عبدالعزيز محسن
أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء أن بلاده لا تسعى إلى حرب مع ايران، رغم تزايد التوترات التي دفعت بالبنتاجون إلى إرسال قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية إلى المنطقة.
وجاءت تصريحات بومبيو خلال أول زيارة رسمية له إلى روسيا، الداعم الرئيسي لطهران التي القت بمسؤولية الأزمة الحالية على قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي.
وصرح بومبيو “نحن لا نسعى مطلقا الى حرب مع إيران”.
أضاف “لقد اوضحنا للإيرانيين أنه إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم، فإننا سنرد بالتأكيد بالطريقة المناسبة”.
وتابع “نحن ننتظر من ايران التصرف كدولة عادية” مشيرا بشكل خاص إلى دعم ايران للمتمردين الحوثيين في اليمن الذين يتعرضون لهجوم من السعودية، حليفة واشنطن.
وتابع أن الحوثيين “يطلقون الصواريخ على مناطق يسافر إليها الروس والأميركيون، ويمكن أن تؤدي هذه الصواريخ إلى قتلهم”.
وفي طهران قال المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء إنه “لن تندلع أي حرب” مع الولايات المتحدة.
وفي كلمة لمسؤولين حكوميين، أكد خامنئي أن المواجهة بين طهران واشنطن هي اختبار إرادة وليست مواجهة عسكرية، مضيفا “هذه المواجهة ليست عسكرية لأنه لن تندلع أي حرب. لا نحن ولا هم يسعون إلى حرب. هم يعرفون أنها ليست في مصلحتهم”، بحسب الموقع.
من جانبه قال لافروف أن موسكو ستعمل”لضمان ان لا يتدهور هذا الوضع إلى سيناريو عسكري”.
وأضاف “آمل بأن ينتصر المنطق” مضيفا أنه يأمل في أن تكون تقارير الإعلام الأميركي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخطط لإرسال 120 ألف جندي لمواجهة أيران، خاطئة.
ونفى ترامب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” ووصفه بأنه “اخبار كاذبة” إلا أنه لم يستبعد نشر “عدد أكبر بكثير من الجنود” في المستقبل.
– “ضغوط قصوى” على ايران –
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثناء لقائه بومبيو في مسكنه في سوتشي الثلاثاء، عن رغبته في “استعادة علاقات كاملة” بين روسيا والولايات المتحدة.
واشاد بوتين بتقرير مولر الأخير حول ومزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية ووصفه بأنه “تحقيق موضوعي تماما”.
وفي وقت سابق الثلاثاء انتقد المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف ما وصفه بحملة “الضغط القصوى” الأميركية على ايران وقال انها لا تؤدي سوى إلى حشر ايران في الزاوية.
وكان قد الغي بومبيو أمس توقفا في موسكو لعقد اجتماع غير مقرر في بروكسل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين لا يشعرون بارتياح للتوجه المتشدد للولايات المتحدة حيال ايران.
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي يدعمه الاوروبيون وروسيا والصين، وفرضت مجموعة من العقوبات المشددة على طهران في مسعى شامل للحد من نفوذها في المنطقة.
وأرسلت واشنطن إلى الشرق الأوسط حاملة طائرات وسفينة حربية وقاذفات من طراز “بي-52” وبطاريات صواريخ “باتريوت”.
وأكد مفتشون دوليون أن ايران ملتزمة الاتفاق، ودانت موسكو الاسبوع الماضي العقوبات الجديدة التي فرضها الولايات المتحدة على قطاع المعادن الايراني، ودعت إلى اجراء محادثات جديدة لانقاذ الاتفاق النووي.
– خلافات حول التدخل وفنزويلا –
في مستهل محادثاتهما صرح بومبيو ولافروف أنهما يرغبان في تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
إلا أنهما لم يتفقا في تصريحاتهما في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المحادثات التي استمرت نحو 3 ساعات.
وحذر بومبيو من أن على روسيا عدم التدخل في انتخابات الرئاسة الاميركية العام المقبل وقال إن على موسكو أن تظهر ان تدخلها المفترض قد انتهى.
وصرح بومبيو انه إذا تدخلت روسيا في انتخابات 2020 “فسيؤدي ذلك إلى تدهور علاقاتنا بشكل أكبر”، داعيا روسيا إلى “الاظهار أن مثل هذه الاعمال أصبحت شيئا من الماضي”.
الا ان لافروف كرر نفي موسكو التدخل في الانتخابات الأميركية وقال ان مزاعم التواطؤ بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية “محض اوهام”.
ويأمل البيت الأبيض في طي صفحة العلاقات المتوترة بين البلدين بعد انتهاء تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر الذي أكد قبل أقل من شهرين تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016 لكنه لم يخلص إلى وجود تواطؤ بين فريق حملة ترامب وموسكو.
وبشأن فنزويلا قال بومبيو إنه دعا لافروف إلى انهاء الدعم الروسي لرئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.
إلا أن لافروف رفض ذلك تماما، ودان “تهديدات” الولايات المتحدة والمعارضة لمادورو.
كما تطرقت المحادثات إلى نزع الأسلحة والنزاع في سوريا.
واستمرت الادارة الأميركية في حملة الضغط على روسيا وبينها فرض عقوبات بسبب مزاعم تدخلها في الانتخابات الأميركية ودعهما للانفصاليين المسلحين في اوكرانيا.
التعليقات