كتب : سعد عيد ..
لم تتعظ مديرية التربية والتعليم بمحافظة الغربية مما حدث لها بمقابلات مسابقة وكلاء المدارس السابقة وما تم توجيهه للمتقدمين من أسئلة عشوائية وغير منطقية ولا تمت للموضوع بصلة لتكرر فعلتها مرة أخرى فى أهم المقابلات حساسية للمتقدمين للعمل بالتدريس داخل المدارس اليابانية الحديثة التى تشرع وزارة التربية والتعليم العمل بها خلال العام الجديد, حيث جاءت معظم الأسئلة للمتقدمين لا تمت للواقع بأى صله ومنقطة الصلة تماما بعملية التعلم اليابانى وطرق تدريس وتعليم الأطفال الاعتماد على الذات وتكوين شخصيتهم بنظام ” التوكاتسو بلس ” المتبع داخل المدارس اليابانية والذى يجعل الطلاب يهتمون بمأكلهم وملبسهم ونظافتهم بأنفسهم دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين .
فى سياق متصل ووسط ذهول معلمى ومعلمات التربية الفنية أثناء المقابلة الشخصية لهم سأل وكيل وزارة التعليم بالغربية سؤالا عجيبا وغريبا حيث سأل الحاضرين ” ما هو الكوع وما هو البوع ” ليندهش الجميع ويصابوا بصدمة مما يسمعون ثم تنتهى مقابلتهم بطلب رسم ” عين ” من الجميع وكأنهم أطفال صغار فى الصفوف الابتدائية ودون أن يكون مع أى واحد منهم قلم ولا ورقة لهذا الرسم المطلوب لتنتهى المقابلة بهذه الحالة المزرية والمثيرة للشفقة ما أثار استياء المتقدمين الذين يحملون شهادات ماجستير ومنهم من يعد الدكتوراه فى مجاله ليروا هذه العقول الفارغة التى تلقى عليهم بأسئلة لا علاقة لها بما هم متقدمون من أجله بدافع الفلسفة الفارغة والعشوائية ما جعل المتقدمين يدخولون فى نوبة ضحك واسعة بعد خروجهم من المقابلة . واكتملت الطامة الكبرى للمتقدمين بسؤال ” لوحة الموناليزا بتبص فين من هنا ولا من هنا “وأيضا ” يوسف السباعي مات فين ” وأيضا ” مين اللي كتب كتاب قنديل ام هاشم ” وايضا ” ما الفرق بين كسوف الشمس وخسوف القمر ” وايضا ” ما اسماء أصابع اليد ” ليكتمل مسلسل الدهشة والتعجب للحاضرين مشفقين على اللجنة المشكلة لامتحانهم لوصولهم لهذه الدرجة من قلة الوعى وانعدام الحكمة فى الأسئلة التى يلقونها عليهم .
على الصعيد ذاته تأتى هذه المهازل التعليمية نتيجة لعدم التخطيط الوارد من وزارة التربية والتعليم لهذه المدارس وعدم وضع اللجان المناسبة فى المكان المناسب وترك الأمور للمديريات التعليمية تشكل ما يحلو لها وتضع أناس غير مؤهلين لاختيار وظائف حساسة لتكون المحصلة النهائية صفر كبير يحصل عليه التعليم المصرى وفشل لمنظومة التعليم اليابانى من قبل أن تبدأ داخل مصر لأن الجواب قد وضحت سطوره من عنوانه بهذه المقابلات الفاشلة . ولا يهم وزارة التعليم شيئا فى نهاية الأمر سوى أن ترسل تلك اللجان العاجزة عن طرح سؤال يليق بالحاضرين تقريرها النهائى بمجموعة أسماء عشوائية ممن كانت ملابسه ملفتة النظر للحاضرين أو كانت نظارته مبهرة أو كان حذاؤه أنيقا لتكون هذه المواصفات هى العامل الرئيسي فى اختيار المتقدمين لأن المضمون قد خلا من معناه ولم يتم اختبار أحد فى شيء هام ولم يعرف أى متقدم شيئا عما هو مقبل عليه داخل المدارس اليابانية المظهر المصرية الجوهر ليخرج لنا الفشل لسانه مرة أخرى فى كل خطوة نخطوها للأمام فى تطوير منظومة التعليم المتهالكة داخل هذا البلد الذى قُدر له أن يظل فى ذيل الأمم التى تهتم بجودة التعليم فى العالم. وكعادتها دائما وزارة التعليم لا تشغل بالها بكل ما يحدث بعيدا عنها لتنام نومها العميق وتترك المعلمين يرتطمون بهذه العقول المتحجرة التى تلقى عليهم فى كل مقابلة هامة لهم بأسئلة تحرق دمائهم وتثير سخريتهم أكثر مما تفيدهم فى مسيرتهم القادمة نحو تعليم أفضل يليق بعقولهم وعقول أبنائهم .
التعليقات