الثلاثاء الموافق 25 - مارس - 2025م

١٦٦ سفينة عدلت مسار رحلاتها إلي قناة السويس بدلاً من رأس الرجاء الصالح ثماراً لتواصل الهيئة الدائم مع العملاء

١٦٦ سفينة عدلت مسار رحلاتها إلي قناة السويس بدلاً من رأس الرجاء الصالح ثماراً لتواصل الهيئة الدائم مع العملاء

جاسمين مختار 

 

 

في ضوء تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر، أعلن جورج صفوت المتحدث الرسمي لهيئة قناة السويس بأن الهيئة تؤكد إلتزامها بإستمرار مساعيها الرامية نحو تحقيق التواصل المستمر والفعال مع كافة عملائها والبناء على العلاقة الإستراتيجية التي تجمعها بالخطوط الملاحية الكبرى وغرف الملاحة العالمية والمنظمات الفاعلة في المجتمع الملاحي الدولي..

 

 

وتتجلى تلك الجهود بشكل واضح في عقد لقاءات مباشرة ودورية مع العديد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع الملاحي الدولي أبرزها الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، ورئيس غرفة الملاحة الدولية، والرؤساء التنفيذيون لكبرى الخطوط الملاحية وممثلو التوكيلات الملاحية وذلك للتشاور بشأن التحديات الجيوسياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة ومناقشة تداعياتها على إستدامة سلاسل الإمداد العالمية..

 

 

هذا وقد أثمرت تلك الجهود على مدار الفترة الماضية في تحقيق العديد من النجاحات وتعزيز سبل التعاون المشترك مع الشركاء والعملاء في أكثر من منحنى منها زيادة محفظة الإستثمارات للعديد من الخطوط الملاحية في مصر أبرزها مجموعة ميرسك العالمية التي عكفت على زيادة حجم إستثماراتها في ميناء شرق بورسعيد، وضخ إستثمارات جديدة لمشروع تخريد السفن بميناء دمياط بما يعكس الدور المحوري لقناة السويس في دعم أنشطة المجموعة في مصر..

 

 

كما حرصت مجموعة ميرسك العالمية على التنسيق المشترك للتأكيد على إهتمامها بوضع قناة السويس لتكون أحد المسارات الرئيسية التشغيلية لتحالف Gemini ( شبكة المستقبل) الذي يجمع مجموعة ميرسك ومجموعة HAPAG LIOYD الألمانية والذي بدأ عمله في فبراير الماضي، علاوة على إستمرار المباحثات حول سياسات إبحار المجموعة والخطط المستقبلية لزيادة معدلات عبور السفن التابعة لها عبر قناة السويس بمجرد إستقرار الأوضاع بشكل كامل في منطقة البحر الأحمر..

 

 

ولاتقتصر أوجه التعاون مع الخطوط الملاحية الكبرى عند هذا الحد، بل إمتدت لتشمل مجالات عدة منها التعاون في مجال التدريب حيث شهد العام الماضي توقيع عقد للتعاون المشترك مع شركة MAERSK TRAINING لتنظيم برامج تدريبية متقدمة للعاملين بالهيئة في القيادة و إدارة الأزمات، فيما تقدم هيئة قناة السويس من خلال أكاديمية التدريب البحري والمحاكاة التابعة لها برامج تدريبية متقدمة لربابنة السفن من الخطوط الملاحية المختلفة حول العبور الآمن لقناة السويس..

 

ومن جهة أخري فقد يتبلور إهتمام الخطوط الملاحية الكبرى بالحفاظ على العلاقة الإستراتيجية مع قناة السويس من خلال تصريحات مسؤوليها منها تصريحات “سورين توفت” الرئيس التنفيذي للخط الملاحي ” MSC” حول عدم تفضيله الإبحار حول طريق رأس الرجاء الصالح نظرا لإفتقاره للخدمات البحرية الأساسية وإستعداده لإستئناف العبور من قناة السويس فور عودة الإستقرار الكامل إلى المنطقة..

 

 

وهو ما يتوافق مع تصريحات العديد من الشخصيات الفاعلة في المجتمع الملاحي الدولي والتي تؤكد علي الدور الحيوي للقناة وأهميتها لإستدامة سلاسل الإمداد العالمية منها ما ورد عن “أرسينيو دومينجيز” الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية” IMO” بأن قناة السويس ممر ملاحي لا غنى عنه، معرباً عن الدعم الذي توليه المنظمة لتعزيز الإبحار في قناة السويس لما يحققه من خفض لمستوى الإنبعاثات الكربونية الضارة وضمان بيئة عمل مستدامة للبحارة..

 

 

وفي سياق متصل فقد جاءت تصريحات “جيرارد ميستراليت” المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي كاشفة بأن الممر الاقتصادي الهندي للشرق الأوسط أوروبا”IMEC” لن يكون منافسا لقناة السويس نظراً لوجود إختلاف واضح من حيث الطاقة الإستيعابية لحجم التجارة التي يمكن إستيعابها في الممر الجديد الجاري إنشاؤه حيث يعتمد على النقل البحري في بعض مراحله بالإضافة إلى النقل بواسطة السكك الحديدية..

