تقرير إخباري / أبو المجد الجمال
بين عشية وضحاها تحول الديكتاتور الكوري الرئيس المعزول يون سوك يول بحكم قضائي وتصديق برلماني إلي سجين الأحكام العرفية ليصبح السجان سجينا ولتعانق ديكتاتورية يول والأسد السقوط المدوي والفاصل بينهما أيام وسط انقسام كبير داخل الشارع الكوري الجنوبي بشأن قضية اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول التي تثير قلقا إقليميا ودوليا بشأن تداعياتها السياسية والاقتصادية لتواجه كوريا الجنوبية أزمة سياسية مستمرة وسط غياب آفاق للخروج منها !
أخيرا وبعد مظاهرات شعبية عنيفة تطالب باعتقاله يقابلها مظاهرات مضادة لأنصاره لمناهضة اعتقاله وبعد صدامات عنيفة بين ضباط مكتب التحقيق في فساد كبار المسئولين والحرس الجمهوري ما أدي لتأجيل عملية اعتقاله انتصرت إرادة الشعب الكوري الجنوبي وتمكنت السلطات في كوريا الجنوبية من اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول
كوريا الجنوبية تشتعل بالمظاهرات ضد الرئيس المعزول حيث اندلعت مظاهرات عنيفة لمعارضي الرئيس المعزول يون سوك يول تطالب بتنفيذ مذكرة اعتقاله
بعدما رفض الحرس الرئاسي تسليم الرئيس للشرطة وحال دون دخولها مقر إقامته علقت الشرطة الكورية الجنوبية عملية إلقاء القبض على الرئيس المعزول يون سوك يول للتحقيق معه في قضية فرضه للأحكام العرفية
كرامات الجنرال الكوري حتي بعد عزله برلمانيا وقضائيا كانت تخيم بظلالها السوداء علي كوريا الجنوبية آخرها إشعال معركة عنيفة بين حرسه الجمهوري التابع للجيش وضباط مكتب التحقيق في فساد كبار المسئولين جراء امتناع الحرس الجمهوري عن تنفيذ أمر الاعتقال الصادر بحقه بناء علي رغبته علي خلفيه إصداره قرارا بفرض الأحكام العرفية علي البلاد ما أشعل موجة عنيفة من المظاهرات الشعبية ضده خلال ديسمبر الماضي وفشل في اخماد نيرانها رغم استقوائه بالجيش لأن إرادة الشعب فوق أي طاغية
كان فريق العمليات الخاصة في الشرطة الكورية الجنوبية قد اقتحم مقر حزب سلطة الشعب الحاكم إثر تهديد بوجود قنبلة
الموقف اشتعل عندما حاول ضباط مكتب التحقيق في فساد كبار المسئولين اعتقال الرئيس الديكتاتور من مقر منزله وعند وصولهم منعهم الحرس الجمهوري وظل الموقف مشتعلا حتي تمكنت سلطات التحقيق من اعتقاله بحسب ما أفادته وكالة يونهاب الرسمية الكورية
أسكب الديكتاتور الكوري المعزول البنزين علي النار حينما أصر علي القتال حتي النهاية وهو ما جسده مشهدا عنصريا وفاشيا لا يقل عما يرتكبه مجرم الحرب نتنياهو في غزة حينما تعالي دوي صيحات أنصاره في مظاهرات مزلزلة خيل إليهم أنهم يستطيعون قهر عصا الأمن الغليظة التي تريد قمعهم لينقلب السحر علي الساحر وتنقلب عصا الأمن الغليظة علي سيدها وولي نعمتها الأولي لتكون هي نفسها عصا الأمن الغليظة التي تقهر أنصاره لمنع عزله واعتقاله في مشهد دراماتيكي قلما تجده في الأفلام السينمائية القديمة أو الجديدة وكان أنصار يول قد اخترقوا حاجزا للأمن بغية الاحتجاج خارج مدخل قصر الرئاسة فقامت قوات الأمن المتواجدة بطردهم بالقوة وسحلهم وسط هتافاتهم المدوية والمناصرة للرئيس المعزول ويبدو أن لوبي المصالح الخاصة كان يحاول استخدام المحاولة الأخيرة لمنع عزل الديكتاتور الكوري سجين الأحكام العرفية لكنها باءت بالفشل لتنفجر ألغام الأسئلة الممنوعة والملغومة هنا بقوة تسونامي المدمر بل وأشد هل وقتها بعد اعتقال يول سيتم اعتقال كل لوبي المصالح المرتبط به داخل البلاد ؟ ثم يبقي سؤالا آخرا أكثر دوي في تداعياته وقتها ماذا لو فشل الضباط المحققون في اعتقال يول في ظل تصدي الحرس الجمهوري لعمليات اعتقاله حتي علقت عملية اعتقاله ولا أحد يعلم هل هي بشكل مؤقت أم بشكل دائم ؟ وتمتد الأسئلة الشائكة لمحطة تزايد وتيرة المخاوف من اندلاع حرب أهلية بين أنصاره وغالبية الشعب الذي يريد اعتقاله ؟ وهل يمكن أن تخلق فرصة سانحة لروسيا للتدخل للقضاء علي حكم يول ونظامه للأبد ؟ وهل لو تدخلت روسيا يمكن أن تواجه واشنطن هذا التدخل ؟ وهل يقودنا ذلك إلي حرب عالمية ثالثة تكون وقودها أحداث كوريا الجنوبية وسط تربص رئيس كوريا الشمالية الذي يهدد في كل لحظة بالنووي ؟ وهل كل هذه الأحداث ستدفع إلي تغيير نظام القطب العالمي الواحد رغم فشل التحالف الروسي والصيني في ذلك حتي الآن بعد استنزاف روسيا في حرب طويلة مع أوكرانيا تدخل عامها الرابع كانت أمريكا كلمة السر في إشعالها لاستنزاف موسكو عسكريا واقتصاديا؟ العالم كله علي شفير تغييرات عسكرية واقتصادية كبري لا يحمد عقباها ربما تحرق الأخضر واليابس
للعلم قدم كبار معاوني يول عرضا بتقديم استقالتهم الجماعية علي خلفية تعين القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج موك قاضيين جديدين في المحكمة الدستوري العليا المقررة البت في مسألة عزل يول الذي أصدر مكتبه بيانا أعرب فيه عن آسفه الشديد حيال هذا الإجراء الذي فسره خبراء بأنه محاولة سريعة لعزل يول بإجماع أعضاء المحكمة ال ٩ الذي يتطلب موافقة ٦ منهم وجاء تعين قاضيين لشغل منصبين شاغرين بحسب وسائل إعلام رسمية كورية
من جانبهم فجر مسئولين في الرئاسة كواليس معاونة كبار المعاونين لتشوي منذ توليه منصب القائم بأعمال الرئيس لكنهم لا يشاركوا في القرارات ولا الأعمال الحكومية اليومية ويقتصر دورهم فقط علي حضور الاجتماعات أحيانا وتقديم التقارير وكانوا يول قد رفض استقالاتهم الجماعية في أعقاب فرضه الأحكام العرفية في البلاد بالقوة
بالمناسبة وفي بيان ناري وعاصف وصف حزب سلطة الشعب الحاكم قرار تشوي في هذا الخصوص ب تعسفي ويفتقر للمشاورات الكافية
مما يذكر أن البرلمان الكوري الجنوبي صدق في جلسة تاريخية وبالإجماع علي عزل الرئيس يول في استجابة سريعة لمطالب الشعب الكوري الذي خرج عن بكرة أبيه في مظاهرات مليونيه وتاريخية للمطالبة بعزل الرئيس علي وقع فرضه الأحكام العرفية في البلاد بالقوة
كانت وتيرة المخاوف تزايدت بصورة كبيرة من اندلاع صدام عنيف وقوي بين الحرس الجمهوري الرافض لاعتقال الرئيس المعزول والتحقيق معه بشأن إعلانه الأحكام العرفية وفرضها بالقوة علي البلاد وضباط تنفيذ أمر الاعتقال ممثلين في ضباط التحقيق في فساد كبار المسئولين بحسب ما نشرته وسائل إعلام رسمية كورية ويبدو أن المخاوف كانت تعبيرا عن نمط حكم الديكتاتور يول الذي حكم البلاد لسنوات بالحديد والنار
المدهش والمثير أن عدوي سقوط نظام بشار الأسد بعد ١٣ سنة من حكم الاستبداد والقمع والطغيان والإبادة الجماعية حيث تسبب في مقتل أكثر من مليوني سوري وتهجير أكثر من ٤٠ مليون أخرين وكأنه استنساخ من مجرم الحرب نتنياهو بنسخة عربي نقول أن عدوي سقوط نظام الأسد انتقلت لكوريا الجنوبية بعد أيام قليلة من سقوط الأسد أشبه ما تكون بإنفلونزا الطيور التي لا يفلت منها أحدا . . ليطرح السؤال الناري والعاصف نفسه هنا بقوة الأعاصير والزلازل والبراكين . . يا تري بعد سقوط بشار ويول الدور علي مين ؟!
بقي أن تعرف أن محكمة منطقة سول الغربية كانت أصدرت في آخر ديسمبر الماضي قرارا تاريخيا باعتقال يول للتحقيق معه بشأن إعلانه الأحكام العرفية في ١٣ من الشهر ذاته لينقلب عليه الشعب والبرلمان الكوري !
التعليقات