لقد ظهرت في الاونة الأخيرة ظاهرة التنمر ، ما هو التنمر وما هي أقسامه وانواعه وما هي اثاره النفسية علي الطفل وكيفية التصدي لمثل هذه الظاهرة؟ .
التنمر هو سلوك عدواني من قبل شخص أو مجموعة أشخاص تجاه شخص او اشخاص اخرين تجعل المتنمر عليه يشعر بسوء المعاملة الذي قد يؤثر علي حالته النفسية .
وينقسم التنمر الي عدة انواع مثل العنف الجسدي واللفظي والجنسي والالكتروني ، وهناك أسبابا عدة وراء ظاهرة التنمر أولها يبدأ من المنزل مثل العنف الاسري الي جانب البيئة المدرسية ، فالمعاملة السيئة التي يتلقاها الطفل في المنزل تصنع منه شخص عدواني يرغب في التنفيس عن نفسه من خلال اتباع سلوك عدواني علي الاخرين.
وينقسم التنمر الي نوعين : –
تنمر مباشر : ويكون من خلال الضرب او الدفع او شد الشعر او الطعن او الصفع وغيرها من الافعال التي تدل علي الاعتداء الجسدي .
وغير مباشر: حيث يتضمن التهديد .
وقد عرف المؤسس للابحاث حول التنمر في المدارس – دان الويس النرويجي- (Dan olweus) التنمر بانه افعال سلبية متعمدة من قبل تلميذ او اكثر وهي تتم عن طريق الحاق الاذي بتلميذ اخر بصورة متكررة طوال الوقت ويمكن ان تكون بالكلمات او الاحتكاك الجسديراو استخدام الايذاء الجسدير.
هذه الظاهرة يجب الا يستهان بها فاثار التنمر قد تمتد لسنوات طويلة وقد تختلف ردة فعل الطفل المتنمر عليه بناء علي الموقف فبعض الاطفال قد يتعرضون لهذ السلوك بشكل غير مقلق ويتجاهلونه مما يحد من اثار التنمر عليهم وقد تتراوح ردة فعل الاطفال مع موضوع التنمر حسبا للحالة فبعض الاطفال قد يفقدون الشعور بالسعادة في الجو الذي يواجهون فيه العنف بمختلف اشكاله فاذا كان ذلك يحدث في المدرسة فان الطفل قد يمر بحالة رفض للذهاب للمدرسة وفي حالات اخري يفقد الطفل المتنمر عليه قدرته علي التركيز مما يؤثر سلبا علي تحصيله الدراسي ، كما انه قد يفقد اهتماماته ببعض المجالات كالرياضة والهوايات التي كان يمارسها وقد يصاب بالقلق والتوتر مما يؤثر علي شهيته ونومه وقد يصبح انعزاليا .
فاذا لم تتم معالجة التنمر في الوقت المناسب فان الطفل قد يصاب بالاكتئاب الذي يصيبه بفقدان الوزن والام جسدية وقد يشعر بان حياته ليس لها معني مما قد يدفعه للتفكير بالانتحار .
ومن هنا يظهر اهمية دور الاهل في الوقاية قبل العلاج وفتح قنوات الاتصال بين الاهل والطفل للحديث والنقاش لفهم المشكلة التي يمر بها أبنائهم .فعلي الاهل مراقبة حالة الطفل باستمرار ومتابعة المدرسة والمدرسين واذا لم يتمكن الاهل والمدرسة من فهم ما يعانيه الطفل فيجب عليهم مراجعة طبيب نفسي لفهم المشكلة .
كما أظهرت عدة دراسات بان كثرة استخدام الالكترونية بدون اشراف من الاهل يمكنها ان تؤدي للتنمر فالمدة الي يجب ان يقضيها الطفل امام هذه الالعاب الالكترونية تتراوح من نصف ساعة والا تتجاوز الساعة وهذا يتم بمتابعة من الاهل ولا يحبذ ان يستخدم الطفل شبكات التواصل الاجتماعي حيث ان هذه الشبكات تعطي مساحة للاطفال لتفريغ طاقتهم السلبية وممارسة التنمر ضد اطفال اخرين تناقل صور غير محببة او توجيه انتقادات امام باقي الاصدقاء علي ( الفيس بوك) علي سبيل المثال .
