دائمآ محاولة افشال شيء غير مآلوف هو قمة النجاح، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بالحفاظ علي القيم والأخلاق والمبادئ والتعاليم التي جاءت بها جميع الأديان السماوية، وهذا ما دفعني للكتابة بعد توقف فترة طويلة لأنني أؤمن بأننا كلنا مسئولون أمام الله وأمام انفسنا دعوتي لكل شرفاء الأمة لتدشين حملة “خليها تفشل” على غرار “خليها تصدى” التي لاقت قبول ونجاح في سوق السيارات، وذلك لمقاطعة كل أنواع الفنون التي تخدش الحياء العام، وتهدم قيم المجتمع المصري، مطالبة بضرورة استعادة دور الدولة في إنتاج اعمال فنية متميزة تتناسب مع استراتيجية «بناء الانسان المصري» الذي وجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
على اعتبار ان الكارثة الاخلاقية في هذه الأعمال الفنية المبتذله هي الترويج لها في أعظم شهور السنة، وأتسائل هل تنتصر القيم والأخلاق على العادات السيئة في شهر العبادات؟؟ ، ولماذا لم ندعو لثورة بداخلنا نتمرد فيها على أنفسناو َننتفض لنصرة ديننا، وأخلاقياتنا، لنعيد بها الثوابت المجتمعية، بعد أن حدث انفلات في السلوكيات، وغاب الهدف، و فقدنا القدوة.
مؤكد غياب وزارة الاعلام، والرقابة على المصنفات الفنية، كارثة تسبب بها مدعي الثقافة وتجار الحريات المطلقة، دون احترام لقيم الدين، والتقاليد والعرف الاجتماعي، لكي تصبح البيوت سداح مداح في استقبال كافة الألفاظ والافهات الخارجة، التي ساهمت في زلزلة كيان الأسر المصرية، ورسخت لبيئة خصبة ينمو بها انهيار الاخلاقيات، لنفقد بعدها القدوة، وتقطع الروابط المجتمعية، وفي المقابل إذاعة أفلام ومسلسلات تنشر العنف الأعمى، وتقدم كافة المتناقضات الاجتماعية، والاخلاقية، والسياسية، والرياضية، والاباحية ، التي أدت الي رواج اللا ثقافة بانتشار الالفاظ الخادشة للحياء، والمصطلحات المبتذلة، الركيكة، التي اقتحمت بيوتنا دون استئذان، لتخدش حياء محارمنا، و الأمثلة كثيرة كل ماعليك ان تبحث على جوجل “ألفاظ خارجة” في المسلسلات المصرية.. وسوف تجد وابل من الشتائم والالفاظ التي أصبحت لغة دارجة بين الشباب والفتيات.
ان الفن الراقي رسالة سامية أسئ توظيفها، لهدم كل ما هو جميل وراقي، وانتشار ثقافة الكراهية ، والشائعات الهدامة، ونشر ثقافة السفه، واللغط، والسب، والاحتقار، وبشاعة أدبيات الحوار الهزلي، وفنون التصوير المهينة، التي لاتقرها الاديان، ولا الاخلاق، ولا التقاليد الاجتماعية، أمام صمت الحكومة ، وعجز علماء الدين، وخرص النخبة ، وجمعيات حقوق الإنسان، فمن يثور لأمة تفقد هويتها؟ من يثور لأمة تهوى قيمها؟ من يثور لنشئ افتقد القدوة والرمز؟ ، من يصرخ لوقف صوت الفن الهابط؟ فلننتفض في شهر الصيام والقرأن لمقاطعة مسلسلات تتسابق لنشر العري والفسق ، الا من رحم ربي لنكن نحن رقباء على بيوتنا وأبنائنا ووطننا ونفرض أرادتنا بالاصرار على افشال هذا العبث بمقاطعة كل المسلسلات التي اعدت للهدم وليس البناء فهل نثور لأنفسنا ، لاجبارهم لتصحيح المسار ، وتقديم كل ماهو يصلح المجتمع ، وينشر رسالة الحب والتسامح ، والمودة وروح الإيثار، والتضحية للوطن، ونبذ الفرقة والتطرف في الأفكار ، والالفاظ، والعري، والنشاذ عن كل القيم المجتمعية الراقية، فهل نطلق دعوة ناجحة، لتقول نحن ما زلنا نستطيع نرفع راية التجديد الهادف، للذود بما بقى من ثقافة ومعرفة، من أجل عودة أجيال رفعت من قبل مشاعل التنوير لسنوات طويلة.
انادي كل أصحاب الضمائر بضرورة تدشين حملة “خليها تفشل” لمقاطعة مشاهدات المسلسلات والبرامج التافهه أسوة بحملة “خليها تصدى” التي احدثت تغير في عالم السيارات في مصر، وخاصة ونحن على اعتاب شهر رمضان، الذى يعتبر موسم العبادات والتقوى، في محاولة لإصلاح ماافسدته الرسالة الفنية طوال السنوات الماضية. فهل نثور؟؟؟؟