Site icon جريدة البيان

هضبة الجلالة.. منتجع أوروبي فوق أرض مصرية

عضو باللجنة الإقتصادية: مشروع هضبة الجلالة من أهم المشاريع العقارية التي تقوم بها الدولة في هذه المرحلة

-لابد من توفير مناطق تحاكي الطبقة المتوسطة ليستمتع الجميع

 

 

 

كتبت – سارة علاء الدين

 

مشروع هضبة الجلالة هو أحد أهم المشروعات التنموية القومية  العملاقة التى بدأها الرئيس المصري “عبدالفتاح السيسي”،والذي تشرف على تنفيذه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة،ضمن أكثر من 253 مشروعاً قومياً بمختلف محافظات الجمهورية،وقد بدأ التخطيط للمشروع ليكون تجمعاً سياحياً وترفيهياً وفقاً لأرقى ابمستويات العالمية ثم تطورت الفكرة ليكون مشروعاً تنموياً شاملاً نظراً لما تحتويه منطقة الجلالة من مقومات طبيعية ثرية يمكن إستغلالها لتحقيق نقلة تنموية شاملة في المنطقة.

يهدف مشروع “هضبة الجلالة” إلى خلق مجتمع تنموى حضاري جديد يتضمن كافة الخدمات السكنية / التجارية / التعليمية والسياحية للمنطقة التي تتمتع بطبيعة خلابة ذات طابع سياحي فريد من حيث الطبيعة الجبلية والساحلية توفر تلك المشروعات أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في كافة المجالات السياحية / التعليمية / التجارية،كما أن المشروع يشتمل على مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك سلمان ومنتجعاً سياحياً يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق العين السخنة- الزعفرانة، الذي يشق جبل الجلالة.

-سبب إختيار جبل الجلالة

وقع اختيار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على موقع “جبل الجلالة”بسبب تميزه الجغرافي الذي يسمح بالبناء والزراعة وإنشاء المنتجعات السياحية والطرق وإطلاله على ساحل البحر الأحمر، وغناه بالكثير من الثروات الطبيعية التي ستحقق تنمية لمصر، حيث يوجد به خام الرخام، وسيساعد الطريق الذي سينشئ في الجبل، على سهولة نقل تلك الخامات لتصنيعها.

محاور المشروع

 

1-مدينة الجلالة العالمية

تقام مدينة الجلالة العالمية أعلى هضبة الجلالة التي تقع بين العين السخنة والزعفرانة على ارتفاع 700 متر من سطح البحر، بمساحة 17 ألف فدان. المدينة كاملة المرافق والخدمات على أعلى مستوى وتحتوي على مدينة طبية عالمية، وأول قرية أوليمبية لإقامة الفعاليات الرياضية للدولة، ومناطق سكنية سياحية وأخرى لمحدودي الدخل بالاتفاق مع وزارة الإسكان وكذا مناطق خدمية لقاطني المدينة. يعطي الارتفاع الشاهق للمدينة ميزة مناخية تتمثل في انخفاض درجة الحرارة عن مستوى سطح البحر بعشر درجات.

2-جامعة الملك سلمان

تقام جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز على مساحة 100 فدان لتعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة على أن تضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصري في تخصصات غير نمطية، وغير موجودة في الجامعات العادية، مثل كليات للزراعات الحديثة، وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين، بالإضافة إلى كلية للطب.

3-منتجع الجلالة السياحي

يقام منتجع الجلالة السياحي علي شاطئ خليج السويس بمنطقة “رأس أبو الدرج” علي مساحة 1000 فدان. يضم المنتجع فندقين أحدهم جبلي وآخر ساحلي، الجبلي يضم 300 غرفة و40 شاليه، بينما الساحلي يضم 300 غرفة و60 شاليه، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق طوله 17 كيلو متر وتليفريك تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية بطول 6 كيلو متر، ويتم تنفيذه عن طريق شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت تنفذها كبرى الشركات العالمية. تم البدء في مشروع المنتجع السياحي منذ شهر أكتوبر 2015.

