“هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف” ترفض الخطبة المكتوبة
كتب/ محمد عبدالقوى
فى ظل الجدل الذى ثار خلال الفترة الماضية بان وزارة الاوقاف قررت تعميم الخطبة المكتوبة على الائمة والخطباء.
فى خطبة صلاة الجمعة والتى طبقتها فى البداية على سبيل عدم التكليف وبعد صدور قرارات صادرة من وزارة الاوقاف بتطبيق الخطبة المكتوبة على سبيل الالزام .
ونظرا لان الدعوة الاسلامية طبقا للدستور المصرى والصادر فى 2014م منوط بها الازهر الشريف وهو المسئول عنها .
قرار هيئة كبار العلماء اليوم برفض الخطبة المكتوبة، كان متوقعا عقب موجة الغضب التى سيطرت على كبار العلماء، إذ أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رفضه التام لصعوده المنبر ليخطب خطبة الجمعة من ورقة مكتوب بها الخطبة، مضيفا فى تصريحات خاصة لـ”ليوم السابع”، أنه قد يكون وراء هذا القرار تهيئة لبعض الذين تخرجوا حديثا ويحتاجون إلى مثل هذا، أما الخطباء أصحاب الكفاءة والقدرة والأداء المتميز الذى يحتاج إلى اتزان الكلمة المعدة المجهزة المدعمة بالأدلة والحديث، فمما لا شك فيه أن الأداء يكون أقوى تأثيرا وأعظم فى نفوس المستمعين، فأنا لا أقبل أن أخطب الجمعة من ورقة مكتوبة فهذا يكون سائغا لبعض الذين يحتاجون إليه. من جانبه قال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، لو أن القرار طبق فلن أقوم له بحال من الأحوال لأن الله تعالى أتانى من العلم علما كثيرا ومن غير المعقول أن أكون عضو هيئة كبار العلماء ونائبا سابقا لرئيس جامعة الأزهر وأقول للناس خطبة مكتوبة، لأن الناس أول ما يصفوننى يصفوننى بالجهل، والله عز وجل قد من علينا بالعلم والعلماء، وهذا القرار ينطبق على أنصاف العلماء أو المنتسبين إلى العلم الذين لا يفرقون بين الحديث لذاته ولغيره ولا يفرقون بين آراء الفقهاء ولا يفهمون فقه الواقع ولا فقه الضرورات، فمن العيب أن يكون عالما من العلماء المعدودين فى مصرنا وأن يكون الكلام فى ورقة مرسومة، وهذا سبب كبير فى ضياع العلم لأننى وعلى هذه الهيئة لا أقول العلم إلا بعد أن أطلع على كتب التفسير وعلى كتب السنة وعلى كتب الشعراء وكتب القصص الهادف التى يرمى إلى الهدوء والعلم ويرمى إلى تراثنا العظيم وتراثنا مكتوب ونحن نحفظ التراث. وأضاف فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أن هذا القرار ضياع للعلم وضياع للعلماء ولو أن القرار طبق لن أعتلى منبرا وسأعتزل الدعوة، وأسأل الله أن يتدخل فيمن سيكون سببا فى هذا القرار أن يتدخل بعلمه، فلا يكتب لهم إلا الجاهلون. واليوم فى اجتماع برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قرَّرت هيئة كبار العلماء فى اجتماعها اليوم الثلاثاء، بالإجماع رفض الخطبة المكتوبة، مُعتبرةً هذه الخطوة تجميدًا للخطاب الدينى، مُؤكِّدة أن الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ مما سيُؤدِّى بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التى تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على أفهام عوامِّ المسلمين؛ ممَّا قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها، وهو الأمر الذى يوجب مزيدًا من التدريب للخطيب والداعية وإصقاله بمهارات البحث العلمى والدعوة والابتكار حتى يستطيع الحديث بما يُناسب بيئته والتغيرات المتطورة كل يوم، وحتى يجتمع الناس من حوله منصتين إليه. وأكدت الهيئة أن القرار جاء اضطلاعًا بدور الأزهر الشريف الذى حدَّده له الدستور المصرى بأنه المسئول عن الدعوة الإسلامية، وقدَّرت الهيئة الدور الذى يقوم به الأزهر الشريف فى العمل على تعميق الثقافة الفكرية الإسلامية لدى وعَّاظه، وذلك بعقد دورات دورية مستمرة ومكثفة فى كافة المجالات الشرعية، وإمداد الوعاظ بمجموعات كبيرة من الكتب التى تعمق ثقافتهم وتوسع مداركهم.
التعليقات