كتب / حسين الصاوى
كتب الكاتب الكبير يوسف زيدان على صدر صفحتة بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلا …عتب علىّ البعضُ لأنني وصفت الولد التافه بالولد التافه ، و استغربوا موقفي منه مع أنه يدعو لما يجب أن احتفى به . . و لهؤلاء اقول :
في كلام الولد التافه جانبان ، افكارٌ و سفالات . . و الأفكارُ يمكن حصرها في ثلاثة نقاط محددة أو أربعة فقط ، هي على وجه الحصر : لا يوجد في الإسلام حكم للردة و إن وُجد فقد وجب رفضه ، لا يجب تقديس التراث القديم ، لابد لنا من أعمال العقل في الموروث الفقهي ، علينا النظر بجرأة فيما تركه السابقون .
و لن أزايدُ هنا أو أتزيّد ، إذا قلتُ صراحةً أن هذه الأفكار هي بعينها ما أطرحه منذ سنوات بعيدة في كتبي و مقالاتي و محاضراتي و نقاشاتي المستمرة . فالولد لم يفعل أكثر من أنه التقط من هوامش كتبي و شوارد كلامي هذه الأفكار ، لكنه غفل عن الرؤية الكلية للأمور ، و مزج ما كنت أنادي به و لازلت أنادي ، بسفالات و شتائم و ادعاءات بطولة ( زائفة ) بعدما سطّح الأفكار و شتّتها لتلائم عقلية العوام من الناس ، و التافهين منهم ، مُوهماً إياهم بأنه المفكر الخارق الذي أتى بكل شاردة و واردة ، من دون أدنى إشارة لمصادره !
و لو نظر أحدٌ لما كتبته في “متاهات الوهم” و “دوامات التدين” و “فقه الثورة” و من قبلهم زمناً كتاب ” اللاهوت العربي” الذي لازلت أُحاكم على ما أوردته فيه من أفكار . . و لو نظر أحدٌ في أطروحات الدكاترة نصر حامد أبو زيد و حسن حنفي و طه حسين ، بل ومحمد سليم العواّ ، لوجد على الفور ان هذه الأفكار التي اجتزأها الولدُ التافه و بهرج بها على البسطاء من الناس . هي مجرد هوامش في تلك الكتابات التي طرحت رؤى مؤسّسة على دراسات متعمقة و بحث طويل و تخصص دقيق ، و لم يتسافل أصحابها مثلما فعل الولد التافه . . السارق . . الساذج ، الذي راح يقول على الملأ إن الفقهاء الأربعة الكبار سفلة ، و أن الإمام الجليل أحمد بن حنبل هو ” حمادة ” و أن الإمام البخاري مجرم . . إلى آخر هذه السفالات التي لا يجرؤ عليها إلا تافه أو منحرف أو سفيه .
أما ضبط الأفكار التي سطا عليها الولدُ التافه ، و ضرورة وضعها في سياقها الصحيح . . فهذا موضوع التبيان التالي ، قبل الأخير .
التعليقات