الجمعة الموافق 20 - ديسمبر - 2024م

من أعان ظالمًا سُلط عليه

من أعان ظالمًا سُلط عليه

بقلم : د. محمد أبو العلا
من أعان ظالمًا سُلط عليه، سبحان مغير الأحوال من حالٍ إلى حال، أصبحت وسائل الإعلام المختلفة تتبادر وتسارع للكتابة عن فضائح وتعديات الألتراس، ومافعلوه في مباراة كيما أسوان، ومع جماهير بايرن ميونخ الألماني في المغرب، وبالطبع المصري البورسعيدي في بورسعيد، والآن يظهر للناس الذين لايحبون قراءة الحقيقة كاملةً لحاجةً في أنفسهم من الجاني، ويتناسى بعضهم ماحدث في مباراة مصر والجزائر الشهيرة، وكيف كان مردودها قوياً في المباراة الفاصلة في السودان، فما حدث هناك كان فقط رد فعل لما فعله صبية الألتراس من تجاوزات في شأن بعثة منتخب الجزائر، في الوقت الذي استقبلت فيه الجزائر منتخبنا بحفاوة، والجماهير العريقة لم تسأل نفسها مرة لماذا يسب هؤلاء المرتزقة والمرقة لاعبين وأشخاص بعينهم، ثم يأتون على لاعبِ آخر يطلقون عليه قديساً؛ فيحيطونه بالعناية والرعاية والمديح دون غيره، اللهم إلا من كان من نفس جماعته!، ولو كان هذا اللاعب على خلق كما يظهر للغالبية العظمى منهم لرفض سلوك هذه الرابطة بتصريحاته الرسمية، لا أن يعلن تضامنه معهم على حساب زملائه في مباراة الأهلي الشهيرة مع إنبي، لكنه كان يتوارى كالنعام بحجة أنه لايحب الظهور الإعلامي، الآن فقط عندما تسلط الألتراس على لاعبي الأهلي ومجلس إدارته وجهازه الفني أصبح خطراً يجب مقاومته؟!، ولم يكن كذلك عندما كان سبباً في قتل الأبرياء في بورسعيد وغيرها؟ بل راح البعض يبرر سلوكهم، ويختلق لهم الأعذار الواهية، كالقول أنهم مستثارون وأن لديهم حالة احتقان مما حدث لذويهم، متناسين أنهم هم من تسببوا لذويهم في هذا المصير، هذا إن كانوا حقاً من ذويهم ولا يتاجرون بدمائهم؟ والحقيقة أنني كنت شاهداً على بعض المواقف السياسية لهذه الرابطة الوهمية التي تتبع جماعة الإخوان بصفة غير رسمية وجماعة 6 إبريل بصفة رسمية، شاهدت بعض أعضائها الذين يدعون انتمائهم لفريق الزمالك، وهم أنفسهم من يذهبون للشغب في مبارايات الأهلي بحجة التشجيع!، حتى أن أحدهم صحح لي نطق الكلمة قائلاً “أولتراس وليس ألتراس!” ولما بانت نواياهم المنظمة في الاعتداء على الأمن والمجلس العسكري لم يجرؤ واحد على انتقادهم سوى رئيس نادي الزمالك، وبالطبع تناولته الإعلام من الباب الخلفي باب التعصب!، فنحن نتحرك فقط عندما تصيبنا المصيبة في مقتل، لكن عندما تتسلط بأيدينا على غيرنا لا نحرك ساكناً لأننا من اصطنعناها، وكما مجدت هذه الرابطة أو الجماعة لاعبي فريق على حساب كل الفرق سوف تكون هي نفسها عامل هدم لهذا الفريق الذي راح يتكبد مادياً في أغلب المباريات بسبب الغرامات التي يورطه فيها أعضاء الجماعة، والخلاصة أن الرياضة عندما لجأت لطريق الاحتراف أصابها الانحراف، وخاصةً كرة القدم التي لم تعد لعبة رياضية بقدر ما أصبحت مكاناً يمارس فيه الكُره والغل لا الكرة، وما بني على باطل فهو باطل، فإن كان أساس التشجيع قائم على سب الآخر، فلا تتوقع خيراً، لأنه لا يصح إلا الصحيح.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78630886
تصميم وتطوير