الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

هل عقل الحقوقين ومدعيى الحرية مختلف عنا !!!!!

هل عقل الحقوقين ومدعيى الحرية مختلف عنا !!!!!

حازم محمد سيد احمد

 

إن للعقل أهمية بالغة فى زماننا ولقد أهتم الإسلام بالعقل إهتما ما بالغا ، وذلك بسبب أهميته للبشر والبشرية ، وبسبب ما نراه ممن يتحدثون عن لجان حقوق الإنسان والحريات ، أهم لهم عقولا غير عقولنا !!!!؟أم هم مختلفون عنا فى تعليمهم ودينهم أم هى المصلحة الدنياويةأو المالية!!!؟؟والجميع منا يعلم ويدرك بأن العقل هو الطاقة الإدراكية فى الإنسان ، وهنا أضع سؤالا ، هل هؤلاء لا يدركون ماذا كانت مصر وما هى أحوال مصر منذ الثورة ، ولا يدركون ما قام به الرئيس من مشروعات لمصر ، أم هم مغيبين للعقل !!!!!وأنا كرجل أزهرى أعلم أن الإسلام عنى بالعقل وأهميته فى كثير من مواضع القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله علية وسلم .بل فى جميع الأديان السماوية ، وأريد أن أذكرهم أن الله ذكر العقل فى قرآنه بأسمه وأفعاله أكثر من خمسين مرة ، وذكر الله تعالى أولى الألباب أى العقول بضع عشرة مرة، وأما كلمة أولي النهى (جمع نُهية- بالضم- أي العقول)، فقد جاءت مرة واحدة في آخر سورة طه. وهذا دليل على اعتبار العقل ومنزلته في الرؤية الإسلامية، كما نهى الشرع عن الاستدلال بالاعتماد على الظنون؛ لأن الظنون لا تغني من الحق شيئاً، ونهى عن اتباع الهوى وتحكيمه في الاستدلال بالنصوص،و بالعقل ميز الله الإنسان؛ لأنه منشأ الفكر الذي جعله مبدأ كمال الإنسان ونهاية شرفه وفضله على الكائنات، وميزه بالإرادة وقدرة التصرف والتسخير للكون والحياة، بما وهبه من العقل وما أودعه فيه من فطرة للإدراك والتدبر،وكذالك فإن العقل بما يملك من طاقات إدراكية أودعها الله فيه ذات دور مهم في الاجتهاد والتجديد إلى يوم القيامة؛ وذلك بالنظر إلى انقطاع الوحي، فالعقل له دور في استـقراء الجزئيات والأدلة التفصيلية التي يجمعها مفهوم معنوي عام، باعتباره مبنى من مباني العدل، وهى الأصول الكلية، والقواعد العامة،وهكذا تبدو ضرورة العقل وأهميته المصلحية بوصفه أصلاً من أصول المصالح التي بدونها لا مجال لوجود الإنسان ولا لحياته الاجتماعية من بقاء، كذلك بدون العقل لا يوجد مجال للتلقي عن رسالة الوحي بوصفها مصدراً للمعرفة والعلم والتوجيه، ولا مجال لمسئولية الخلافة الإنسانية وإعمار الكون دون وجود العقل وإعمال دوره ووظيفته في الفهم والإدراك والتمييز بين المصالح والمفاسد، ومن هنا كفلت الشريعة أحكام حفظه باعتباره كياناً وجودياًً في الإنسان، وضابطا لدوره فى الكون، وبتحليل العقل العربى وعلى الصعيد العالمى ،و من حيث نشاطه وفعاليته، ودوره في تكوين، وصياغة الحضارة العالمية الراهنة، وتأثيره،عليها وعلى مجرياتها. فعالية عقل الأمة، بالإمكان أن تكون آثارها ومعالمها واضحة، ومن خلال هذه الملامح التي ذكرناها، يمكن الحكم على فعالية العقل العربي، وذلك عند تقييمه، أو مقارنته بغيره من العقول البشرية أو الأممية،وهنا نضع أسئلة كثيرة ،فهل الأمة في مجموعها لها ما يميزها عن غيرها ؟، في الأخلاق، والسلوك، وفي المظهر العام؟. هل الأمة في مجموعها لديها الثقة في ذاتها ، وفي حضارتها وثقافتها؟ هل الأمة تعمل بشكل جيد، في مختلف الأنشطة الحياتية؟ هل الأمة قادرة، على أن تكون نداً لغيرها، في الإنتاج والعمران؟ هل الأمة تتصرف، من موقع الشعور بالمسؤولية العالمية المنوطة بها؟ وهل الأمة تتعامل مع غيرها بكل عزة وإباء وشمم ؟وهنا يلزم الحديث عن النخبة فى الأمة العربية لمعرفة العقل العربى بشكل عام ، هذا العقل الذى اوقعنا بما نحن فيه من أحداث وتقسيم وهدم ،أليس هذا هو فكر النخبة!!!!