Site icon جريدة البيان

«‬البيان» تحاور دكتور “سيد المحجوب” استشاري المخ والأعصاب.. ومعلومات هامة للغااااية

 

يمثل الاستاذ الدكتور السيد رشدي محجوب استشارى جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري حلقة ذهبية في مسيرة تخصصه بما يحققه من نجاحات متوالية في هذا التخصص الدقيق آخذاً في الإعتبار دعم الحالات الانسانية والفقيرة
فالرجل يمثل نموذجاً فريداً في مواجهة التحديات التي تتعرض لها مهنة الطب وبالتالي ينطلق بطموحاته لإعلاء حاضر المهنة ومستقبلها
الدكتور السيد رشدي محجوب يعلوه وقار العلم و تقرأ في عينيه مكانة العلماء ‫..‬ هو ‫..‬ شديد التواضع رغم مكانته المرموقة بين أساتذة جراحة المخ والاعصاب في مصر ‫..‬
فقد كشفت نتائج العمليات التي أجراها وحجمها ونسبة نجاحها عن قدراته التقنية في معالجة مرضاه والسيطرة علي مشرط الجراح عند إزالة أورام الاعصاب أن يبسط مفهوم جراحة المخ والاعصاب وقد كان العالم ينظر إليها علي أنها مغامرة كبري وقابلة للفشل ولكننا اكتشفنا بعد حوارنا مع الرجل انها مغامرة ولكنها مغامرة محسوبة وأصبحت سهلة ومخاطرها تكاد تكون معدومة
ينظر إليه طلابه علي أنه شخصية ملهمة ‫..‬ فهو قامة وقيمة علمية شديدة الثبات والوقار ‫..‬ يبتسم في حدود ضيقة ‫..‬ مهموم بهموم تزايد أعداد المرضي الذين يحتاجون إلي جراحات في المخ والاعصاب والعمود الفقري
كان لنا معه هذا الحوار ‫:‬

هناك فارق كبير رغم أن التخصص واحد إلا أن طبيب الأعصاب الباطنة يبدأ بالعلاج ولكن عندما تستعصي الحالة علي العلاج يصبح تدخل جراح المخ والأعصاب ضروريا‫ً‬ ولكن هذا يقرره واقع الحالة فاذا ما استدعي التدخل الجراحي لكن يكون هناك مكان لطبيب الأعصاب الباطنية وبشكل عام فان طبيب المخ والأعصاب فهو طبيب في الأصل يتخصص في الأمراض الباطنية أولاً ثم بعد ذلك يدرس الأمراض العضوية التي يعتقد أن منشأها المخ مثل الصرع ومرض الرعاش وكلما يحدث من تغيرات عضوية للمخ تؤدي إلى أمراض عضوية وتأتي السكتات الدماغية والجلطات تحت تخصص طبيب المخ والأعصاب ويوجد بالطبع تخصص آخر وهو الطبيب المختص في جراحة المخ والأعصاب وهذا بالطبع واضح من التسمية أنه طبيب مختص في الجراحات العضوية للأمراض التي تصيب المخ مثل الأورام والالتهابات والإصابات مشكلات العمود الفقري وهكذا.

*****

بالتأكيد كل يوم لدينا جديد والعلم يعتمد علي البحث والباحثون هم حراس الكون لانهم يقدمون للعلم كل يوم الجديد فجراحات المخ والاعصاب والعمود الفقري تتطور بتطور العلم ‫..‬ في نهاية القرن العشرين ظهر الجهاز الملاحى للمخ والعمود الفقرى الذى يتميز بدقة عالية وتصور ثلاثى الأبعاد لمجال العملية مما يساعد فى إنجاح العمليات التى كانت شديدة التعقيد من قبل والوصول إلى أماكن لم يكن الوصول إليها متاحا فى الماضى كما أثبتت نجاحاً مبهراً فى جراحات عدة كاستئصال أورام المخ وتعتمد آلية عمله على تحديد موضع الورم بدقة عالية وعمل أصغر فتحة ممكنة بالجمجمة ومشاهدة الأنسجة التى يتعامل معها الجراح وصولاً إلى الورم ثم متابعة استئصاله ومعرفة حجم الجزء المتبقي إلى أن يتم استئصاله كليةً ثم ظهرت أهمية استخدام الرنين المغناطيسي في تحديد مكان الورم بطريقة أكثر وضوحاً وبدقة عالية فى التصوير قبل الجراحة مع إمكانية وجود جهاز رنين داخل غرفة العمليات ليتمكن الجراح من إجراء العملية دون المساس بأى جزء آخر فى المخ بما يضمن للمريض حياة بدون مضاعفات بعد العملية.

