الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

هل نحن نحب مصر !!!!

هل نحن نحب مصر !!!!

حازم محمد سيدأحمد

 
يقول الله تعالى :(إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفوررحيم﴾

صدق الله العظيم .

الحب هذه الكلمة الساحرة، ذات الظلال الرقيقة والمحببة في النفس البشرية، يعكس الإسلام لها فهماً خاصاً، لأنه يعترف بعاطفة الحب على أنها واحدةٌ من أهم الدوافع الإنسانية، والمحركات الفعالة في السلوك الفردي والجماعي، لكن البطولة أن تعرف من تحب وكيف تحب،وهل نحن نحب كلمة مجردة من ثلاثة حروف إسمها مصر ،أنا لا أعرف شعبا يتغنى جميع مثقفوه ومفكروه وجميع إعلامه بكلمة الحب فقط لغير !!!!، أم نسينا فى غمرة حبنا الحقيقى لمصر ، ألا يستحق شعب مصر أى مسؤل ماذا يحدث للناس لو حبهم !!؟ألا يستحقون شعب مصر حب المسؤلين !!!؟وفى كل يوم تتفاقم الأزمات ، وتتجلى وتظهر لنا صور إرهاب يضرب ولا يترك أحد ،يا سادة أن الوطنية تعرف بالفخر القومى ، أين أنتم منها !!! أو بمعنى آخر للوطنية هى التعلق العاطفى بأمة ووالوطنى هو من يحب وطنه وبلاده ويدعم سلطتها ويصون مصالحها ، وليست الوطنية أنانية سواء ثقافية أم سياسية أو تاريخية ، حيث تستخدم لفظ الوطنية وكلنا نحب مصر ووطنيون وهى تستخدم بشكل متعارض فى كثير من الأحيان ،يا سادة يا من تدعوا الحب لمصر والوطنية للوطن ، مفهوم الوطنية هو مفهوم أخلاقى وبمعناه الإيثار والتضحية براحتكم أو ربما بحياتكم من أجل البلاد ، فهل لديكم وحبا ووطنية لشعوبكم حاضرة لتقديم التضحيات اللازمة لأوطانكم !!!!، من المؤكد أن البشر لا يتفقون على رأى واحد لذلك عرفت العلوم السياسية ما يعرف بالمعارضة ، وفى ظل هذا المشهد هل توجد معارضة فى المشهد السياسيى محبة لوطنها ولشعبها ، وتؤدى مهمة وطنية فى مكافحة الإرهاب ، وتعلم أن وطنها فى أصعب الأوقات والظروف وهى تحارب الآن أشد حربا وأشرسها فى تاريخ البشرية ، نعم لابد من وجود تيار يختلف مع النظام فى بعض السياسات ، ولكن هذا لا يمكن اعتباره معارضة لأن الهدف الأوحد والأكبر الآن هو مكافحة الإرهاب والجميع لابد أن يتفق على هذا ، يا سادة إننا بحاجة إلى ثقافة سياسية جديدة وبديلة للمعارضة تقوم على الفكر وليس على الأشخاص ، وتقدم سياسه واضحه وليست تنظيم ،هل توجد وجود نخبة مثقفة ومعارضة وطنية وواعية لمسؤليتها التاريخية ، ولا يوجد قطيع همجى أصولى ومنحط !!!،ألا وهم بعضهم أخوانجية ووهابية وسلفية وووكلهم منحطين ،ولم تكن إلا أشد تفاهة وانحطاط وحقد من أن تتحمل مسؤلية وطنية ، فجميعهم ذهبوا نحو الخيانة والإنحطاط بكل معانية ، فى حين أن الشعب يجز من رقبته بسواطير المسؤلين المنحطين والفاسدين ليجهضوا أى تقدم لمصر وشعبها ،وهنا نتسأل هل هم لهم وجود أو تأثير ، نعم هم ليس لهم الآن أى تأثير مطلق على أى جزء من الشارع المصرى ، لذلك تبقى القوى الحقيقة فى الشارع المصرى الآن والقادره هى قوة البسطاء من الشعب