4-المنطقة الصناعية الجديدة

تقام المنطقة الصناعية الجديدة على جانب الطريق ، تشمل إنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن في العام وهو من تخطيط وتصميم ” جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ” التابع للقوات المسلحة ، وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسى لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج، بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز، كما تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق من خلال تطوير محطة كهرباء ” عتاقة ” . – تطوير وتعظيم الإستفادة من منطقة ” المحاجر ” التي يوجد بها جميع أنواع المواد الخام الحجرية الهامة ، فطريق الجلالة بالكامل يوجد عليه مجموعة جبال الرخام التى تنتج ” رخام الجلالة ” المشهور عالميا ويتم تصديره ، كما توجد بالمنطقة خام “الكولينا” والذي يدخل في صناعات الإسمنت والطفلة ورمل الزجاج.

5-طريق العين السخنة-الزعفرانة

يعتبر طريق العين السخنة – الزعفرانة من أصعب مهام الإنشاءات الهندسية، وذلك لوعورة المنطقة الجبلية ذات الكتل الصخرية الضخمة التي يقام عليها المشروع، واستلزم إتمام المشروع القيام بأعمال النسف والتدمير التي تتم لقطع الطريق من خلال معدات خاصة تم زرعها وسط الجبال، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة تصل إلى 230 متر، ما يعادل بناية 70 أو 80 دور. تتم عمليات النسف بأعلى معايير الدقة والأمان ومراعاة عدم التأثير على البيئة الجيولوجية، ويتم الاستفادة من الصخور التي يتم نسفها في أعمال الردم الخاصة باستكمال بناء جسم الطريق.

صمم الطريق ليكون باتجاهين بعدد 3 حارات مرورية بكل اتجاه. ويبدأ من منطقة جنوب بورسعيد حتى الكيلو 92 طريق إسماعيلية الصحراوي ويقطع طريق السويس والعين السخنة في منطقة وادي حجول، ويتجه جنوبًا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 في محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف – الزعفرانة. ويخطط لاستكمال الطريق من جهة الجنوب حتى يصل إلى غرب الغردقة وغرب سفاجا ثم “أبو رماد” وحلايب وشلاتين حتى منطقة “بيرفوركيت” على الحدود الدولية مع السودان على خط عرض 22. يبلغ طول الطريق 82 كيلو متر، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلي، مثل وصلة منطقة “رأس أبو الدرج” بطول 17 كيلو مترًا، وهي المنطقة التي يقام فيها المنتجع السياحي على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداي ملحة بطول 13 كيلو مترًا، للربط بين الطريق الساحلي والطريق الرئيسي.

يتفادى الطريق الجديد كل سلبيات طريق السخنة – الزعفرانة الحالي على الطريق الساحلي المكون من حارة واحدة، والذي يخطط لإغلاقه عقب افتتاح الطريق الجديد وتحويله إلى طريق داخلي بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه، وفي منتصف الطريق الجديد يوجد صب خرساني لحماية المركبات المنحرفة من السقوط على جانبي الطريق الجبلي. تم بناء الطريق بدرجة ميل 4% لكي تكون السرعة المحددة عليه 120 كم/ساعة حتى لا يشعر راكبو السيارات بأي معوقات أو صعوبة أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذي يمر بين الجبال، بالإضافة إلى وجود سدود توجيه وإعاقة ومخرات سيول على جانبي الطريق حتى تنقل مياه السيل الزائدة من اتجاه الجبل إلى البحر، كما تم عمل مخرات وبرابخ للاستفادة من مياه السيول في المشروعات الصناعية والزراعية.

يتصل الطريق مع محور 30يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر ودول قارة أفريقيا، 

وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانئ والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها في تلك المنطقة الواعدة. كما يمر الطريق بمنطقة المحاجر التي يوجد بها جميع أنواع الخامات الهامة مثل الرخام وخام “الكولينا” و”الطفلة” و”رمل الزجاج”، وسوف يساهم الطريق في دعم عمليات استخراج وتصنيع تلك المواد دون الحاجة إلى عمل مدقات وعرة أو طرق غير ممهدة تكثر فيها المشكلات والحوادث. كما يخدم الطريق المنطقة الصناعية الجديدة المزمع إنشاؤها بهضبة الجلالة، كما سيخدم المنطقة الاقتصادية الموجودة بشمال غرب خليج السويس،والتي تضم مصانع “حديد – سيراميك – أسمنت – بتروكيماويات”، كما سيسهل الحركة من الجنوب إلى ميناء العين السخنة والزعفرانة،وميناء الغردقة وميناء سفاجا.

