تقرير: سالي عبدالعزيز
مهن كثيرة مهدّدة بالزوال، إثر التطوّر التقني الذي أحدثته التكنولوجيات الجديدة والمبتكرة، الأمر الذي سيؤدي إلى خسارة الكثيرين لوظائفهم، خلال السنوات القليلة القادمة، مع بروز مهن جديدة تتطلب مهارات تقنية عالية، فإذا كنت سعيداً براتبك وسنوات خبرتك.. انتبه، فهناك عشرات المهن في طريقها إلى الاختفاء، وربما تكون مهنتك واحدة منها.
فلنأخذ مثلا المهن المتعلقة بطباعة وتوزيع الجرائد والمجلات، حيث أحدث التطوّر التقني، وثورة الإنترنت صدمة كبيرة للعاملين فيها، فمع انخفاض مبيعات الجرائد الورقية عاما بعد عام، .
فهل سوق العمل قادرة على مواكبة التطوّر بسرعة لإيجاد وتأهيل الأشخاص بالمهارات الجديدة المطلوبة؟
منذ وقت ليس ببعيد، كانت بعض المهن تحظى بشعبية كبيرة ومطلوبة في سوق العمل. لكن مع مرور الوقت، أهملت هذه الأعمال وانقرضت تدريجيا.
من ينسى عازف البانولا تلك المهنه التي جسدت في العديد من الافلام والمسرحيات الكلاسيكيه القديمه وقدمها الكوميدي العملاق عبد المنعم مدبولي في مسرحيه ريا وسكينه او السقه الذي كان يطوف على المنازل في الحواري والازقه ليبيع الماء الذي كان لا يصل للبيوت الا من خلاله ومهنه النذابه التي كانت تنتشر في صعيد مصر وتقوم بدورها في البكاء والنحيب على الاموات مقابل الحصول على وجبه طعام وبعد النقود القليله وحلاق الصحه الذي كان يقوم بعمليه الختان للذكور والاناث كل هذه المهن وغيرها لم تعد موجوده لقد انقرضت وعفا عليها الزمن بفعل العديد من المتغيرات الثقافيه والتطور التكنولوجي وانتشار التعليم وغيرها وهذه المهن وغيرها انتهت ولم يعد لها وجود الان هناك ايضا العديد من المهن التي تسير في نفس الطريق نحو الانقراض في السطور التاليه مع جريده البيان نستعرض عددا من تلك المهن التي تلعب في الوقت الضائع وفي طريقها للانقراض
خدمات لكل بيت
مبيض النحاس كانت واحده من المهن الاساسيه التي تقدم خدماتها لكل بيت في مصر على اختلاف مستواه الاجتماعي فلم يكن في مصر بيتا واحدا يخلو من المواد المصنوعه من النحاس كذلك كانت اغلب المحلات في مصر خاصه المطاعم تعتمد على المواد النحاسيه في تقديم خدماتها للزبائن وبصعوبه بالغه اخذنا نبحث عن مبيض نحاس داخل الشرقيه وخلال احدى جولتنا بالشوارع بالقرب من مركز ابوكبير ويعمل مبيض نحاس سالناه عن طبيعه عمله فقال ان مهنه مبيض النحاس تعتمد على طلاء المواد والاواني والادوات المصنوعه من النحاس والتي تعرضت للصدا فاقوم بنقعها بماء النار ثم شطفها بالماء ووضعها على النار لتحمي على درجه حراره عاليه
مهنه حريمي
ربما كان من العيب وخارجا عن الاصول والتقاليد ان تجد امراه تقبل على الانجاب لدى طبيب او داخل المستشفى فالسيده كانت لا تلد الا في منزلها على تلك المراه التي نطلق عليها اسم الدايه لا رعايه طبيه ولا تحليل او اشعه او غير ذلك من امور فالمساله كلها في يد الست الدايه التي كانت تقوم بدور الطبيب والممرضه وحتى نتائج التحاليل كانت تعرفها دون اجراءها مهنه الدايه كانت للنساء فقط فمن المستحيل ان تجد رجل يمارسها على اساس انه من العيب ان يولد الرجل المراه وكان السبب الاقوى لامتناع النساء في مصر عن الذهاب للمستشفيات للولاده بها
التقيت بليلي من الزقازيق وتقول انها عملت كداية عن طريق الصدفه لانقاذ موقف معين حيث تعرضت احدى جارتها للولاده المفاجاه وقامت هي بمساعدتها ومنذ ذلك اليوم تعد الدايه الوحيده في المنطقه كما انها لم تتعلم او تتدرب على هذا العمل من المواصفات الواجب توفرها في الدايه انها تكون محل ثقه وامانه حيث تقوم بالكشف على السيده الحامل وتتابعها بشكل دوري حتى موعد الولاده كما يجب ان يكون لها ترخيص او تصريح من مستشفى تابعه للمنطقه التي تعمل بها كما حدثتنا عن بعض المعتقدات الخاطئه الخاصه بالتوليد ومنها ان الطفل يولد وموته في يديه فقد قامت بتوليد طفلتين احداهما كان في يده ماء والاخر في يده رمل وهذا يعني ان الاول سيموت غرقا والثاني سيموت ميته عاديه اشارت الى ان عمل الدايه اصبح قليل جدا حيث ان انتشرت المستشفيات والمستوصفات رغم ان هناك البعض الذين يفضلون الولاده مع الدايه في البيت فبعض السيدات تشعر بالراحه اكثر في ولاده البيت اما الرجال فبعضهم يفضل ان لا تنكشف زوجتهم في الخارج
مشعل الأنوار
كان هؤلاء العمال مسؤولين عن إنارة شوارع المدن باستخدام عمود طويل وفتيلة في الطرف العلوي، لإشعال المصابيح في الليل وإطفائها في الفجر.
