الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

هل نحن نتقن أعمالنا!!!!

هل نحن نتقن أعمالنا!!!!

كتب / حازم سيد احمد
قال تعالى ﴿وَقُلِ اعْمَلُوْا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة التوبة: 105).

إن نهضة الأمم والشعوب ورقيها وسيادتها وسعادتها تتوقف على تقدمها في مجال العلم والعمل، وبهما تبني الأمم أمجادها فلا تبنى الأمجاد على البطالة والجهل والفقر والمرض، وقد دعا الإسلام إلى العمل والاحتراف والاشتغال بالعلوم النافعة؛ وبالعمل والاحتراف المتقن تتبوأ الشعوب الصدارة بين الأمم، والله سبحانه وتعالى يحب اليد التي تعمل وتجتهد لتقدم الخير لنفسها ووطنها ودينها، والمؤمن المحترف يحبه الله ورسوله جزاء ما قدم، ومن أحبه الله ورسوله هداه الله واجتباه وحفظه ووقاه وجعله من أوليائه وأدخله في رحمته فيسعد في الدنيا والآخرة، والعمل الشريف يزكي النفس ويكفي المؤمن ذل السؤال، ويعلم الإنسان العمل لخدمة الغير والعمل بروح الفريق والاشتراك في عجلة الحياة وخدمة المجتمع، ويذهب عنه حب الذات، ويقضي على الكثير من الأمراض النفسية؛ لأن الجهاز العصبي للإنسان ينشغل بالعمل المفيد ويترك هواجس النفس ونوازع الشر والاكتئاب وينصرف الإنسان إلى المفيد من الأعمال، الذي يشرح الصدر وينزل على النفس السكينة،ويجب علينا تجاه الوطن الذى نشأنا على أرضه ، ومن خيره تغذينا ومن ماء نيله شربنا ، ومن هوائه تنفسنا ، فالوطن هو الحياة لنا ولأبنائنا وأحفادنا ، فحب الوطن من حب الله ، فيجب علينا أن نحب وطننا مصر بالعمل وإتقانه ،فإن إيقاف عجلة العمل والإنتاج في المصانع ومواقع الإنتاج ودور العلم، وتعطيل وسائل النقل والمواصلات والاعتداء على مرافق الدولة بأي وسيلةٍ من وسائل التخريب، كل هذا يدخل في الفساد في الأرض، وهو من أكبر الكبائر؛ ذلك لأنه يؤثر على حياة الناس تأثيرًا سيئًا ويؤدي إلى ضعف الاقتصاد القومي وارتفاع الأسعار وعجز الموازنة، فعلينا البعد عن الظهور والمدح والرياسة فى أعمالنا ، لان النفس تميل إلى البطالة والكسل ،وأن أشد شيىء على النفس الإخلاص ،وإنى لأتعجب عن حال الإنسان يبحث عن مواطن السعادة والمال ويغفل عن العمل وإتقانه ، وأتعجب أشد العجب !!!على أن الكثير منا يهمل العمل وإتقانه، ومستهنين بأثره فى رقى المجتمع وسعادته ، ويربطون بين العمل والإتقان يالمقابل المادى ، ولا يعلم أن غياب الإتقان فى العمل يؤثر عليه شخصيا قبل غيره،فعليه أن يعلم بأن أتقانه فى العمل يؤدى إلى إرتقائه فى وظيفته ، وغيابه عن الإتقان يكون سببا فى إكساب الكثير سمعة سيئة بين المجتمع. فليعلم الجميع أن من أسباب التخلف في المجتمعات العربية و الإسلامية افتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في الأفراد والجماعات، وانتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت واختفاء الإحساس بالمسؤولية والإهمال والغش والخديعة، وينعكس هذا فى فقدان الشعوب العربية للثقة بكل ما ينتج في بلادهم مع ثقتهم بما ينتج في غير بلاد هم .
رعى الله مصرنا الغالية ووفق الله رئيسهاو رجالها بأن يفتدوها بكل مرتخص وغال وثمين، وأن يرحم الله شهداءها الأبرار وأن يجعل كل قطرة من دمائهم تمطر سحائب رحمة وبركة على ذويهم وأن يجعل الله سبحانه وتعالى تلك الدماء ضوءًا ينير الطريق لأبناء هذا الوطن ويرشدنا إلى الخير والحُب والإنتاج والعمل وإتقانه

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79631389
تصميم وتطوير