كتب – محمد السيد
في سابقة ليست بجديدة ولا غريبة، صدر عن دار تويتة، ديوان ” مجاز الماء ” للشاعر سامح محجوب، الذي يُري فيه وهو العاشقَ للجمال، ولا سيما جمال الأنثى، بكل متعلقاتها الأنثوية، من “رقةٍ، وحُسن، وأنوثة، وحُليّ، وصِبا”
وأوضح محجوب أنه استطاعَ أن يقدم مجازاً جديداً، العلاقات فيه ليست مادية، لكنها وجودية،
بينها وبينه جسور من الحزن والألم، والتأمل الذي يحول عذابات النفس الداخلية إلى عوالم مرئية من الجمال والتشكيل اللغوي الفريد.
وكشف محجوب من خلال عشقه وسعيه خلفَ المرأة الجميلة، عن مروجٍ للجمال، ما رأتها عين، ولا وردت في ذهن جان، لافتا أنه في ديوانه، وقف أمامَ المرأة تماما، كما يقف النحات أو الرسام أمام أنثى عارية كي يكشفَ تفاصيلَ حسنها في عمل تشكيلي يُكتب له الخلود، ولا حظ له فيه سوي لذة النظر.
وأكد محجوب أن ديوانه ليس الأول، لكنه يأتي بعد إثنين يحمل كل منهما تجربة مختلفة عن الآخر، ففي الأول ” لا شئ يساوي حزن النهر” تطغَى النفس الحالمةُ على الديوان النفسُ التي تبحثُ عن غُصنٍ يناسبُ طبيعتَها وألحانَها.
أما الثاني ” الحفر بيدٍ واحدة ” تستقر النَّفسُ قليلا فتظهر روح التحدي والإصرار على مواجهة الصعاب.
من جانبه علق الشاعر علي عمران، مدير النشاط الثقافي بمتحف أحمد شوقي، أن المتأمل لعناوينِ قصائد الديوان، يجد أن محجوب حلّق في كل الفضاءات، وغاص في جميع الأعماق، وعاد بالدر المكنون، مشيراً إلي أن هذا ” شبق انفرادي ” حيث يتوحد الشاعر مع أنثاه يعبر عن تفاصيل أسمى علاقة تجمعه بها، في لغةٍ تشبه عزفا مُنفرداً، على آلةِ الكمان، في رقتِهِ وعنفْهِ، وهذا “عنفُ السوسن” الذي يشدُّ الشاعر في اتجاهينِ متضادينِ، وهذا ” دنٌّ وحان ” الذي يطارده الشاعر، فلا يجد إلا سراباً
من جانبه قال الفنان خضر حسن رسام الكاريكاتير بـ ” روزاليوسف ” أن محجوب فارس الشعر العربي وكبير بقامته الشعرية، وهو من الشعراء الذين لا يأخذو حقهم الكامل في الظهور الإعلامي، لافتاً إلي أنه دائما يبهرنا بكل ديوان تلو الأخر، وأكثر ما يعجبني به أن أشعاره متماسة مع الضمير الوطني، ومتعايش داخل أحزان وآلام الشعب، يفضح المسكوت عنه، ويناقش الكثير من مشكلات المرأة والحب والجمال والفقر والبطالة، ودائما يأخذنا بعيداً لنسرح معه في حالة وجدانية من الحب والأمل والعشق والدفء، وفي إنتظار كل ماهو جديد.
التعليقات