بقلم: الدكتور رضا عبد السلام
“ترامب” توافرت فيه كافة سمات الرجل الغربي، حيث الاستعلاء والغرور والشعور بأنه من جنس سامي (مؤكد أن هناك استثناءات غربية طيبة، ولكنها تبقى استثناءات)،
يضمر هذا الرجل كافة صور الكره والحقد الدفين للإسلام وللحضارة الاسلامية، ولهذا هو لديه مشروع صريح لنهب ثروات من اسماهم “المسلمين الجهلاء الأغبياء، الذين هبطت عليهم نعمة لا يستحقونها”!!.
ترامب نموذج في قمة العنصرية، ولهذا لم اعجب ان يتخذ الشيطان، قاتل شهداء مسجد نيوزلاندا، منه قدوة ونموذجا.
لا يمكن لعاقل ان يتخيل ان شخص مثل ترامب يتمنى لباقي الدول أو الشعوب “الخير” وخاصة الدول والشعوب الاسلامية.
فما يميزه أنه صريح في عدائه، صريح في احتقاره لكل ماهو إسلامي، وان اضطرته الظروف أحيانا للتمثيل، حتى ينال مراده ممن يصفهم “بالأغبياء”.
لا يمكن لعاقل ان يتخيل ان نموذج مثل ترامب يحلم بدول عربية ديمقراطية متحررة، يولد ويحيا ويترعرع فيها الحلم والعلم والتصنيع والاختراع…الخ!
لم نفقد عقولنا بعد ياسادة، فالغرب تقض مضاجعه اذا قامت ديمقراطية في أي بلد عربي، لان الديمقراطية ستعني نهاية هيمنتهم على خيرات العرب “الأغبياء”،
الديمقراطية ستعني البناء والتقدم والتصنيع والاختراع، ولا ينبغي ان يمكن العرب منها ليظلوا هكذا بقرة حلوب.
هذه هي الذهنية الغربية في نظرتها لنا كعرب، ولكن الفارق بين ترامب وغيره ممن سبقوه من الحكام الغربيين، أن الآخرون -وعلى مدار السنين- كانوا كما الحرباء، يتلونون ويتشكلون ويظهرون عكس ما يخفون،
أما ترامب فهو صريح في احتقاره لنا، وفِي اعلان أحقيته فيما نملك كعرب، وفِي اننا لسنا أهل لاي خير…نحن في نظره لا نرقى الى مستوى البشر، ولهذا لابد وان نبقى هكذا حبيسي التخلف والديكتاتورية…
لقد اختصر ترامب بشخصيته كافة التفاصيل المخفية، التي تشرح ما يضمره الغرب لنا وللشرق عموما.
ولهذا لم أعجب عندما سمعت قراره بنقل سفارة أمريكا للقدس وهي خطوة لم يقدم عليها اي حاكم غربي من قبل!!!
لم أعجب وأنا اسمع بالأمس خبر إعلانه عن أحقية اسرائيل في ارض الجولان السورية، إنه يبادر بتقديم فروض الولاء للصهاينة المهيمنون على القرار في أمريكا.
قطعا هذا الرجل يقود العالم الى مستقبل مجهول وحريق لا تحمد عقباه…فالتطرف والقتل والحرق والتدمير هو ما سينتظر العالم، لان التطرّف بالقطع يقود الى تطرف مضاد وبذات القوة والحدة (لكل فعل رد فعل)!
وبناء عليه، العرب هم من يقف في مرمى النار وهم من يتلاعب بهم ترامب.
السؤال الحاسم:
أما آن للعرب أن يستيقظوا من ثباتهم، ويوحدوا كلمتهم ولو لمرة أسوة بخطوة نصر أكتوبر؟!
لا أعتقد أن هناك عربي (مواطن او حاكم) لا يدرك كيف ينظر لنا وكيف يتعامل معنا ترامب، هل نبقى كما يرانا: أموات أغبياء وعالة على البشرية؟!
مطلوب بالفعل صحوة عربية حقيقية في ظل مشهد ضياع الكرامة، ولا اقصد بالصحوة هنا أن نطلق الشعارات البلهاء، التي أشغلنا بها البعض خلال العقود الماضية (عا القدس رايحين بالملايين).
لقد ولى زمن هذا الهراء، استرجاع القدس والكرامة العربية المهدرة وقبل كل شيء صورة الاسلام التي شوهناها نحن المسلمون بجهلنا وديكتاتوريتنا وغياب مساهمتنا في صناعة الحضارة…متطلباته واضحة:
بالعلم والديمقراطية ودولة القانون وبوحدة عربية حقيقية سنستطيع الوقوف في وجه أمثال تلك النماذج الشيطانية.
الذئب لا يأكل من الغنم الا القاصية، وقد نجح اليهود في استغلال جهلنا وغبائنا وتشتيتنا، وها هي الحرائق مشتعلة في كل بلد عربي…حرائق في كل بيت عربي، في حين تنشغل اسرائيل بالتصنيع، وتصدر منتجات صناعية بأكثر من ١٠٠ مليار دولار وهو ما يفوق قيمة الصادرات الصناعية لأكثر من ٣٠٠ مليون عربي.
عزتنا وقوتنا كعرب في وحدتنا، فما يجمعنا كأمة وشعوب لايقارن بما يفرقنا…اذا كنّا حقا نخلص النوايا لامتنا، ولدينا انتماء حقيقي لها، لابد وان نجلس جميعا على طاولة واحدة، وان نتصارح ونعلنها بكل وضوح بأننا لسنا أعداء، بالفعل اسألوا الشعوب العربية؟!
الغرب -بقيادة امريكا واللوبي الصهيوني – هو من اشعل الخلافات بيننا كسنة وشيعة مثلا لتظل العاركة منصوبة، لندعو لقمة عربية حقيقية ونمارس ديمقراطية حقيقية ونحترم إرادة شعوبنا المغلوبة على أمرها، ونعلي من مصلحة الأمة والدين…وهل هناك حل آخر؟!
التعليقات