السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

نُريد إنتخابات رئاسية “حقيقية ” وليست ” تمثيلية ” !

نُريد إنتخابات رئاسية “حقيقية ” وليست ” تمثيلية ” !

بقلم : جرجس بشرى ..

 

حالة من الجدل الآن تسود بين المصريين حول الإنتخابات الرئاسية المقبلة ،حيث يرى فريق منهم أن الإنتخابات الرئاسية المقبلة محسومة للرئيس عبد الفتاح السيسي في حالة إعلانه الترشح للرئاسة لولاية ثانية ، وفريق أيضاً يرى أن عدم وجود مرشحين حقيقيين يمتلكون الخبرة السياسية والعسكرية سيصب أيضاً في مصلحة السيسي.

 

كما رأى فريق آخر وهو على فكرة فريق لا يستهان به أن السيسي سيكون في منافسة مع السيسي ” أي مع نفسه في الإنتخابات المقبلة وأن الإنتخابات الرئاسية المقبلة ما هي إلا تمثيلية ومسرحية هزلية وكرتونية ومتظبطة للسيسي وأغلب من يرون ذلك ويؤكدون عليه جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها في الداخل والخارج ، كما أن من يرصد ويتتبع رأي الشارع المصري وخاصة في المناطق الفقيرة والعشوائية سوف يرصد بوضوح نوعاً من العزوف عن المشاركة في الإنتخابات الرئاسية القادمة أي تنوي المقاطعة وتطليق المشاركة بالثلاثة.

 

وذلك بعد أن نجحت حكومة شريف إسماعيل نجاحاً مبهراً يحسدها عليه الكثيرين عن تلبية المطالب المشروعة لهذه الفئات المهمشة والمطحونة في العدالة الإجتماعية ، بسبب تصاعد موجات الغلاء والإرتفاع الجنوني في فواتير الكهرباء والمياة والغاز وعدم مراقبة الأسواق وتفشي الفساد وتحصين الفاسدين الذين يعيثون فسادا في قوت ومصير ومقدرات الشعب المصري العظيم من المساءلة والمحاسبة ، والحق أقول أننا للآن لم نرَ أمارة واحدة لإنتخابات رئاسية جادة وهذا ليس عيبا ً في السيسي ولكن لأنه للآن لم يظهر بديلاً قوياً يستطيع أن ينافس السيسي منافسة حقيقية ، فلماذا غاب المتنافسون عن الحلبة التنافسية ؟ خاصة وأن أسماء كبيرة كانت قد تداولت في الشارع السياسي عن ترشُح الفريق أحمد شفيق والمستشار يحيي دكروري صاحب الحكم التاريخي في أحقية مصر في جزيرتي تيران وصنافير ، والمستشار هشام جنينة والنائب السابق محمد انور السادات ؟!

 

والحق أقول أن وجود شخصيات لها ثقل محلي وإقليمي ودولي في الإنتخابات المقبلة أمام السيسي ستضفي شرعية وثقة ومصداقية وسمعة طيبة عن الإنتخابات الرئاسية المقبلة داخليا وخارجيا ، وسيستشعر الناخب أن صوته سيذهب لمن يستحقه ، وسيضرب بل وسينسف ما يتردد لدى البعض بأن الإنتخابات الرئاسية تمثيلية محبوكة ومتظبطة لفوز السيسي مرة ثانية ، بل وسيؤكد أن هناك ديمقراطية وحراك سياسي حقيقي في مصر سيكسر حاجز المقاطعة ليخرج المقاطعون والصامتون والممتنعون والكيادون ليشاركوا بحرية وفي أعداد كبيرة تضفي شرعية على العملية الإنتخابية ، فانا شخصيا مع نزول الفريق احمد شفيق ومع نزول المستشار يحيى دكروري ومع نزول خالد علي المحامي الذي أعلن ترشحه مؤخرا ، وهو شخصية وقامة قانونية محترمة .

 

ووسط هؤلاء المتنافسون الشعب بذكائه سيختار من يناسبه ويعبر عنه ، ليس فقط من خلال البرنامج الإنتخابي للمرشح بل من خلال احساسه بصدقه معه ومن خلال سيرته الوطنية وخبرته السياسية ، فكم من برامج انتخابية تبدو براقة ومدغدغة لمشاعر وأحلام المصريين وثبت أن بها سم قاتل وما هي إلا طريق حتمي إلى الضياع والهاوية والتقسيم والتفتيت والفقر والديكتاتورية والإستبداد ، ولنا في برنامج الرئيس المعزول محمد مرسي إسوة وعبرة لمن يريد أن يعتبر ، وهو ما يستوجب على الفور ضرورة سن تشريع من مجلس النواب بإضافة بند يستوجب محاكمة المرشح الرئاسي الفائز في حالة إخلاله بعدد من الوعود الإنتخابية الواردة ببرنامجه الرئاسي خلال عام ونصف بل وعزله إذا أخل بهذه الشروط في غيبة من الشعب والدستور والقانون وهو ما سيجعل المرشح الرئاسي ملماً وعالما بما سيفعل وماذا سيفعل لمصر وإلا سيكون مصيره المحاكمة والعزل.

 

وفي رأيي الشخصي وليس تطبيلا للسيسي أن مصر في أمس حاجة لمرشح عسكري مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة وأن مصر مستهدفة من عدة قوى مخابراتية وإرهابية لها أذرع في الداخل تريد النيل منها ومن وحدتها وتتربص بجيشها وشرطتها الدوائر ، كما أن السيسي بدأ سلسلة من المشروعات الهامة والتي يقول المنطق والعقل والإقتصاد أنها لا تؤتي ثمارها في يوم وليلة ، وأنه لو ترشح أطالب وأفوضه للثورة على الفساد في مؤسسات الدولة التي أصبحت ميغة وطابونة وعزبة وسن تشريعات صارمة لمواجهة الفساد المالي والإداري وحماية الموظف العام الذي يبلغ عن الفساد بتشريعات صارمة بالعزل والسجن المشدد ، وتفعيل دور الاجهزة الرقابية ومراقبتها عن طريق تأسيس مجلس وطني لمحاربة الفساد تابع لرئاسة الجمهورية ، والتصدي للإرهاب بحسم وتفعيل وتوسيع نطاق العدالة الإجتماعية لتطول المعدمين والفقراء والنزول للشارع بنفسه وخاصة المناطق الفقيرة والعشوائيات حيث سيرى وسيسمع بنفسه عجبا وسيرى عكس ما يخرج إليه

 

عن حالة الشارع من المكاتب المكيفة من بعض مستشاري السوء الذين عزلوه عن شعبه ، وليس هذا توجيها مني لكي ينتخب الناس السيسي ، فالشعب المصري حر وذكي ولا يحتاج إلى اوصياء عليه لانه هو الذي يمنح الشرعية لأي رئيس وهو الذي يمنعه عنه ، وهو يختار ما يراه الأصلح له سواء كان السيسي او غيره ولكن في ظل اقتصار الانتخابات الرئاسية على السيسي وخالد علي فانها ستكون محسومة في النهاية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي وستكون المنافسة ضعيفة وسيكون خروج الناس قليلا وهو ما سوف يؤثر على مصداقية الإنتخابات المقبلة لأن خروج الجماهير بأعداد كبيرة سيعطي زخما ومصداقية ومشروعية أكثر عن هذه الغنتخابات داخليا وخارجيا.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79674383
تصميم وتطوير