6-استغلال مياه السيول

صمم الطريق لكي يراعي مخرات السيول والأمطار ويسخرها باستغلال مياهها العذبة عن طريق حفر بحيرات في نهاية المخرات واستغلال ناتج الحفر لاستكمال تمهيد طريق السخنة – الزعفرانة الجديد.

7-تحلية مياه البحر

يتضمن المشروع إنشاء محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحي ومدينة الجلالة العالمية تقع جنوب المنتجع مباشرة،

بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمنتجع.

الشركات العاملة بالمشروع-

يعمل بالمشروع 53 شركة مدنية وطنية بجانب كتائب “سلاح المهندسين العسكريين،منهم  40 شركة مصرية في مجال الطرق و5 في مجال الإنشاءات والأعمال الصناعية والكباري والأنفاق والبرابخ ومحطات الوقود وبوابات الرسوم، إلى جانب 8 شركات تعمل في منطقة رأس أبو الدرج في المنتجع السياحي المطل على خليج السويس، بإجمالي عدد عمال يصل إلى 15 ألف عامل وفني ومهندس، تحت إشراف ومتابعة “الهيئة الهندسية للقوات المسلحة”.

يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تفقد عدداً من المشروعات الجاري تنفيذها بمنطقة هضبة الجلالة منذ عدة أيام.

واستمع “السيسي” إلى شرح تفصيلي للموقف التنفيذي للمشروع التنموي المتكامل.

و قام الرئيس بالمرور على محطة تحلية المياه العملاقة بالجلالة بطاقة 150 ألف متر مكعب / يوم والتحرك فوق الكوبرى العلوى وزيارة منطقة الألعاب المائية ( الأكوا بارك ) ومارينا الجلالة.

واختتم الزيارة بتفقد مقر الجامعة تحت الإنشاء ومصانع الفوسفات والرخام.

وخلال الجولة التقى الرئيس بعدد من المهندسين والمقاولين والعاملين بالشركات الوطنية المنفذة للمشروع بالتعاون مع القوات المسلحة.

وأشاد “السيسي” بالجهود المبذولة لإنجاز المشروع وفقا للمعايير الدولية، والالتزام بالجدول الزمني المحدد لذلك بالنظر إلى انعكاساته الإيجابية على حركة الاستثمار والسياحة والصناعة، فضلاً عما يحققه من الاستفادة من البيئة النقية ودرجة الحرارة المعتدلة أعلى هضبة الجلالة وتدشين مشروعات سياحية وعلاجية تساهم في تحقيق التنمية الشاملة لهذه المنطقة.

وفي سياق متصل فقد عقب الدكتور مدحت الشريف عضو اللجنة الإقتصادية بمجلس النواب عن هذا المشروع قائلاً”أن مشروع هضبة الجلالة من أهم المشاريع العقارية التي تقوم بها الدولة في هذه المرحلة،لاسيما أن تلك المنطقة كانت صحراوية جبلية غير مستغلة بالمرة،ولكن استغلالها في هذا المشروع يعتبر فتح مجال للإستثمار العقاري في مصر بشكل عام،كما أنه سيكون عامل أساسي في مشاركة وتوظيف عدد كبير من الشباب في هذا المشروع،بالإضافة إلى كونه نقطة جذب سياحي لمشروعات قد تكون غير متكرره في مصر ،خصوصاً أن هذا المشروع يتم تنفيذه على هضبة عالية مطلة بشكل مباشر على البحر الأحمر وبها جميع الوسائل والألعاب الترفيهية المتواجدة بشكل موسع.

وأوضح “الشريف” أن هذا المشروع عنصر جذب سيعود على مصر بفائدة كبيرة،بالإضافة إلى كونه متنفس سياحي لكثير من المواطنين،كما طالب بتوفير أماكن ضمن هذا المشروع تحاكي الطبقة المتوسطة حتى يكون هناك إستمتاع للطبقات المختلفة،بجانب وجود مناطق في محيط الجلالة البحرية والعين السخنة لتوفير الإستمتاع كالشواطئ العامة لأنها أكثر إحتياجاً لدى البعض في هذا المكان.    

Exit mobile version