الذى يحب وطنه ويحب جيشه ورئيسه ، وهم يعلموا علم اليقين بأنهم خسروا أنفسهم وحب الشارع لهم ، لأن المصرين هم أم الحضارة ، هم أصحاب القلوب الطيابة ، ومصر ذاتها هى أم الجبال الصفراء وهى أم النخيل الخضراء وهى أم العلم والعلماء ومصر هى أم الفقه والفقهاء ، فالحب يا سادة هو هبة الله للبشر والتى جعلها الله وسيلة للسمو الإنسانى ، لأنه هو تواصل ولتقاء وجدانى بين الناس ، وأن الحب ياسادة يجعل الشخص يشعر بما يحتاجه الأخر من مشاعر فيفرح بفرحه ويحزن لحزنه ويتألم بألمه ، فالحب يا سادة هو وفاء وفداء ، وليس هناك حب أسمى من أن يقدم الإنسان نفسه للآخرين ، ولذلك تره يموت شهيدا من أجل وطنه ، ويسقط الآباء وهم يواجهون الخطر لحماية أبنائهم ، وبالحب يا سادة يتصدى القوى للظلم دفاعا عن الضعفاء ، لأن من يحب شيئا يفكر فيه قبل مصلحته ، أيها السادة الحب لا يعرف الأنانية ولكنه عطاء وبناء وليس هدم !!!، بالحب يا سادة نعالج التشأوم ونعطى الأمل ونرشد لطريق الصحيح والسليم ، ونجعل القلق حافزا بدلا من أن يكون مدمرا ، والحب أيها السادة له أشكال وأنواع وجميعها تلتقى فى معانى الوفاء والولاء ، وأسماها حب الله وحب الوطن ، ومصر لابد أن يكون لها دائما مكانها فى هذا الحب ، والانتماء والولاء لمصر فإنه ثابت وثيق تظل له الأولوية دائما, لا يفتر ولا يقارن بغيره،
وجميعنا يحب مصر ، ونتألم عندم ندرك ما تعيشه من خطر أو مشكلات ، وما يواجهها من تحديات وافدة أو نابعة ، ولكن هذا الحب يأتى متباين ، البعض يعبر بالغضب والسخط ، والأخر يعبر بالنقد واللوم ، والغير يعبر بالهجوم على كل ما حولنا ، ولكن هيهات هيهات قلة قليلة تعبر بالعمل والعطاء !!!،ونسمع الجميع يقولن ويتشدقون بحبهم لمصر ، حب مصر وأنت ترمى القمامة فى الشارع أهذا حب !!، حب مصر تكون مسؤل فاسد أهذا حب !!!، حب مصر وحضرتك تهمل عملك وتسميه حب !!!،يا سادة الحب الصادق وقت الضيق والأصيل لا يتخلى عما يحبه بسبب مشكلاته ، فمصر تحتاجنا اليوم فتعالوا نعشقها ونحبها الآن أكثر من أى وقت كان ، ولا نهاجم مصر برمتها فهذا أمر غير مقبول ومرفوض ، والإحساس بحب مصر هو أن نعمل ونتقن فى العمل مصدقا لقول الله تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ))كما أن السنّة الشريفة تضمنت العديد من النصوص التي تحث على العمل والكسب الحلال (ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده).. وقوله صلى الله عليه وسلم (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفوراً له) نعم أن التحديات كبيرة وقوية والمشكلات كثيرة وتتفاقم ،وليس هناك وسيلة سحرية لحلها ، ولكن توجد وصفه فعالة ومجده وهى ببساطة أن نحب مصر ، لأن الحب يروي الضمائر ويغذي القيم، كل يبدأ بنفسه، كل في مجاله كبر شأنه أو صغر، سوف نعطي ونحن نأخذ لأننا سوف نعرف أننا نأخذ عندما نعطي.

 

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79655667
تصميم وتطوير