقط نظاما ماليا ، وإنما هو فى الوقت ذاته عبادة كالصلاة والصيام والحج يؤديها الفرد القادر على دفعها ، وليس خوفا من سلطة تنفيذية ، ولا حكم من أحكام قضائية ، ولكن تقربا إلى رب العباد واستجابه لتعاليم دينة ،وهنا شعر الفقراء فى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بعجزهم عن أداء الزكاة مثل الأغنياء، ورأوا أن هذا من شأنه أن يعطي للغنياء ميزة الحصول على الثواب من الله بأدائهم للزكاة وحرمان الفقراء من هذا الثواب مع أنهم لا ذنب لهم فى فقرهم ، فقام الفقراء بعرض ما يشعرون بها على النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، فماذا قال لهم الحبيب محمد (ص) أوصاهم بالتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين مرة عقب كل صلاة ، وبين لهم الرسول من شأن هذا التسبيح بأن الله يرفع من درجاتهم عنده ويجعل منزلتهم عند ربهم لا تقل عن منزلة الأغنياء الذين يؤدون الزكاة ،ثم قام الرسول وعرفهم بأن معيار المفاضلة الذى اعتمده الله بين الناس بصفة عامة هو معيار التقوى والعمل الصالح ، ويقول رب العزة ( إن أكرمكم ‘ند الله أتقاكم ) والتقوى بمفهومها العام تشمل كل عمل يقوم به الإنسان ،أيا كان هذا العمل دينينا أم دنيويا ، طالما قصد به وجه الله ونفع الناس به ودفع الأذى عنهم ، فالقرب من الله لا يتوقف على أداء الزكاة أو غيرها من الشعائر الإسلامية فحسب ، بل يتوقف أيضا على التوجه العام من جانب الإنسان فى كل ما يقوم به فى حياته من أعمال ، وما يصدر عنه من سلوك ، وما يخرج من فمه من أقوال ، والإسلام يعلق أهمية كبيرة على النية ، فالأعمال بالنيات كما قال النبى محمد عليه الصلاة والسلام ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى …….)وهنا يعنى أن الفقير الذى لا يستطيع إخراج الزكاة وفى وقتها لم يستطيع وكان يتمنى فى وقتها ان لوكان لديه مالا ليزكى به ، فأنه يثاب على هذه النية ما دامت صادقة ، وقد يخرج الغنى الزكاة ويقصد بها أو من ورائها التظاهر والتباهيى أمام الناس والحصول على مكانة بينهم فلا يثاب على ذلك بشيىء فهذا هو إسلامنا الحنيف والوسطية فيه والرحمة .

حازم محمد سيدأحمد يوم الثلاثاء 22/5/2016

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78511071
تصميم وتطوير