،و وذلك لأن عقل النخبة، يناط به في الغالب أو يعطي الحق، في توجيه الأمة سياسياً، وثقافياً، وحضارياً، عقل النخبة ، يتمثل في رجال السياسة، رجال الإعلام المقروء ، والمسموع منه، والمرئي ،رجال الفكر، والثقافة، ورجال التربية. من خلال هؤلاء جميعاً، وما يقدمونه عبر القنوات المختلفة، تتم صياغة العقل العام، ويتم توجيهه وفق توجهات ومصالح معينة. بالقدر الذي يتمتع به هؤلاء، من حرص وإخلاص، ونزاهة، وفطنة، وبعد نظر، يكوّن العقل العام، ويتشكل. وإذا حدث خلاف ذلك، سيكُون شكل العقل، ذا طابع سلبي، وباتجاه عكسي، لما تتطلبه المرحلة وتستوجبه المسؤولية وأين هذه المسؤلية !!!!! ومع تراكم الهزائم على العرب، في العصر الحديث، بدءًا بتقسيم العالم العربي، بين الدول الاستعمارية، وانتهاءً باحتلال فلسطين، ومن ثم اغتصابها من قبل اليهود، بالإضافة إلى النكسات الاقتصادية، والسياسية، التي مني بها العالم العربي، كل هذه الأمور جعلت الإنسان العربي، مهيئاً نفسيّاً للتشرذم، والتحطم، والشعور بالدونية، والتخلف، ومن ثم الانقياد خلف قوى الاستعمار، التي جثمت على بلادنا الفقر والهدم والتقسم ،وكل ذالك بسبب الإقتداء، ولا سيما إذا كان المقتدى به، ذا مكانة وشأن، في مجتمعه، أو ذا قوة ونفوذ،زنتيجة لهذا الوضع وجد مناخ بأن يكون الإنسان العربى هدفاً، تتم صياغة عقله وفكره، بما يخدم أهداف أعدائه، ممثلين بقوى الاستعمار والاحتكار،وقد وجدت أساليب متعددة لتحقيق هذا الهدف، والأول يتمثل في إيجاد جيش من مم يدعون الحريات والحقوقين والمستشرقين، هيئت لهم كل الظروف والإمكانيات، التي تساعد أفراده على أن يجوب العالم العربي، ويقتضي آثاره،ونفائسه ، ويدرس، ويحلل شعوبه، وتقاليده. وليت هذه الدراسة والتحليل، تكون موضوعية، وتجلية للحقيقة، بل إنهم يدسون السم في العسل، كما يقال، من خلال بث الأفكار الغربية، وتشويه الأحداث، وتعسف النصوص، بهدف زعزعة الثقة لدى الإنسان العربي، في مقوماته الحضارية، والثقافية، وقد أثمرت هذه الجهود في إيجاد أفراد متخصصين في كل أجزاء العالم العربي، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، يجوبون الصحارى، وينزلون الأودية، ويتسلقون أعالي الجبال، بهدف أن يكون منطلق معرفة، تخدم أهدافهم التي حددوها من قبل.كما أن الجهود أثمرت عن لإيجاد المؤتمرات المتخصصة، التي تعالج، وتناقش كل ما تمكن لهؤلاء العملاء من سرقته، من كنوز وآثار، ووثائق، وكتب ثمينة ،ومع وجود جهل مطبق بالعالم العربى والذى تمر به أمتنا العربية وبأضافه لهؤلاء الجيوش الإستعمارية المنتشره فى عالمنا العربى ، والذى أحكم قبضته في تزييف، وتشويه الحقائق، بل واختلاق معرفة جديدة، وبعيدة كل البعد عن الواقع، والموضوعية، بغرض خدمة الأحكام والأهداف، التي حدودها هم ودولهم مسبقاً، وبذلك أصبحت كتب هؤلاء ، ومقالاتهم، وتحقيقاتهم، مرجعاً أساسياً، يعود إليه المثقفون العرب، بل ويعتمدون عليه كل الاعتماد، لاعتقادهم بموضوعية، ونزاهة هؤلاءالصهوأمريكيه واليهوديه. ولقد توغل هؤلاء الأفراد في المؤسسات العلمية، والثقافية، والإعلامية، وأصبحوا يوجهون الثقافة، والرأي العام، بما يتناسب مع معطياتهم الفكرية، والثقافية، التي اكتسبوها في الغرب. بعض النخب في العالم العربي، سواء كانت حزبية، ، أو عائلية، أسهمت بدورها في تجهيل الإنسان العربي، وتشكيل عقله، بما يتناسب ويخدم مصالحها، وذلك من خلال إمداده بالمعلومات المشوهة، حول عقيدته، ومن خلال عمليات غسل المخ المستمرة، والمكثفة، والتي استهدفت العقيدة، والمبادئ، والقيم، والمثل، واللغة، والأخلاق والسلوك.ولهذا نجد عالمنا العربى يعج بالكثير من العقائد ، والأيديولوجيات، التي وجهت علاقاته، وارتباطاته، لفترة ليست باليسيرة وحتى الآن، مما جعل التيهان، والضياع العقائدي، سمة واضحة، حتى أصبح الإنسان العربي، يلهج تارة باسم الاشتراكية، وتارة أخرى باسم القومية، وثالثة باسم الرأسمالية، لقد فقد هويته العقائدية، ولم يعد لها وجود سوى الأسم فقط، ولكن دون المضمون والمحتوى، وأصبح نصيبه اللهث وراء السراب دون جدوى ،ولكل ذالك تحول العقل العربى ممثلا فى نخبته السياسية والإعلامية إلى معسكر الصهيو امريكية….اليهودية، ولهذا تميز العقل العربي من خلال النخبة السياسية، والإعلامية، بالاندفاع، وعدم التروي وإصدار الأحكام ، دون تحليل العناصر، والمتغيرات، الداخلة في تكوين الموضوع المراد الحكم عليه. فما أن يصدر تصريح بسيط، أو يحدث فعل هامشي، من قائد، أو دولة، من الدول الكبرى، حتى تبادر النخبة السياسية والإعلامية، بتناول ذلك التصريح، أو الفعل بالثناء، والتجميد، والتهليل، مما يوحي بأن مشاكل الأمة، ستحل بطرفة عين، طالما صرح ذلك المسؤول، أو فعل شيئاً ما، لكل هذا عنى الإسلام بالعقل عناية لم يسبقه أليه دين آخر من الأديان السماوية واقرء معى قوله تعالى ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)).