وعلي الاهل متابعة الاطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل ومعرفة المحادثات التي يخوض بها ابنائهم وهذا لا يتحقق الا من خلال تكوين صداقات متبادلة مع الابناء والثقة المتبادلة وعلي كل اب وام :
* غرس التواضع والحلم وحب الاخرين في الطفل منذ الصغر فقال صلي الله عليه وسلم” وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله الا رفعه الله”. مسلم .
* تربية الطفل منذ الصغر علي توقير الكبير والعطف علي الصغير فقال صلي الله عليه وسلم ” من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا” سنن ابن داوود .
* ايجاد بيئة اجتماعية جيدة للطفل من خلال اختيار الصحبة الصالحة فقال صلي الله عليه وسلم ” مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل ثاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك اما تشتريه او تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك او ثوبك او تجد منه ريحا خبيثة ” اخرجه البخاري .
* تقويم الطفل وعدم تبرير اخطائه حتي لا يختل ميزان الخطا والصواب لديه مع مراعاة الرفق واللين .
* المساواة بين الطلاب في اماكن التعلم وعدم التمييز بينهم الا لمكافئة علي عمل او تخلق بخلق حسن .
* ابعاد الطفل عن مشاهدة العروض والمشاهد التليفزيونية العنيفة والعاب الكرتون والفيديو التي في محتواها عنف.
* عدم مناداة المعلم للطالب بما بما يكرهه او ينتقصه امام زملائه لما لهذا من اثار سلبية علي نفسية الطفل .
عدم الاسراف في العقاب او الهجوم اللفظي فينبغي تناسب العقاب مع حجم الخطأ.
* تعزيز الاحترام المتبادل بين الطلاب من خلال الانشطة التربوية لقوله تعالي” وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الاثم والعدوان “.
ولهذا ولوقاية ابنائنا من التنمر بجميع اشكاله ودعمهم يتوجب العمل ضمن استيراتيجية تعزز التكامل في الادوار بين الافراد والجهات المعنية وتفعيل دور كل من الاطفال والادارة المدرسية والمعلمين واولياء الامور ولا ننسي الدور الجوهري الذي يلعبه المتخصصون النفسيون والاجتماعيون في رفع وعي الطلبة حول التنمر والعمل علي وقايتهم لذا ننادي من خلال هذا المنبر بضرورة بناء القدرات وتعزيز دور الموادر المدرسية في مجال التنمر من خلال توفير تدريب منهجي والزامي يمكنهم من ان يصبحوا محركات للتغير الإيجابي.
ولعل إنشاء مرصد مدرسي للمشكلات السلوكية ومنها التنمر أمر ضروري للوقاية والعلاج المبكر من مثل هذه الظواهر التي تؤذي اطفالنا ومجتمعنا فعلينا جميعا مواجهة التنمر بشتي انواعه .
فقوة الانسان تكمن في ضبط النفس والتحلي بالصبر عند مواجهة الفعل الخاطئ لقوله صلي الله عليه وسلم ” ليس الشديد بالصرعة ، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ” اخرجه البخاري .

وحوش المجال الجوي المصري وقت الازمات الدولية
1 أبريل 2025 - 3:29م
التعليقات
👍👏💝🌹🌸أحسنتي
موضوع حلو جداااااا وللاسف التنمر أصبح
موجود في حياتنا اليوميه من اغلب الاشخاص سواء كبار او صغار ،،تحياتي للذوق الراقي في اختيار المواضيع ❤️💐💐
موضوع راااءع ‘♥♥احسنتي،♥♥
احسنتي يا ابنتي سلمت يمينك