كتب: إبراهيم فياض
فى ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مقتل زعيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، فى غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار، استهدفته بصاروخ أثناء وقوفه فى شرفة منزله بأفغانستان.. فمن هو أيمن الظواهري وكيف تحول من طبيب وجراح عيون إلى زعيم واحد من أكبر أوخطر التنظيمات الإرهابية فى العالم؟ السطور التالية تحمل كافة التفاصيل عن قصة حياة أيمن الظواهري
اسمه الكامل هو أيمن محمد ربيع الظواهري، ولد فى القاعرة عام 1951، عائلة أيمن الظواهري كانت تضم عددا كبيرا من الأطباء وعلماء الدين والسياسيين، وتقلد عمه محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري منصب شيخ الأزهر، كما أن أحد أعمامه كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية.
نشأ أيمن الظواهري وسط جماعات الإسلام السياسي وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين في سن مبكرة، بعدما تأثر بكتابات المنظّر الرئيسي للجماعة سيد قطب.. ظل منتظمًا في صفوف الجماعة أثناء دراسة الطب حتى تخرج في جامعة القاهرة سنة 1974 طبيبًا.
.
أسس عيادة طبية في القاهرة، لكنه سرعان ما انجذب إلى الجماعات الإسلامية المتأثر بها أصلا، وكانت تدعو للإطاحة بالحكومة المصرية، وتم اعتقاله ودخل السجن لفترة، ويقال إن فترة سجن الظواهري أثرت في مجرى حياته بالكامل، ودفعته إلى ترك عمله كطبيب وتوجيه كافة اهتمامه تجاه انشطته السياسية المعادية للحكومة
التحق الظواهري بجماعة الجهاد الإسلامي المصرية منذ تأسيسها في العام 1973، وفي عام 1981 اعتُقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في أعقاب عقده اتفاقية سلام مع إسرائيل، وخلال إحدى جلسات المحاكمة ظهر الظواهري باعتباره متحدثًا باسم المتهمين لإتقانه اللغة الإنجليزية، وصور وهو يقول للمحكمة: «نحن مسلمون نؤمن بديننا ونسعى لإقامة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي».
بعد ذلك بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان وأفغانستان المجاورة في وقت لاحق، وأسس فصيلًا لحركة الجهاد الإسلامي، وعمل طبيبًا أيضًا في البلاد خلال فترة الاحتلال السوفيتي، وتولى قيادة جماعة الجهاد بعد عودتها للظهور في سنة 1993، وعُد الشخصية الرئيسية وراء سلسلة من الهجمات داخل مصر، بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي.
بعض الخبراء اعتقدوا أن الظواهري كان من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001، إذ كان اسمه آنذاك ثانيًا بعد بن لادن في قائمة تضم 22 من “أهم الإرهابيين المطلوبين” للولايات المتحدة، ووقتها رصدت السلطات الأمريكية مكافأة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.
في 1998 شكّل بن لادن والظواهري ما سُميت بـ«الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين»، وفي يوليو 2007 ظهر أيمن الظواهري في شريط مرئي مطول يحث فيه المسلمين حول العالم على الانضمام إلى حركته الجهادية والالتفاف حول تنظيم القاعدة، وفي الشريط ذاته حدد الظواهري استراتيجية القاعدة المستقبلية، وقال إن التنظيم، على المدى القصير، يهدف إلى مهاجمة مصالح من وصفهم بـ”الصليبيين واليهود”، قاصدًا بذلك الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب وإسرائيل، بحسب بي بي سي.
أما على المدى الطويل فقد اعتبر الظواهري إسقاط الأنظمة في العالم مثل السعودية ومصر، هي الهدف الأساسي، داعيًا إلى استخدام أفغانستان والعراق والصومال كمناطق للتدريب، وفي 8 يونيو 2011، أصدر الظواهري بيانا يحذر فيه الأمريكيين من أن اسم أسامة بن لادن سيستمر في “إرعاب” الولايات المتحدة حتى من قبره.
وفي عام 1997، انتقل الظواهري إلى مدينة جلال أباد الأفغانية، حيث كان أسامة بن لادن يقيم هناك، وبعد مرور سنة انضم تنظيم الجهاد وخمس مجموعات إرهابية أخرى إلى بن لادن وتنظيم القاعدة مشكلين “الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين”.
شمل إعلان الجبهة لأول مرة فتوى دينية تسمح بقتل المدنيين في الولايات المتحدة، وبعد 6 أشهر دمرت اثنتان من الهجمات المتزامنة السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا، ما تسبب في مقتل 223 شخصًا على الأقل، وكانت مكالمات الظواهري عبر هاتف فضائي قد استخدمت كدليل لإثبات أن القاعدة تقف وراء الهجوم.
بعد هذه الهجمات بنحو أسبوعين قصف الجيش الأمريكي معسكرات تدريب متشددة في أفغانستان، وفي اليوم التالي اتصل الظواهري هاتفيا بصحفي باكستاني، قائلا له: «قل للأمريكيين إن هذه الصواريخ وتهديداتها، وأعمالها العدوانية لا تخيفنا، الحرب بدأت للتو».
وطوال هذه السنوات ظلت تلك الحرب دائرة حتى أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء 2 أغسطس 2022 مقتل أيمن الظواهري في غارة شنتها طائرة بدون طيار أمريكية على أفغانستان.
التعليقات