*****

العلماء مؤخراً توصلوا إلى أسلوب التوجيه الملاحى الإلكتروني ويتمثل فى جهازين إما شريحة إلكترونية توضع داخل المخ لعلاج حالات كالشلل الرعاش أو شريحة توضع فى الحبل الشوكى حيث تستطيع التقاط مسار الألم والتحكم فيه وإيقافه قبل وصول الإشارة إلى المخ وهو الأمر المجدى مع الحالات المستعصية أو التى لا يمكن علاجها بشكل جذرى كما فى المراحل المتقدمة لمرضى السرطان.

*****

بالفعل من أحدث الثورات فى هذا المجال التوصل لثورة جديدة فى جراحات المخ والأعصاب والتى تعتمد على إجراء العملية والمريض مستيقظ ودون أن يشعر بأى ألم وذلك لضمان عدم حدوث أى مضاعفات بعد العملية كما فى حالات استئصال أورام سرطانية متلاصقة لمراكز الكلام أو الحركة.

*****

ما اريد ان اقوله هو ان مسار العلم لا يتوقف و علي طالب العلم ان يواكب احدث التطورات و احدث الابحاث العالمية في مجال تخصصه بحيث لا يتوقف عن حدود معينة و يتجمد فكره لان العلم يتطور بشكل سريع جدا في كل بقاع الارض و في مجال جراحات المخ و الاعصاب فانني احاضر لطلبة الماجستير و هم في اعمار و خبرة تكفي لان يتفهموا قيمة ما نقدمه لهم و ان كانت الحياة العملية و غرفة العمليات مختلفة تماما عن الدراسة النظرية و بالتالي لابد من دخولهم الي غرفة العمليات ليتمكنوا من اكتساب الخبرات العملية أضف الى ذلك ان جراح المخ والأعصاب لا يتثنى له أن يبدأ ممارسة العمل إلا بعد الحصول على درجة الدكتوراة ما يعنى أن جراح المخ والأعصاب لا يبدأ ممارسة عمله قبل أن يبلغ من العمر 35 عام على الأقل حتى يكون قد أوتى الكفاءة والخبرة مايمكنه من ممارسة العمل بشكل فعلى.

*****

بالفعل جراحة المخ والأعصاب من التخصصات النادرة ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع ويرجع ذلك لعدة أسباب منها صعوبة ذلك التخصص ودقته الشديدة وكونه يحتاج صبر ومثابرة بشكل كبير إضافة لإرتفاع نسبة المخاطر والمضاعفات التى قد تنتج عن إجراء بعض الجراحات فجراح المخ والأعصاب يتعامل مع شعيرات دموية شديدة الدقة إذا ما حدث فيها أى مشكلة أثناء الجراحة فإن المريض قد يصاب بشلل كذلك الخلايا العصبية إذا ماتت فإنها لا تتجدد كباقى خلايا الجسم.

*****

بالفعل تحتل الجلطات الدماغية المركز الثانى فى مسببات الوفيات بعد الأزمات القلبية فى المركز الأول وتأتى الأورام فى المركز الثالث .
مخ الإنسان يتغذى من مجموعة من الشرايين التى تغزى مناطق مختلفة منه فكل شريان يغذى منطقة معينة ومخ الإنسان ليس به مكان لتخزين دم أو أكسجين أو طاقة أو غير ذلك فهو محجم داخل الجمجمة ويعتمد فى إمداده بالدم والأكسجين على الدم الذى يضخه القلب فإذا إنقطع الدم عن المخ لمدة من دقيقة وحتى 5 دقائق فإن جزءاً من المخ قد يموت وتختلف الإصابة من شخص للآخر ويختلف الأثر الناتج عن الإصابة على حسب المكان الذى انقطع عنه الدم فى المخ فإذا كان الجزء الخاص بحركة اليد والقدم فإن المريض قد يصاب بالشلل وإذا كان فى مركز الإبصار فإنه قد يصاب بفقدان البصر وكذلك القدرة على الكلام والسمع وغير ذلك والجزء الذى يموت فى المخ لايمكن علاجه، ولكن هناك جزء محيط بالجزء الميت هو أيضا يصاب بنقص الدم الذى يصل إليه وكل مانستطيع فعله ان نضخ الدم لذلك الجزء حتى ننقذه ونعيده لطبيعته قدر المستطاع فينتج عن ذلك تحسن لحالة المريض وإختفاء بعض الأعراض التى كان يعانى منها.