مكوجي الرجل
تعد مهنة مكوجى الرجل، أحد المهن قديمة التى اندثرت الآن، والتى لم يكن يمارسها إلا ذات الجسد القوى، فكان مكوجى الرجل يقوم بتسخين المكواة، وتمريرها على الملابس مع الإمساك بذراعها الطويلة التى تاخذ شكل منحنى، والتحكم بقدمه فى الآلة الثقيلة، وكان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه.
لم تكن الكهرباء تعرف طريقها نحو الانتشار الذي تحياه الان فكانت اغلب الادوات التي تحتاج الى حراره عاليه تعتمد على النار في تشغيلها او المشتقات البتروليه فالمصباح كان يضاع بالجاز والطعام يطهى بالجاز على الباجور وغير ذلك كي الملابس هو الاخر كان يحتاج الى مكواه ساخنه فكانت تلك المهنه مكوج الرجل الذي يعتمد على قدميه في تحريك المقوى التي يصل وزنها لعشرات الكيلو جرام بعد ان يسخن جزئها السفلي على موقع جانبي يعتمد على النار او الجاز فالتقينا بعم احمد من قريه ابو كبير وهو مكوجي لا يزال يعمل بمكواه الرجل حتى الان ويقول انه ورث هذه الصنعه عن والده وجده وانه لن يرثها لاولاده لانها مهنه شاقه وتحتاج الى جهد عضلي كبير كما انها لا توفر دخل مناسب حيث لا يلجا اليها الكثيرون لان المكواه الحديديه ثقيله تزن قرابه 20 كيلو جرام ذات ذراع طويل محنه يضع عليها رجله السفلى ليضغط بها على المكواه التي بدورها تضغط على الملابس تحتها وهناك ادوات مكمله للمكواه مثل لوحه الكي والبزجه وهي عباره عن قطعه من الخشب مجوفه توضع باحكام اعلى المكواه لكي يضع المكوجي قدمه عليها فتمنع الحراره من الوصول اليه السبب في انقراض هذه المهنه هو نفس السبب وراء انقراض مهنه مكوج الرجل فهو ذلك الاختراع السحري المسمى بالكهرباء فبعد انتشرت الادوات الكهربيه التي سهلت العمل في كثير من المجالات لم يكن هناك الحاجه للعديد من المهن كالمكوجي الرجل
وايضا الغسالات بعد ان انتشرت الغسالات الكهربائيه وبعدها الغسالات الاوتوماتيك فلم تعد مهنه الغساله محل اهتمام احد فلقد اتحالت على المعاش الست روحيه 85 سنه كانت تعمل غساله في البيوت في الخمسينات وحتى الستينات وقبل ظهور الغسالات الاوتوماتيكيه والعاديه ولها ذكريات كثيره مع مهنتها حيث كانت البيوت وقتها لا تغسل يوميا ولكن مره واحده في الاسبوع وكانت تبدا مبكره وفي يوم الغسيل تكون ربه المنزل مستعده لاستقبال الغساله وقد جاهزت الصابونه والزهره والموقد وفصلت الغسيل الابيض عن الالوان الغساله كانت تقوم باشعال المنقض وتوضع قدر كبير به الماء المغلي ثم تقوم بغلي الغسيل الابيض حتى تزيل كل البقع والاوساخ وبعد ذلك ياتي دور عصايه الغلايه التي ترفع بها الغسيله من الغلايه وتضع في طبق كبير من النحس بما يسمي طشت وتقوم بشطفه مستخدمه الزهره والبوتاسيوم في الملابس البيضاء فقط ليصبح الابيض ناصع البياض ثم تعصره بعد الانتهاء من عمليه الغسيل تاتي عمليه النشر فتبدا بتنظيف الحبال ثم تقوم بنشر الملابس بطريقه مرتبه الابيض مع بعضه والملون لوحديه وتراعي وضع ملابس السيدات بطريقه خاصه حيث تطوي وتوضع على الحبال بطريقه ملمومه حتى لا تكون معرضه للنظر امام الماره.
