ياسر الشاعر يكتب :السيسى و حرب إعادة هيكلة الطبقات الطبقة الوسطى
الطبقة المتوسطة هي رمانة الميزان لاستقرار المجتمعات الناجحة, فهي الطبقة التي تمد المجتمع بالموهوبين الذين يصنعون للمجتمع تميزه و تفوقه بكفاءتهم هذه الطبقة من أخرجت لمصر عظمائها في كل المجالات من مجدى يعقوب و محمد غنيم الى نجيب محفوظ و امل دنقل و نور الشريف و أحمد زكى و عاطف الطيب و غيرهم مما يطول به المقام. ما حدث بداية من نهاية السبعينات و الى الأن هو عملية قتل تدريجي ممنهج للطبقة الوسطى حتى كادت أن تختفى إن لم تكن قد اختفت بالفعل,
فالمجتمع المصري أصبح على ارض الواقع طبقتين, الأولى طبقة فقيرة تنقسم بداخلها الى شرائح عديدة تنتهى بشريحة شديدة الفقر,
و الطبقة الثانية طبقة الأثرياء و التي تتكسب أموالها من الاستثمار في إفقار الطبقة الفقيرة و امتصاص دماء حياتها, وما بين الطبقتين السابقتين يوجد طبقة رقيقة للغاية نستطيع تجاوزاً وصفها بالطبقة الوسطى و هى تعمل كجدار عازل و أيضاً كوسيط بين الأثرياء و الفقراء. الطبقة شديدة الثراء وصلت لثرائها الفاحش نتيجة استغلال لكل الظروف بلا أدنى إنسانية و لا حس وطني, فهي استغلت عصر مبارك و أبنيه الفاسدين للتغول و التوحش فمن اغتصاب لملايين الأفدنة من أراضي الدولة لقروض البنوك التي حصلوا عليها بالرشاوى و بضمانات وهمية إلى الاستغلال البشع للدعم المقدم من الدولة للفقراء و محدودي الدخل, نعم استغلال الدعم. فمن اطلق عليهم رجال اعمال استفادوا من دعم الدولة لكل اشكال الطاقة في الاسراف في استخدام الكهرباء و الماء المدعومين من الدولة فى قصورهم و منتجعاتهم الفارهة المنتشرة في كل مكان وأنا هنا لا اقصد استخدام الماء في الشرب او الطبخ لا سمح الله فهم يشربون و يطبخون بمياه مستوردة من الخارج, لكن اقصد المياه لرش ملاعب الجولف الموجودة في كل منتجع يمتلكونه و ما اكثر ما يمتلكون. يستخدم اصحاب الفخامة من رجال الأعمال أيضاً استغلال الغاز و الكهرباء و السولار المدعومين من الدولة في تشغيل مصانعهم مما يؤدى لتقليل التكلفة و في المقابل لم نرى الا ارتفاع جنوني في اسعار منتجاتهم و كأن الدولة تدعم الأثرياء لزيادة ثرائهم على حساب استمرارها و بقائها كدولة,
ما يحدث في مصر لم أرى مثله في أي دولة في العالم دولة تدعم رجال الأعمال بمئات المليارات ليزدادوا ثراءً على حساب بقائها. اما الشىء الذى أثار استغرابي بالفعل ان من دافع عن إعادة هيكلة دعم الطاقة هم الفقراء و المطحونين الذين رددوا اسطوانات عبئها رجال الأعمال تندد بخطة الدولة لإيصال الدعم لمستحقيه عن طريق خطط عملية مدروسة بدقة. لهذا أقول أن حرب الفيلد مارشال/ عبد الفتاح السيسي الحقيقية ليس مع أعداء الخارج بل مع من رجال الأعمال الفاسدين بإعلامهم المأجور الذين ينتسبون زوراً لمصر,
و لهذا يجب على رئيس الجمهورية الضرب بكل قوة و حزم على كل فاسد مع الاستمرار في خطة إعادة هيكلة المجتمع بإرجاع الطبقة المتوسطة كطبقة عريضة فهي الضمان الأكيد لاستقرار المجتمع لأنها رمانة ميزان استقراره. د. ياسر حلمى الشاعر
التعليقات