*****

يمكن إنقاذ مريض الجلطة خلال 6 ساعات على أقصى تقدير وبالطبع كلما أمكن إنقاذه بشكل أسرع كلما كانت الأضرار أخف وطأة بمعنى أننا إذا تمكنا من التدخل فى البداية فإننا قد نتمكن من إنقاذ الجزء المصاب من المخ قبل أن يموت وذلك من خلال مذيبات الجلطات وغيرها، أما بعد 6 ساعات فإن الرهان يكون على إنقاذ الجزء المحيط بالجزء الميت لتخفيف الأثار المترتبة على الجلطة، ومن المعروف أن المخ لايتحمل نقص الدم والأوكسجن لمدة 5 دقائق.

*****

مرضى الضغط المرتفع، مرضى السكر المرتفع، مرضى القلب المصابون برعشة فى الأذين لعدم إنتظامه فى ضخ الدم بصورة طبيعية، مرضى الكولسترول والدهون الثلاثية المرتفعة كل هؤلاء معرضون للإصابة بالجلطات الدماغية أكثر من الشخص العادى بنسبة 1:10، أما فى حالة تلقيهم للعلاج بشكل منتظم فإن إحتمال الإصابة سينخفض وسيصبح طبيعياً كأى شخص سليم.
هناك أشخاص يحدث لهم مايسمى بالجلطات المنذرة بمعنى أن يشعر بتنميل فى يده أو قدمه وينتهى ذلك التنميل فى خلال 24 ساعة أو أنه عندما يستيقظ من نومه لايرى أى شئ كأنه مصاب بالعمى لفترة معينة أو لايستطيع أن يتكلم لفترة ثم تنتهى الأعراض بعد فترة فعليه إذا أن يتوجه بسرعة للطبيب ليبدأ بالفحص وإجراء الآشعات ليكتشف أن هناك بالفعل بوادر حدوث جلطة بسبب إرتفاع الضغط أو السكر أو نسبة الكولسترول فيبدأ الطبيب فى علاج تلك الأمراض والتعامل معها حتى يتفادى حدوث جلطة للمريض.
لابد لهؤلاء المرضى من الحفاظ على صحتهم أكثر من أى شخص آخر وتلقى العلاج بشكل منتظم والحفاظ على المعدلات الطبيعية للسكر والضغط والكولسترول وغيرها وعدم التهاون فى ذلك.
كما أنصحهم بضرورة شرب المياه بشكل كبير لأن وجود المياه بشكل كاف يساعد على سهولة إنسياب تدفق الدم بالشرايين وعدم تجلطه.

*****

كل إنسان لديه 7 فقرات عنقية و12 صدرية و5 قطنية، مابين كل فقرتين هناك غضروف يساعد على الحركة بينها ويمنع الإحتكاك، فإذا رجع هذا الغضروف للخلف لأى سبب فإنه يضغط مباشرة على أعصاب اليدين والقدمين فيؤدى لألم شديد فقد يؤى للإصابة بما يسمى عرق النسا مما يؤدى لألم حاد فى القدم أو قد يكون الغضروف فى الرقبة فيؤدى لألم حاد فى الأيدى كما ان نسبة الإصابة بالغضروف فى مصر تتراوح من 5-7 ملايين مريض سنوياً وهو بالطبع عدد ضخم وهناك درجات للإصابة بالغضروف مقسمة إلى 1-2-3-4 ففى الحالتين 1،2 فإن المريض يستجيب للعلاج أما فى الحالتين 3،4 عادة لايستجيب المريض للعلاج ويلزم التدخل الجراحى واذا كان الغضروف درجته بسيطة فإن الليزر قد يكون الإختيار الأفضل أما إذا كان درجته كبيرة فإن التدخل الجراحى هو الحل الأمثل وقد تكون الراحة فى السرير لفترة هى العلاج.
لذا أنصح المرضى بسرعة إستشارة الطبيب المتخصص فكلما كان تدخل الطبيب فى وقت مبكر كانت النتائج أفضل بكثير، كما أنصح بعدم الإنسياق وراء الخرافات والأساليب الخداعة فى العلاج وعدم اللجوء إلا للأطباء المختصين حفاظا على سلامة المريض.

*****

ليس هناك ما يسمي باخطاء الاطباء فلكل حالة ظروفها الخاصة و الطبيب انسان يحاول جاهداً انقاذ مريضه و لكن هناك بعض الحالات لا تستجيب للعلاج او التدخل الجراحي او تكون قد تاخرت قبل ان تصل الي غرفة العمليات و بالتالي فان الطبيب يحاول قدر استطاعته انقاذ المريض.

*****

الحمد لله و ان كنت لازلت بحاجة الي تعزيز قدراتي و لايزال المشوار طويل في مجال العلم.

***************

***************

Exit mobile version