«خـالـد جـزر».. يكتب: هل فقد ترامب عقله؟
ترامب.. الهروب من المنطق
منذ ظهوره على الساحة السياسية، ظل دونالد ترامب شخصية مثيرة للجدل، محاطًا بالتناقضات والمواقف الحادة، على مدار سنوات، أظهر الرئيس الأمريكي عدم مسؤولية بالرغم إنه يمثل قيادة اكبر دولة بالعالم؛ وهذا اتضح من بداية ولايته الأولي عام 2017 بـ المداومة علي نشر تغريدات هجومية في الثالثة صباحًا؛ وتصريحاته الصادمة التي ناقضت الحقائق والمنطق، على سبيل المثال: خلال جائحة كورونا، اقترح علنًا حقن الجسم بالمطهرات كعلاج محتمل، مما أثار دهشة واستنكار الخبراء الصحيين!! نهيك عن خوضه معارك كلامية ضد الإعلام، والسياسيين، وحتى أعضاء حزبه.. هذا يجعلنا نتسأل هل ترامب في حالة عقلية مستقرة؟
ترامب 2025.. هل عاد لينتقم؟!
وبعد ايام بسيطة من عودته مجددا إلى البيت الأبيض 2025، أصبح دونالد ترامب أكثر تطرفًا في سياساته، متخذًا قرارات غير مسبوقة وصادمة، سواء في تعامله مع خصومه مثل الصين، و روسيا، أو في محاولاته إعادة تشكيل النظام العالمي وفق رؤيته الخاصة. وبينما واصل دعمه المطلق لإسرائيل وسعيه لتهجير الفلسطينيين، فاجأ الجميع بإعلانه رغبته في شراء قطاع غزة، بالإضافة إلى قرارات غريبة أخرى، مثل إلغاء وزارة التعليم، وشراء جزيرة غرينلاند، والانسحاب من منظمة الصحة العالمية.
ترامب.. نهج تصادمي مع الصين وروسيا
واصل ترامب حربه الاقتصادية ضد الصين، ففرض مزيدًا من العقوبات، ورفع الرسوم الجمركية، متهمًا بكين بـ”سرقة الوظائف الأمريكية”، كما صعّد التوترات العسكرية في بحر الصين الجنوبي، وزاد من دعمه لتايوان، ما جعل العلاقات بين البلدين في أسوأ حالاتها.
ترامب.. روسيا العدو الذي يعامله كصديق
رغم تصعيد واشنطن ضد موسكو بسبب حرب أوكرانيا، إلا أن ترامب كان أقل حدة، رافضًا تقديم دعم عسكري مفتوح لكييف، مشيرًا إلى أن “أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولية أوكرانيا”، مما جعل موقفه مثيرًا للجدل!!
ترامب.. الهجوم على المؤسسات الدولية
لطالما هاجم ترامب منظمة الصحة العالمية، متهمًا إياها بأنها “منحازة للصين” و”فشلت في إدارة جائحة كورونا”، لذلك، قرر الانسحاب نهائيًا من المنظمة، ووقف أي تمويل أمريكي لها، رغم التحذيرات من خطورة هذه الخطوة على الجهود الصحية العالمية.
ترامب.. موقفه العدائي من محكمة العدل الدولية
بعد إصدار محكمة العدل الدولية قرارات تتعلق انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي؛ حقوق الإنسان في غزة، وما نفذته من جرائم الحرب، هاجمها ترامب بشدة، وهدد بفرض عقوبات على قضاتها، ومنع أي تعاون أمريكي معها، مما زاد من عزلة أمريكا عن النظام القانوني الدولي!!
ترامب.. القضية الفلسطينية من التهجير إلى محاولة شراء غزة!
لم يكتفِ هذا الترامب بدعمه المطلق لإسرائيل، بل اتجه نحو مقترحات غير مسبوقة لحل القضية الفلسطينية، أبرزها:إصراره على تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، في محاولة لفرض “حل نهائي”، رغم الرفض القاطع من الدولتين، بالإضافة لدعمه الاستيطان الإسرائيلي بلا قيود، مما زاد من تآكل الأراضي الفلسطينية.
ترامب.. إعلان نيته شراء قطاع غزة!
حيث صرّح بأن “غزة منطقة غير مستقرة ويمكن إدارتها بشكل أفضل تحت إشراف أمريكي”، ملمحًا إلى تقديم عروض مالية ضخمة لمصر أو إسرائيل للسيطرة عليها، هذا الطرح الغريب قوبل بسخرية عالمية ورفض فلسطيني وعربي قاطع، حيث اعتبره البعض محاولة لشرعنة الاحتلال الإسرائيلي لغزة تحت غطاء اقتصادي.
ترامب.. قرارات غريبة ومثيرة للجدل
في خطوة غير مسبوقة، طالب دونالد ترامب بإلغاء وزارة التعليم الأمريكية، معتبرًا أن الحكومة الفيدرالية “ليس لها دور في التعليم”، وداعيًا إلى نقل الصلاحيات بالكامل إلى الولايات، مما أثار مخاوف من تأثير ذلك على جودة التعليم العام.
ترامب.. شراء جزيرة غرينلاند
2025 عاد ترامب لإحياء فكرته القديمة بشراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك، مدعيًا أنها “ستكون استثمارًا رائعًا” للولايات المتحدة. وعلى الرغم من السخرية العالمية من الفكرة، إلا أنه أصر على تقديم عروض لشراء الجزيرة، وهو ما رفضته الحكومة الدنماركية تمامًا.
هل ترامب زعيمًا متهورًا؟
بنهجه الصدامي وقراراته الغريبة، يبدو أن ترامب يقود الولايات المتحدة نحو مزيد من العزلة الدولية والفوضى الداخلية، وجعل الجميع يتسأل هل هو رجل فقد عقله فعلًا.. أم أنه ببساطة يواصل لعبته في كسر القواعد وإعادة تشكيل السياسة العالمية وفق رؤيته الشخصية؟
دونالد ترامب.. الإصرار على الخطأ
بدلاً من الاعتراف بأخطائه، يميل ترامب إلى مضاعفة الإنكار والهجوم المضاد. هذا الأسلوب جعله رمزًا للعناد السياسي، لكنه في الوقت ذاته عزز صورة الزعيم الذي لا يخضع للضغوط، وهو ما يجذب أنصاره بشدة.
ترامب.. نظريات المؤامرة والواقع الموازي
أحد أبرز ملامح أسلوبه السياسي هو تبنيه لنظريات المؤامرة، مثل مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات الأمريكية 2021، وادعاءاته المستمرة بأن الإعلام والمؤسسة الحاكمة يعملون ضده، هذه النظرة للعالم دفعت الكثيرين إلى التشكيك في مدى اتزانه النفسي.
ترامب.. شخصية نرجسية أم عبقرية فوضوية؟
يصفه بعض المحللين بأنه مصاب باضطراب نرجسي يجعله غير قادر على تقبل النقد، بينما يرى آخرون أنه ببساطة رجل يستغل الفوضى لصالحه، ويستخدم استفزازاته الإعلامية كأداة لجذب الاهتمام.
ختامًا.. في كل الأحوال، فإن ولايته الثانية ستكون أكثر اضطرابًا، وستجعل العالم في حالة ترقب دائم لقراراته المفاجئة والصدمات التي أكدت بأننا أمام رجل مُسن ربما فقد عقله ما قرب بدايه عقده الثامن!
التعليقات