بقلم /حازم سيد احمد محمد
يقول الله تعالى frown رمز تعبيري ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون ) )و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ ” قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ مَا الْمُتَشَدِّقُونَ ؟ قَالَ : ” الْمُتَكَبِّرُونَ ” .
هذه الآية لو أردنا أن نفهمها فهماً موسَّعاً لعرفنا أن كرامة الإنسان شيءٌ خطيرٌ جداً ومهمٌ جداً. هذه المرأة التي قُذِفت بالزنا، أو اتُهِمَتْ في عرضها؛ وهي بريئةٌ، عفيفةٌ، حصان، هل أصابها أذىً مادياً؟ الجواب: لا، ولكن كلمة قيلت في حقها فجرحت عفَّتها، وجرحت شرفها، لذلك تجدون العقاب أليماً جداً، إذاً مجتمع المؤمنين مجتمعٌ متماسك، والإنسان يعيش بكرامته ، والذين يشتمون العفائف من حرائر المسلمين ، فيرمونهن بالزنا ، ثم لم يأتوا على ما رموهن به من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون ، عليهن أنهن رأوهن يفعلن ذلك ، فاجلدوا الذين رموهن بذلك ثمانين جلدة ، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ، وأولئك هم الذين خالفوا أمر الله وخرجوا من طاعته ففسقوا عنها . ما من حدث يحتاج إلى أربعة شهداء إلا الزنا، و ما سوى الزنا يكفي شاهدين، في أكثر القضايا الحقوقية يكفي شاهدان لإثبات قضيَّة، أما في موضوع الزنا، لأنه يمس كرامة الإنسان، ويمس في المرأة أثمن ما تملك، فالمرأة الشريفة الطاهرة أثمن شيءٍ تملكه سُمعتها، وشرفها، وعفَّتها، فإذا اتهمتها بعكس ذلك فهناك شرط قوي جداً، لابدَّ من أن تأتي بأربعة شهداء يشهدون الحادثة ،وأن
المحصنات هنَّ العفيفات، ويقابل هذه الصفة الزانيات.، على أن الشهداء الأربع هؤلاء لا تُطلب شهادتهم مجتمعين إلا في جريمة الزنا. ولكنى أنوسِّع فى المعنى قليلاً، ما هو عِرْضُ الإنسان؟ عرضه موطن الذم والمدح فيه أي سمعته، لو أردتم أن تفهموا هذه الآية فهماً دقيقاً جداً، أي اتهامٍ لشخصٍ كائناً من كان، يتهمه في أثمن شيءٍ يعتزُّ به هذا يوجب الحد، نحن نفهم هكذا على البديهة أن الموضوع متعلِّق بالنساء، لو اتهمت رجلاً بالزنا لوجب أن يُجلد المتهم ثمانين جلدة صوناً لكرامة الإنسان. الإنسان يعيش بالخبز والماء، يعيش بالطعام والشراب، ماذا قال السيد المسيح؟ قال: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان
والإنسان يحيا بكرامته، يحيا بعزَّته ، لذلك أي سلوكٍ من شأنه أن يجرح كرامة الإنسان هذا سلوك غير شرعي، أي ضبطٍ للأمر على حساب كرامة الإنسان هذا ضبطٌ غير شرعي..
وقيل لأمير المؤمنين : يا أمير المؤمنين إن أناساً اغتصبوا مالاً ليس لهم، لست أقدر على استخراجه منهم إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلت، قال: يا سبحان الله أتستأذنني في تعذيب بشر؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله؟ وهل رضائي عنك ينجيك من سخط الله؟ أقم عليهم البينة، فإن قامت فخذهم بالبينة، فإن لم تقم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقروا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يقروا فادعهم إلى حلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايم الله لأن يلقوا الله بخيانتهم أهون من أن ألقى الله بدمائهم . ولابد أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، باشا هاشا، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.هذه صفات أخلاق الإنسان مجمله فأين نحن منها ، ولا يخفى عليكم أن الشائعات لها خطر عظيم على الفرد والمجتمع،فالشائعة كما تعلمون آفة من الآفات التي تعمل على تقويض المجتمع ونشر الفوضى والاضطراب بين أفراده،وهذا الصنف من الناس يقوموا بتلقف الروايات وافتعال الأحاديث في هذا الزمن بشكل لافت للنظر والانتباه، ومَن كانت هذه حالَتهُ فهو أبعد الناس عن التقوى،وقد ساعد على انتشار الشائعات في وقتنا الحاضر تَنَوُّع الوسائل وتَعَدُّدها عن طريق البثِّ المباشر بوسائله المختلفة، بحيث تصل الشائعة إلى مَن وُجِّهت إليه في زمن قياسيٍّ، والشائعة ليست دائمًا خبرًا كاذبًا أو قِصَّةً مُلَفَّقة، وإنما قد تكون وَاقِعيَّةً تستحق الكتمان، وغير قابلة للنشر، لِمَا في نشرها من الخطر والضرر على الفرد والمجتمع؛ لأنها تستهدف كثيرًا من الحالات والجوانب، فهي تؤثر على الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، وأن من يتولى كِبْر الشائعات وترويج الأكاذيب وقلب الحقائق لا يعرف قدر مسئولية الكلمة، فالحرية أيها الإخوة لا تعني الخوض في الباطل، فالإنسان مسئول أمام الله عز وجل عما يقول وعما يفعل، قال تعالى: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
فيا أهل الإفكى كفاكم تنطع وعلموا أنكم محاسبون .
التعليقات
موضوع كثير مهم وصار موجود في مجتمعاتنا الاسلامية ان الفاق التهم من غير ادلة يسيئ الى الانسان ويعاقب عليه قانونا وشرعا وانه لظلم كبير. ولو انسان من وطنك ودينك غلط ما لازم تشهر به والمفروض التستر عليه. والاخذ بيده وتنويره ولوتوصل للعقاب معه. كما يفعل الاب مع ابناءه يعاقبهم ولا يشهر باخطاىهم لان التشهير يولد العدوانية وعدم الثقة .لوان المسلم احب لاخيه ما يحبه لنفسه ماوصلنا لهذا التفكك والعدوانية. موضوع هائل وفي اغلب الا همية زيد في كتباتك استاذ حاتم لعل العقول العربيةالمسلمة تستيقظ وتنقد نفسها من الغرق