 التعليقات

  1. يقول ثورية العباسي:

    موضوع هائل وشيق وفصيح استاذ حازم المشكل ليست مجتمعاتنا ناقصة من مثقفين او حاملين الدين المشكل في التطبيق غير موجود بتاتا.كما ان الطمع في المنصب او في الجاه وتحسين الظروف المادية بيلغي الثقافة ويلغي للتزام بتعاليم الاسلام وهنا يلغى العقل لاجل الوصول لرغبات الذاتية وهذا ما وصل العرب المسلمين الى السقوط في هذه دوامة الا وهي الطمع. يسلم عقلك الله يكثر من امثالك استاذ زدنا من موضيعك الشيقة الممتازة

    • يقول ثورية العباسي:

      موضوع هائل وشيق وفصيح استاذ حازم المشكل ليست مجتمعاتنا ناقصة من المتقفين وارجال دين كفىء المشكيل في التطبيق غير موجود بتاتا.كما انالطمع في المنصب والجاه وتحسين الظروف المادية بيلغي الثقافة ويلغي الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وهنا يلغى العقل وتلغى طبعا المبادئ لاجل الوصول لاهداف الداتية وهذا ماصل اليه الان العرب وجعلهم يتخبطون في هذه الدوامة.يسلم عقلك استاذ موضوع في غاية الاهمية تابع لعل ضما ىر العرب تستيقظ قبا فواتي الاوان

  2. يقول ثورية العباسي:

    موضوع هائل وشيق وفصيح استاذ حازم.المشكل انامجتمعاتنا العربية ليست ناقصة من المتقفين اورجال دين كفىء المشكل في التطبيق غيرموجود بتاتا.كما ان الطمع في المنصب والجاه وتحسين الظروف المادية بيلغي الثقافة وبيلغي الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وهنا يلغى العقل وطبعا تلغى المبادىء لاجل الوصول للاهداف الداتية وهذا ما وصل اليه العرب وجعلهم يتخبطون في هذه الدوامة.

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79634337
تصميم وتطوير