نسمع كثيرا عن دور المرأة في المجتمع وانها نصف المجتمع ولها دورا اساسيا في ادارته، فهي الام والاخت والزوجة وهي الحياة لها منا كل تقدير واحترام.
ولكن علي الجانب الاخر لا يمكننا تجاهل دور الرجل فهو النصف الاخر للمجتمع بل هو أساس المجتمع ، فهو الاب والاخ والزوج .
فمن المؤسف ان يكون الرقي والتقدم الذي نحن بصدده هو ما وضع الغبار علي دور الرجل فصار بلا ملامح .
فبعض الرجال تمكنوا من اداء دورهم في الحياة علي أكمل وجه ، عرفوا كيف يكونون اباء واخوة وأزواج ، عرفوا معني الأسرة ومالهم وما عليهم .
مادور الاب ؟وما دور الزوج ؟ وما هي اهمية وجود الاخ؟ أولا: (الاب): هو مصدر الحماية فهو الظهر وهو السند هو وتد العائلة كلها لذا فتواجده في حياة أسرته ومشاركته اعباء المنزل واعباء التربية وتولي امور ابناؤه ومشاركة زوجته هو واجب عليه.
فالاب والام حجران أساسيان في بناء الاسرة ، فالأب ليس بماكينة نقود وليس بشبح تخيف به الام ابنائها ، فهو مصدر الامن والامان والعطف والحنان.
فله دور فعال في تربية ابناؤه وليست الام فقط .
فطبقا لعدة دراسات فالأطفال الذين يشعرون بوجود دور للأب في طفولتهم تكون مشكلاتهم السلوكية أقل من غيرهم .
فالأبناء الذين يجدون آبائهم حولهم وبجانبهم يتميزون اجتماعيا ودراسيا عمن يفقدون وجود الأب .
اذا ماهي الطرق التي بها يصبح للأب دورا محوريا في الأسرة ؟؟
(١) احترام الأم له واظهار هذا الاحترام للابناء فهذا الاحترام يربي في الطفل كيفية احترام الاخرين وكيفية التعامل معهم .
(٢) قضاء الوقت مع الابناء وثتا مليئا بالمرح والسعادة واللعب والضحك .
(٣) اقامة علاقة بين الاب وأبناؤه قائمة علي الاحترام المتبادل والتواصل فيما بينهما.
(٤) عليه أن يكون قدوة صالحة لابناؤه في كل سلوكياته فهو في نظر أبناؤه بطل وكل تصرفاته بالنسبه لهم مثالية فعليه أن يحسن التصرف ويراعي الله في رعيته .
(٥) عليه التواجد علي مائدة الطعام مع أسرته فيجب علي الاسرة تناول الطعام معا للأكل وتبادل أطراف الحديث فهذا التجمع الجميل ينمي لدي الطفل الشعور بالامان والانتماء لاسرته.
(٦) ان يقرأ القصص لاطفاله ويتناقش معهم في امور الحياة علي قدر عقولهم فالحوار بين الاب والام والابناء مهم جدا لبناء شخصية اولادهم وخلق جيل مثقف قادر علي التفاعل مع المجتمع.
(٧) اظهار الحب والعطف للابناء فيخبرهم بانه يحبهم ويحتضنهم ويقبلهم فهم في حاجة لهذا الشعور.
فدور الاب لا ينتهي عند مرحلة معينة بل هو دور ممتد حتي بقية العمر فلا تجعل عملك يشغلك عن بيتك وأبنائك ويشغلك عن أهم وأحلي لحظات يمكن أن تعيشها معهم فهم في حاجة لك وانت في حاجة لهم.
ثانيا:(الزوج): الزوج هو الحبيب والصديق لزوجته وهو شريك الحياة لذا دوره لا يقل اهمية عن دور زوجته ، فمن أسباب نجاح الحياة الزوجية واضفاء السعادة عليها هو وجود الزوج بجانب زوجته يشاركها في كل امور الحياة .
فاحساس المرأة ان زوجها ليس مشغولا عنها ويقدر مجهودها يعد وسيلة هامة لاستقرار الحياة الزوجية واضفاء البهجة علي البيت.
وكذلك مساعدته لها في الاعمال المنزلية بقدر الامكان وبقدر المستطاع فهذا لا ينتقص من رجولته ، فالتعاون بينهما يعمق الألفة والحب فعلينا كمجتمع ان نعمل علي تغيير الموروث الاجتماعي الخاطيء بالنسبة للذكور ، فعلي الاسرة ان تنمي وعي التعاون والمساعدة عند الذكور متذ نعومة أظافرهم حتي يكونوا ازواج صالحين بالمستقبل .
فعبء المحافظة علي نظافة المنزل ليس مسئولية الزوجة فقط وانما هو مسئولية مشتركة بين افراد الاسرة .
ومشاركة الزوج ليست قاصرة علي النظافة والطبخ فقط وانما علي الاهتمام بالابناء ومتابعتهم .فعليك أيها الزوج التواجد في حياة اسرتك وعليك ان تكون الداعم الاول لزوجتك ، فتعطيها قيمتها في الحياة وتشعرها باهتمامك بها في كافة الجوانب الخاصة بها ، فهذا يعطيها ثقة اكبر في نفسها وتقديرا عاليا لذاتها.
وعليك عزيزي احترام زوجتك فاذا احب الرجل زوجته احترمها وحرص علي كرامتها وغير طبيعته معها فان كان بخيلا جنح الي الكرم وان كان كريما زاد كرمه وان كان كتوما يفضي لزوجته باسراره وان كان صموتا تبسط نسبيا معها وانفتح فمه المغلق.
عليك ايها الزوج اظهار اناقتك لها واهتمامك بشكلك ونظافتك وهندامك وان تشعرها بانها هي حياتك وهي الافضل والاجمل بالنسبة لك وعليك الانشراح والتبسم في وجه زوجتك ومحاولة تحقيق احلامها والوقوف بجانبها وتشحيعها لتبدو أفضل وأحسن .
علي الزوج البوح بحبه الصادق لزوجته واكرام اهلها والترحيب بهم اكراما لها.
ثالثا:(الأخ) : أما عن الأخ فهو نعمة من الله وهو قطعة من القلب والروح وهو السند والمتكأ عندما تشتد الدنيا .
وهو الصديق الاول وهوالاب الثاني ، فليس هناك حب كحب المرء لأخيه وليس هناك حب كحب الاخ لأخيه فهو حب صادق متبادل يدوم للأبد .
فالاخ الصالح خير من نفسك فالنفس أمارة بالسوء والأخ الصالح لا يأمر الا بالخير .
والاخوة الصالحون هو الرباط الذي تقوم الحياة علي أساسه وهم الطريق للمستقبل .
وكيف لا يكون الاخ كذلك ورب الكون قال فيه”سنشد عضدك بأخيك” .
فانت يا أبي ويا زوجي ويا أخي أساس المجتمع فلا يمكننا ان نتجاهلك وان نمحي وجودك ، “فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ” .
وفي النهاية نحمد الله الذي لولاه ماجري قلم ولا تكلم لسان وأسال الله لي ولكم التوفيق والسداد.