نجيبه المحجوب

ستنطلق مظاهرة كبرى يوم الجمعة 8 من الشهر الجاري في واشنطن بمشاركة آلاف من أبناء الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية. والرسالة التي تحملها هذه المظاهرة تقديم مظهر آخر من مظاهر إرادة الشعب الإيراني وعزيمته في إسقاط النظام الإيراني وتقديم البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام والذي يتمثّل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
منذ شهر والجالية الإيرانية في الدول الغربية أقامت عدة ندوات ومؤتمرات ومظاهرات في مختلف الدول للتعبير عن هذا الواقع.
ففي الرابع من شهر شباط الماضي عقد مؤتمر في بروكسل للتعريف بما يقوم به نظام ولاية الفقيه منذ فترة في الدول الأوربية بشكل خاص والتخطيط للعمليات الإرهابية في ألبانيا وفي فرنسا وفي الولايات المتحدة وهولندا والدنمارك. وتركيز هذا النظام على الإرهاب يأتي من منطلق عجزه لمواجة الانتفاضة الشعبية داخل إيران فيريد صبّ جام غضبه على من يقف خلف هذه الانتفاضات وهي المقاومة الإيرانية.
بعد ذلك وفي الثامن من الشهر الماضي طاف آلاف من أبناء الجالية الإيرانية في فرنسا وأوربا شوارع باريس المركزية بهدف استذكار الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه الدكتاتوري وبأن أهداف وشعارات تلك الثورة ما زالت قائمة والدكتاتورية ما زالت قائمة وبشكل أسوأ عما كان.
وعند ما انطلقت أعمال مؤتمر وارسو العالمي ضد نظام الملالي بمشاركة عشرات الدول فإذا بالجالية الإيرانية أنصار المقاومة الإيرانية كانت في الساحة ليومي 13 و14 من شهر شباط أمام المؤتمر لتقول وتؤكد على كلمة الشعب الإيراني وبحضور شخصيات بولندية وأميركية وعرب.
وفي 16 من الشهر الماضي تجمّع مئات من أنصار حركة مجاهدي خلق أمام مؤتمر ميونيخ للأمن مطالبين بطرد جواد ظريف المؤتمر الشخص لايمثّل سوى نظام الإرهاب الحاكم في إيران باسم الدين.
وفي 21 من شباط دعا نواب في الجمعية الوطنية الفرنسية السيدة مريم رجوي رئيسة جمهورية المقاومة الإيرانية لمؤتمر في مبنى البرلمان للنقاش حول مستقبل إيران في العام 2019 والقى نواب البرلمان الفرنسي وشخصيات فرنسية وعربية وغربية كلماتهم في هذا الشأن.
ولمناسبة بدء أعمال مجلس حقوق الإنسان في جنيف تجمّع مئات من أنصار المقاومة الإيرانية أمام مبني الأمم في هذه المدينة في 26 من الشهر مطالبين بطرد ممثلي نظام الملالي من منظمة الأمم المتحدة بسبب دورهم في المجازر والإعدامات والتعذيب في إيران
كما أن غدا الخميس 7 شباط ستعقد المنظمات غير الحكومية اجتماعاً في مبنى الأمم المتحدة بجنيف على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان حول نصب الملا الجزّار إبراهيم رئيسي من قبل خامنئي رئيسا للسلطة القضائية وضرورة تنديد هذه العملية لأنها تعتبر ضحكاً على ذقون نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. لأن شخصاً كان عضوا في «لجنة الموت» يصبح رئيس جهاز العدل في نظام ولاية الفقيه!
هذه النشاطات التي تعدّ قسماً من نشاطات المقاومة الإيرانية خارج البلاد في مجموعها تعتبر صوتاً صارخاً لأبناء الشعب الإيراني ولأعضاء معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة الأبطال الذين قاموا خلال الشهر الماضي بتنفيذ أكثر من مائة عملية بطولية بإضرام النيران في صور خميني وخامنئي وبحرق مراكز البسيج والحوزات الدينية الخاصة بالملالي في مختلف المحافظات والمدن الإيرانية، كما قاموا بتنظيم مئات عمليات الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات في مختلف المناطق والمدن، العمليات التي هزّت أركان الملالي وأوقعت الرعب في أوصال النظام.
كما هو معروف لايمكن الفصل بين النضال الذي يخوضه الشعب الإيراني في مختلف الساحات وبين النضال الذي تخوضه شعوب المنطقة من اجل التخلص من هيمنة نظام الملالي وعملائه في بلدانها خاصة أشقاءنا الشعب السوري والشعب العراقي والشعب اليمني والشعب اللبناني وغيره .
والآن يعمل أنصار مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة من أجل إقامة مظاهرة في واشنطن في الثامن من مارس الجاري أمام البيت الأبيض بمشاركة آلاف من أنصار المقاومة بهدف التعبير عن مطالب الشعب الإيراني في إسقاط الفاشية الدينيه الحاكمة في إيران والتنديد بسياسة المسايرة والمهادنة مع هذا النظام، وضرورة اتخاذ خطوات حازمة ضده من خلال الاعتراف بحق الشعب الإيراني بمقاومة هذا النظام وبإسقاطه والاعتراف بالبديل الديمقراطي للنظام المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وكذلك الإشادة بانتفاضة أبناء إيران ضد النظام الفاسد الحاكم. وسيحضر هذه المظاهرة كبار الشخصيات الأميركية من كلال الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإلقاء كلمات في تأييد مطالب المتظاهرين.