الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

عميد الشغب.. وداعا

عميد الشغب.. وداعا

بقلم ـ أحمد عنانى


حينما تغرُب شمس حياتنا يدقُ جرس الرحيل, فقد خبى وهج الحياة كما يخبو ضوء الشمس ودفئها, ونذبل كما تذبل أوراق الربيع وتسقط ثلوج الوحدة فى شتائنا على أجساد قد أنهكتها مصاعب الحياة وأحزانها.

 

عندما تغيب الشمس وتأذن فى السقوط فى بحر الحياة يذهب الملجأ والملاذ, ويزول الدفء الذى التف حوله الكثير ويخبو النور الذى أنار للجميع, فقد حانت ساعة الرحيل ولحظة الوداع, لوحة شاعرية جميلة كم منا وقف أمام جمالها وقد أخذت عقله بألوانها, تسابقنا كثيرا لتصويرها وأبدع البعضُ منا فى رسمها ووصفها يالها من لحظة ويالها من معان, هل سأل أحدنا نفسه عما تعنيه هذه اللحظة؟

 

هل سألنا وتساءلنا عما يعنيه الرحيل, إنه الوداع بلا شك وإن كانت الشمس ترحل ويبقى الأمل أن ينجلى ظلام الليل, وتشرق مرة أخرى بنورها إلا أن غروب حياتنا غروب أبدى لا رجوع فيه ولا عودة إنه نهاية حياة وإسدال ستار على قصة نسج خيوطها أشخاص وأحداث كان أبطالها بشر.. غروب وذبول ورحيل روح وفراق جسد يوارى الثرى, لن يكون ذبول أوراق شجر تتساقط على الأرض فتتوغل فيها وتنمو لتحيا من جديد وتدب فيها الحياة مرة أخرى وتعيش ربيعاً آخر,.

 

أما نحن فذبول ما بعده ربيع وحياة مابعدها حياة ولا حتى أمل, إنها حياتنا التى تنساب من بين أناملنا يوماً وراء يوم وعاماً يليه عام, دون أن نشعر بهذا الرحيل ولا حتى نهتم, ومن غباء أفكارنا نحتفل بهذا الرحيل ولا نلمح ماقد مضى وذهب, ولا نبكى على ما يخصم من ماتبقى من العمر, ولا نلقى بالا على هذا الرحيل الذى يقربنا خطوة بخطوة من قبورنا, ونقترب من الوحدة التى مابعدها وحدة. أنعيك ياعمرى فقد قاربت على الرحيل.

 

ولا أعرف هل قدمت ما يستحق أم أنه ذهب دون أن يذر حتى أثر على الورق, أنعيك ياعمرى وقد أشرفت على وداع أبدى لا خلاص منه ولا مفر, أنعيك وقد اقتربت لحظات الوداع وعلامات الرحيل, قد يكون الختام ولم أوارى بعد تحت الثرى ولكنى على الطريق لذلك المكان حيث أنتمى وحيث أتمنى أن يكون أفضل مما كنت فيه, وأن تكون هناك راحتى بمشيئة.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79616919
تصميم وتطوير