 

 

وعززت تقارير المؤسسات الملاحية الدولية من أهمية قناة السويس لحركة واردات النفط لأوروبا وفقا لما جاء بمؤسسة التحليل “كبلر” والتي كشفت بياناتها عن وصول نصف شحنات الوقود الخاصة بالإتحاد الأوروبي خلال شهر مارس عبر قناة السويس وذلك في فترة الهدوء النسبي وبدء عودة الإستقرار خلال فترة الهدنة، وهو ما يؤكد إهتمام شركات الشحن الكبرى بأستئناف العبور من قناة السويس فور عودة الإستقرار للمنطقة..

 

 

ومن الجدير بالذكر فإن إحصائيات الملاحة بالقناة رصدت قيام ١٦٦ سفينة بتعديل مسار رحلاتها للعبور بقناة السويس بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية شهر فبراير الماضي في إشارة واضحة على تأثير الأوضاع في منطقة البحر الأحمر على معدلات عبور السفن عبر القناة..

 

 

وكانت إحصائيات الملاحة بالقناة قبل تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة قد سجلت خلال العام الميلادي 2023 أرقاما قياسية جديدة وغير مسبوقة على مدار تاريخ القناة، محققة أعلى معدل عبور سنوي للسفن العابرة بعبور 26434 سفينة، وأعلى حمولة صافية سنوية قدرها 1.6مليار طن، مسجلة أعلى إيراد سنوي بلغ 10.3مليار دولار، متخطية بذلك كافة الأرقام التي تم تسجيلها من قبل..

 

 

ورغم تصاعد وتيرة الأحداث وزيادة حجم التحديات، إلا أن قناة السويس لم تتوقف عن تقديم خدماتها الملاحية والبحرية منذ اندلاع الأزمة بل عكفت على مواصلة جهودها الداعمة لتحقيق التطوير الشامل والمتكامل من خلال إستمرار مشروعات تطوير المجرى الملاحي، وذلك بالتوازي مع جهودها للارتقاء بمستوي الخدمات الملاحية وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل..

 

 

َوبالتزامن مع الذكرى الرابعة لنجاح تعويم سفينة الحاويات “EVER GIVEN” والتي تمت بفضل جاهزية الإمكانيات الفنية والبشرية للهيئة ودعم أسطولها البحري بقاطرات جديدة، تحتفي الهيئة بإنتهاء مشروع تطوير القطاع الجنوبي وتشغيله بما سمح بزيادة عامل الأمان الملاحي للقناة وتقليل تأثيرات التيارات المائية والهوائية على السفن العابرة، فضلاً عن زيادة قدرة القناة على إستقبال عمليات العبور الخاصة مثل عبور الحوض العائم ” DOURADO” بعرض ٩٠ مترا والذي لم يكن ليعبر القناة لولا انتهاء مشروع توسعة القناة ضمن مشروع تطوير القطاع الجنوبي حيث كان أقصى عرض مسموح به لعبور القناة قبل تنفيذ مشروع التوسعة هو ٧٠ متراً طبقا للائحة الملاحة..

 

 

ومع توالي الأحداث تتكشف قدرة قناة السويس على التعامل المرن والإيجابي مع مقتضيات الأزمة وتلبية متطلبات العملاء بالارتقاء بمستوي الخدمات الملاحية وإضافة حزمة من الخدمات الملاحية الجديدة التي لم تكن تقدم من قبل منها قيام ترسانة بورسعيد البحرية بتقديم خدمات الصيانة والإصلاح لسفينتين تابعتين للخط الملاحي MSC ، علاوة على نجاح شركة ترسانة السويس البحرية التابعة للهيئة في تقديم خدمات الصيانة والإصلاح العاجلة لسفينة الصب اليونانية “ZOGRAFIA” بعد تعرضها لهجوم في البحر الأحمر، فضلاً عن توفير خدمات الإنقاذ البحري لتفريغ حمولة ناقلة البترول اليونانية SOUNION التي تعرضت لهجوم في البحر الأحمر، ثم إتخاذ الإجراءات والتجهيزات اللازمة لقطرها بأمان عبر قناة السويس..

 

 

وتأتي تلك التحديات لتثبت دوما ريادة القناة وأنها ستظل دائما وأبداً شريانا للخير والرخاء ورمزاً للتحدي والصمود لا ينافسها منافس ولا ينتزع مكانتها طريق بديل ، راسخة تعلو فوق المتغيرات والظروف ، كعادتها توثق للتاريخ عبقرية المكان والزمان وقدرة المصريين..

 

 

هذا وتهيب هيئة قناة السويس بوسائل الإعلام تحري الدقة والإلتزام بالموضوعية وعدم نشر أية بيانات أو تحليلات مغلوطة من شأنها إثارة البلبلة والتشكيك في قدرات وإمكانيات المرفق الملاحي الأهم عالميا والإضرار بسمعته ومكانته العالمية، مؤكدة على أهمية استقاء المعلومات الصحيحة من خلال المصادر الرسمية للهيئة…..

 

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80620745
تصميم وتطوير