صناعة حجر المطاحن
يعود تاريخ صناعة حجر الطحين في مصر إلى آلاف السنين، حيث استخدم المصريون القدماء هذا الحجر فكان إحدى الأدوات التي كانت تستخدم في طحن الغلال منذ العصر الفرعوني، وتوارثتها الأجيال ومنها أحجام مختلفة الحجم الصغير وهو ما يعرف بالرحايا ويتم تدويرها بشكل يدوي ومنها الحجم الكبير الذي يستخدم في طحن الحبوب بواسطة محرك بخاري أو كهربي.
ومع انتشار المعادن والأدوات الحديثة، قلت الحاجة إلى منتجات الحجر بشكل كبير، واستبدلت بأسطوانات من المعدن ما أدى إلى تراجع هذه الصناعة بشكل ملحوظ.
مع مرور الوقت، تغيرت أذواق الناس، فقل الاهتمام بتلك المشغولات، فانقرضت الحرف، بعد انصراف الناس عنها.
عشرات من المهن الجميلة انقرضت، وهناك عشرات على وشك، أزيدك من التفاصيل. بدأت منذ شهور عملية الترويج لسيارات التاكسى التى تسير بدون سائق فى دول قريبة، كخدمة متطورة حديثة، وذلك بعد أن تمت تجربة الفكرة مئات بل آلاف المرات، حتى يقر التطبيق العملى، الغرض هنا ليس الاستغناء عن سائق التاكسى، للتضييق عليه، ولكنها التكنولوجيا المتطورة، لذلك عما قريب جدا، سيتم الاستغناء عن سائق التاكسى، وغالبا ستسير السيارات الحديثة كلها بدون سائق، بالقيادة الذكية، فحتى لو كانت سيارات الأشخاص، سيكون الغرض، أن تركب سيارتك دون قيادتها، كإحدى وسائل الرفاهية المطلقة، فكلما تطور العلم، تطورت وسائل الراحة والرفاهية.
والمثال الأقرب، كانت الكتابة على الورق متعة، وكان تحسين الخط، من علامات الإبداع، اليوم باتت الكتابة بالضغط على زر على لوحات الكمبيوتر، وعليك اختيار نوع الخط، وقريبا جدا، عليك أن تنطق ما ترغب بكتابته، فيكتبه جهاز الكمبيوتر المتقدم جدا، وبعد فترة أخرى، سيقرأ الكمبيوتر الكلمات، ثم ينطقها، بدلا من أن تقرأها أنت!
هناك وظائف إبداعية لن يحل الذكاء الاصطناعي محلها
1. نحات
2. الجواهري (صانع المجوهرات)
3. ممثل مسرحي
4. صانع الساعات
5. نافخ الزجاج
6. خطاط
7. حداد
8. فنان السيرك
9. رسام الجداريات
10. عارضة أزياء
وظائف تعليمية لن يستبدلها الذكاء الاصطناعي
معلم صف
مدير التعليم من الروضة إلى المرحلة الثانوية
مختص في التعليم الخاص
باحث علمي
مؤرخ
عالم آثار
معلم اللياقة البدنية والعافية
مدرس العمل الاجتماعي
مدرس الفنون والدراما والموسيقى
مدرس الهندسة المعمارية
11. مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي
12. مصمم الديكور والمعارض.
ستستمر الوظائف التي تتطلب تفاعلا وثيقا مع المجتمع، بما في ذلك إنقاذ الأرواح. سوف تستمر في استيفاء متطلبات الوجود البشري، فمن رجال الإطفاء إلى العاملين في المنظمات غير الحكومية، هناك مجموعة كاملة من الوظائف التي تنطوي على مهارات مثل العمل اليدوي، واتخاذ القرار، والتعاطف مع الآخرين وهي كلها أمور لا تستطيع الآلات تنفيذها.
التعليقات